ثم اتصلت بالإستعلامات سألت الموظف: لو سمحت الرقم كذا كذا يتبع لأي منطقة، قال: الكورنيش،
هلا أعطيتني العنوان لو سمحت؟
أسف هذا غير مسموح
هلا أخبرتني باسم من؟
أسف هذا غير مسموح
فجأة أصبحت أبحث عن أي معلومات جديدة أيا كان نوعها أريد ان أعلم أكثر، لا أريد ان أكون غبية مجددا أريد أن أعلم كل شيء يحدث حولي، حتما سأعلم .......أريد أن أعرف هل تزوج منها،.؟؟ هل يقيم معها؟؟ ولأول مرة أشعر باني امام رجل غريب عني، رجل له وجه اخر، وجه لا اعرفه، لما اعد اشعر بالامان مع هذا الانسان، لايمكنني ان اشعر بالامان معه بعد اليوم، ..... كنت ابكي تارة، واصاب بالغضب الشديد تارة اخرى، واخيرا توضيت ولجأت إلى ربي، صليت ودعوت الله ان ييسر لي امري، ويخفف علي وطأة الواقع الذي اكتشفته....
عاد للبيت عند الثالثة بعد منتصف الليل، كان مزاجه سيئا كالعادة، عندما رأيته هذه المرة،كانت نظرتي له تختلف، كنت أرى فيه رجلا غريبا، لم يعد كياني كما كان، لم يعد جزءاً مني لم يعد قطعة من قلبي، أصبح رجلا غريبا لا يهمني أمره، ولا انزعاجه فليحترق لم يعد يهمني.. هكذا كنت أحدث نفسي...ذلك الذي تركني أتألم وهو يلهو، أنهار وهو يغازل سواي، أموت وهو يغني... لن اسامحه أبدا.........غير ملابسه وأوى للسرير لينام،
سألني : ألن تنامي؟
قلت : ليس بعد...
انتظرته حتى غط في النوم وأخذت مفتاح سيارته، تسللت من نافذة المطبخ إلى الكراج، وبدأت أفتش في السيارة في البداية لم أجد شيئا.. وأخيرا لاحظت ارتفاع السجادة في شنطة السيارة،
رفعتها، ورأيته، صندوق مغلف بالحرير الأحمر، يطوقه شريط زهري، أخذت العلبة وأغلقت شنطة السيارة بهدوء، وانزويت في طرف الكراج، فتحت الشريط ثم أزحت الحرير، لأجد صندوقا أحمر، منقوش بالذهبي، فتحته بحذر، وكانت الصدمة........
حينما فتحت الصندوق الأحمر صدم عيني بريق الماس، واحرق قلبي، واطلق ذهولي، فقد كان هناك طقم من الماس، عقد فخم جدا، وقرطين، واسويرة، وساعة يد، مع خاتم، طقم ماس كامل كبير وراقي، مع فاتورته باثنين وثلاثين ألف درهم، وبطاقة، فتحت البطاقة وقلبي مليء بالخوف، لا، لا يمكن أن يكون هذا الماس لها، فتحت البطاقة وقرأت فيها كلمات مثل: حبيبتي روزا، احترت ماذا أهديك فكرت أنك كنت تحلمين بهذا العقد..... أتمنى لك عاما سعيدا....... أريدك في كامل أناقتك الليلة لدي مفاجأة أخرى...........،
أأأأأأأأه، أأأأأأأأأأأأأأأأأأأه، أأأأأأأأأأأأأأأأأه، ووضعت يدي على فمي، لاقاوم الصراخ، لم أكن قادرة على الإستمرار في مسك أعصابي، أمسكت بطني أحسست أن ثمة جرح في بطني، وجرح أخر غائر في قلبي، لا يمكن أن تفعل بي هذا، حرام عليك، تهديها الماس وانا لا تهديني سوى مزاجك السيء طوال اليوم، وقلة ادبك وبذائة لسانك، تهديها الماس فيما تتجاهلني وانا التي وقفت معك وساندتك وصبرت عليك، لا لا يمكن، انزويت نحو حمام الكراج، أغلقت الباب بالمفتاح، وجلست أبكي وأتساءل لماذا وأنا التي بعت كل قطعة من مجوهراتي لكي أساعده، وأقف إلى جواره، هذا جزائي، لماذا ماذا فعلت له ليكون هذا جزائي في النهاية، بقيت على حالي من القهر والموت أبكي، حتى انتفخت عيناي من شدة البكاء، ولم أدر بأن الوقت مضى بي، حتى سمعت أذان الفجر، فاستغفرت ربي، وهدأت نفسي، وغسلت عيناي بالماء الدافي، وخللت الماء بأصابعي في شعري بحثا عن البرودة، ثم توضأت، وذهبت أصلي، وبعد الصلاة فكرت ماذا أفعل؟
فكرت في الإتصال بالدكتورة، لكني كنت محرجة فالوقت مبكر جدا، ........ ومع هذا اتصلت: ألو.... ألو...من معي
كنت أقاوم البكاء والدموع، فأقفلت هي الخط، ثم عدت وأتصلت: ألو دكتورة اسفة على الإزعاج أنا أم بسمة، اسفة على الإزعاج في هذا الوقت
قاطعتني لا ياأختي انا اصلي الفجر، وهذا موعد استيقاضي اليومي فلا تقلقي، أخبريني حبيبتي ماذا حدث لقد أكتشفت كل شيء انه على علاقة بأخرى، وحكيت لها كل التفاصيل...،،،،، قالت: عادي عادي أنه أمر يتكرر يوميا مع كل النساء لكن المرأة الذكية هي التي تخوض التجربة وتنجح
أنا لم أعد أريده دكتورة أريد الطلاق،،،،،،،لا يا أم بسمة تصورت أنك أقوى من ذلك، تصورتك أعقل،،،،،أرجوك يادكتورة لم أعد أحتمل أريد الطلاق، لا يمكنني الاستمرار مع هذا الناكر للجميل، هذا الرجل عديم الاحساس،،،،،اهدئي فزوجك لك، ويستحق القليل بعد من الصبر منك، سأساعدك وأعيده بإذن الله لك، فقط أصبري واسمعي كلامي جيدا،،،،،،لا.. لا... لا اعتقد اني سأحتمل البقاء معه دقيقة واحدة غير ممكن...
إن لم يكن من أجلك انت فمن اجل بسمة وشقيقها، عليك الصبر بعد، ثم ماذا ستفعلين لو طلقتي، ستتزوجين رجلا اخر قد يكون اكثر سوءا،
تحملي ما انت فيه، لعله الخيرة...،،، هل أواجهه؟،،،لا أياك أن تفعلي ذلك، في مثل موقفك لا تصلح المواجهة،،،ماذا أفعل؟
متى موعدنا القادم؟،،،،،،،،،،، لقد حجزت موعدا على الأسبوع القادم،،،،،،،،،،،،،،،اتصلي على السكرتيرة عند التاسعة واطلبي موعدا طارئا وليكن مساء الغد،،،،،،، حاضر، لكن ماذا أفعل الآن؟،،،، خذي العقد فهو من حقك، أنت وجدته اولا وضحكت وأضافت: "يجب أن تأخذي العقد
لا يهمني العقد ، بل يهمك ويجب أن يهمك من الآن وصاعدا،،،لكن كيف؟،،،،أعيديه إلى مكانه، ثم تظاهري بأنك تنظفين السيارة
ولكن الصندوق يحتوي على بطاقة تحمل اسمها،،،،،،،، إذا فأفعلي التالي............
وفعلا أخذت الصندوق إلى مكانه، ......... ثم أمرت الخادمة بتنظيف السيارة من الداخل، ووضعت بها بعض البخور وعطرتها، ثم فتحت شنطة السيارة، وأحضرت طفلتي ووضعتها لتلعب في شنطة السيارة، وأنا أراقبها، رميت البطاقة تحت السجادة، ورميت الشريط فوق السجادة وشجعت أبنتي على اللعب بالصندوق الأحمر، وعندما هم بالذهاب للعمل، تبعته وقلت له حبيبي لقد أهتتمت بنظافة السيارة بنفسي اليوم، وعندما اقتربنا منها بدا عليه الخوف والقلق، ثم سارعت إلى شنطة السيارة وقلت ((ماهذا سبحان الله ماهذا العقد الجميل أنظر ياحبيبي ماذا وجدت بسمة في السيارة، هل هو هدية لي،الحمد لله أخيرا عوضتني، كم احبك، واخيرا يا حبيبي، فكرت في تعويضي على وقفتي إلى جوارك في مشوارك، اخيرا احسست بي، كم احبك ... شكرا ياحبيبي شكرا،)) وهو يتفرج بذهول، ثم أسرع وامسك بالصندوق ,اخذ يقلبه بحثا عن البطاقة،
ثم قال لي: لكن هذا العقد... فقاطعته: لا تقل شيء فدموعي ستسقط من شدة التأثر حبيبي، شكرا................ قبلته، وأخذت العقد كاملا بكل ملحقاته، وحملت طفلتي وعدت إلى الداخل.................!!!!!
أغلقت الباب، وانتابني شعور عميق بالفخر والسعادة، شعرت من جديد بالقوة،
نعم كلامها صحيح هذه الدكتورة تعلمي الأخذ وليس العطاء فقط، يكفيني ما اعطيت وحان دوري لآخذ حقي كاملا في كل شيء،
بعد ساعة اتصل بي من عمله،
قال: لقد كنت أنوي أن أجعلها مفاجأة لك، أنك تستحقينه، لكن بسمة افسدت المفاجأة........
كان حزينا متأثرا في صوته، يبدوا أن كلمة عوضتني جابت نتيجة...............!!!!
كنت مرهقة للغاية في ذلك اليوم، لم اتمكن من النوم ولا لدقيقة واحدة، شعرت بالالم يعتصر فؤادي، وكانت الذكريات تفترسني، وفي كل لحظة اتخيل ما قد يكون بينهما اتمزق، واشعر بالقرف منه ومن حياتي معه، اتصلت بصديقتي علني اجد لديها ما يخفف عني، وسألتها ان تساعدني في جمع اية معلومات لها علاقة بهذه الحية، ومن خلال اتصالنا بشركة زوجي، استطعنا جمع الكثير من المعلومات، عن مكان سكنها، ورقم هاتفها، وكذلك علمنا ان هناك حفلة ستقام في أحد الفنادق في دبي مساء اليوم، وأن الحفلة ستكون لتكريم الموظفين.. حفل ليلي ساهر، وتذكرت أنه حدثني عن هذا الحفل وعن ليلة سيقضها في الفندق في دبي..........
ولكم أن تتصوروا كيف احترقت وأنا أتخيله ينام معها في هذا الفندق،،،،قلت لصديقتي :أريد ان احضر الحفل،،،،كيف تحضرينه انه في دبي؟
نعم لكني أرغب في الحضور فساعديني،،،،،،لماذا تريدين الحضور؟،،،،أريد أن أرى كل شيء بنفسي،،،،،،،،ستتألمين اكثر،،،،لا عليك لم يعد هناك شيء يؤلمني بعد اليوم،،،،،إذا لماذا تبكين هكذا،،،،،أريد الذهاب لأتأكد هل علاقته بها وصلت للزنا
لا يا أم بسمة لا تفعلي بنفسك هذا.....
اتصلت مجددا بالدكتورة: أريد الذهاب ،،،، قالت : اذهبي ،،،، هل تشجعينني على ذلك
نعم هذا هو علاجك، فأنت تتصورين رجلا وأمراة يكونان علاقة ليلعبا ورقة مثلا، بالتأكيد هما ينامان معا، أذهبي علك تفهمين
يعني تقصدين أنه ينام معها؟
أم بسمة تشعرينني بأنك طفلة، علاقة دامت سنتين بين رجل وأمرأة يقضيان الوقت سويا، ويناما في ذات الغرفة، ماذا تراها تكون، علاقة أخوة مثلا
وكدت أنفجر ... لا يمكن لا يمكن، .............
إذا اذهبي وأنظري بنفسك، وكوني حذرة فأي حركة يمكن أن تنهي علاقتك بزوجك
لم أعد أريده
حقا ....... ؟!! إذا لماذا تلحقين به؟!
لأتأكد
اسمعي يا حبيبتي ... عندما تقررين ترك رجل تأكدي أنك غير محتاجة لأي رجل أخر مدى حياتك،
لا تتصوري أبدا أن تجدي رجلا يختلف عن السابق، لكن زوجك قد يكون رجلا مختلفا معها،
يختلف في معاملته لها عن الطريقة التي يعاملك أنت بها، يعني الرجل الذي يقسو عليك قد يصبح حنونا محبا معها
لماذا؟ لأنها تعرف كيف تديره، وتكسب وده
بالحب؟
لا، طبعا لا، بل بالسياسة، إن المراة التي تحب زوجها بلا ضوابط ولا قيود ولا حدود تخسره دائما، بينما تلك التي تحب بعقل ومنطق تكسبه مدى الحياة.
كان علي الذهاب لأرى بام عيني، شيء ما في قلبي يريد ان يتحقق،
وكنت متوترة طوال اليوم، وطلبت من صديقتي أن تكون معي،
فيما قلت لزوجي قبل ان يخرج: حبيبي، أريد أن أذهب هذا المساء مع صديقتي للسوق في دبي
دبي ولماذا دبي تسوقي في ابوظبي
لقد مللت السوق في أبوظبي وأريد أن (أغير جو)...
تنهد وقال: أنتم الحريم ماوراكن غير الخساير والأسواق
وكتمتها في نفسي، إذا ما انفقه انا خسائر.......... لا أقول إلاحسبي الله ونعم الوكيل .
هل تحب أن نلتقيك في دبي؟
لا سيكون معي بعض الموظفين، هل ستأخذين الاطفال؟؟ لا،سأتركهم مع أمي
وقبل ان يخرج، خرجنا أنا وصديقتي، ...................
وصلنا متأخرين لأن صديقتي تسوق ببطء وبدأنا نسأل،
كان منظرنا غريبا لأن الفندق يعج بالسائحين ونحن نرتدي النقاب لكي لا يعرفنا احد،
وندخل قاعة مليئة بالسياح والوافدين، وكلهم "لابسين عرايا" ........
قالت صديقتي: علينا أن نخرج شكلنا غلط
تقصدين صح، هم الغلط
أم بسمة خلينا نروح، بننكشف، مافي غيرنا مواطنات أهنيه
ومن بعيد عند مدخل الفندق رأيت سيارة زوجي، إنها تحرك أحساسي كلما رأيتها لأنها تخصه،
هذه المرة أثارت في قلبي الخوف، ومن بعيد رأيتها تنزل من سيارته من مقعدي الأمامي، تنزل من مكاني،
أحتلت مكاني، وسالت دموعي تحت النقاب،
كانت ترتدي فستانا عاريا، اسودا لماعا، مع ياقة مرتفعة، كان جميلا جدا ويبدوا انه باهظ الثمن،
وترتدي عقدا من الماس يشبه عقدي، ..... الذي أخذته منه........
كانت الحفلة عادية ..حفل تكريم، كرمت هي ثلاث مرات، وبعد الحفل عاد الموظفين إلى بيوتهم، وبقي زوجي تجره خلفها، تبعناهم بالسيارة، .......... ذهبا وركبا يختا خاصا في البحر،يبدو انه يعد لها حفلة على ظهر اليخت، صوت الأغاني والموسيقى، كنت أرمقه من بعيد، هذا الرجل الغريب لم اعد أعرفه، كان معها كرجل يخصها وحدها، كان يضحك، ويفتح لها الابواب، ويطوقها بذراعه، يبدو أنه فخور بها، ...... وصرخت أكرهه أكرهه أكرهه............. أريد ان أقتله، لقد قتلني، كيف أكون كهذه، كيف أستطيع أن أستعيده من هذه، إنها أقوى مني، لديها كل ما يغريه، لديها الحياة بكل مباهجها، وأنا من أنا، أم بسمة، ذات الثوب الواسع، والحذاء الطبي، من أكون، ماذا أشكل إلى جوارها، هل ترين كيف تبدو، هل ترين ماذا ترتدي، أنا لا اعرف أن ثمة حفلات يمكن أن تقام في يخت، لم أفكر يوما أن أقضي ليلة في فندق، طوال عمري أتخيل أن الفنادق للسائحين، أنه لم يفكر يوما في فتح الباب لي، لم يفكر يوما في اصطحابي للسوق، أنظري اليه كيف يبدو معها سعيدا، لماذا هل سأعجبه لو فعلت كما تفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت ساعات عصيبة، كنت أريد أن أصرخ لا لا يمكن، كنت أريد ان أقتله، وأقتله وأقتله، ...............وبكيت ... كثيرا،
وأنا أنتظر متى يعودان،أم بسمة خلينا نروح الوقت تأخر، لن أذهب حتى يعودا، وبعد ساعتين عاد اليخت، وعادا معا للفندق، وسكنا تلك الليلة ذات الغرفة................... ككل ليلة، وازداد ضعفي أكثر، لقد وجدت نفسي صغيرة جدا أمامها.......................
حينما رأيته وهو يتأبط ذراعها، ويسير بها بين الناس بفخر، ويتجهان إلى غرفتهما في الفندق، انتابني احساس غريب، من شدة هول ما ارى، ليس سهلا على الاطلاق، لم يكن كذلك، فقد شعرت بالغربة والذهول، شعرت أني كالقشة في مهب الريح، وأني بلا أهل ولا أصحاب ولا أحباب، كاليتيمة في ليلة العيد، كالوحيدة في صحراء جرداء، كاللاشيء، خواء بحجم السماء احتل روحي، ومزقها أشلاء، وقفت في الممر الطويل، أرمقه وقد أغلق الباب دوني، ليختلي بتلك الحية، ليضعها بين ذراعيه، فيما تركني اعاني هذا الموقف الأليم، ...
لكنه كان الدرس الاول، كنت فقط بحاجة إلى ان ارى بنفسي، إلى ان ادرك واستوعب، إلى أي مدى يمكن للاخر ان يؤلمنا، وان يتجاهل عواطفنا ومشاعرنا، وان يجرحنا بلا ادنى رحمة، حينما يتعلق الامر بما يريد، بما يرغب به هو فقط، بما يسعده وحده، ... كان هو حياتي وكل شيء بالنسبة لي، ونسيت من أجله ذاتي، تخليت عن كل احلامي وطموحاتي في سبيل ان ارضيه، وحينما اختفى، أصبحت بلا هوية.ووجدت نفسي أسأل نفسي من أنا، من أكون ؟؟ تخيلوا اني لم ابكي بعد هذا الموقف قط عليه، لم تنزل دموعي ابدا لاجله، شجاعة غريبة انتابتني، وبرود اعصاب، ....
تناقشنا أنا وصديقتي في الطريق،
هل أنت بخير، أنت صامته وهذا يخيفني عليك
لا تخافي علي بعد اليوم أبدا، كنت أتساءل لماذا شجعتني الدكتورة على الذهاب لرؤيته،
والآن فهمت، لقد فطمتني عن حبه، كانت تريدني أن أنضج، لقد نضجت بعد هذه الحادثة، ...... صدقيني اليوم أصبحت أقوى
أم بسمة منذ فترة وأنا أرغب في الحديث معك، أنا أيضا عانيت ما عانيت، ..... فتخيلي عدت ذات يوم من عملي بسبب صداع أصابني، فرأيت زوجي ينام على فراشي بصحبة الخادمة....... كدت أتطلق منه بسبب هذه الحادثة، لولا أحد الباحثين في المحكمة أشار علي بمراجعة هذه الدكتورة لعلي أغير موقفي، وأنا اليوم أعيش حياة سعيدة ولله الحمد مع زوجي، أعرف أن الامر مؤلم جدا وجارح بشدة لكن صدقيني بعد أن تخضعين لبرنامج العلاج معها سوف تكتشفين عالما جديدا مختلفا، قلت متألمة ((إذا فأنت أيضا))، ابتسمت: نعم، ابتسمت
نظرت لي وضحكت، (( والله عالم )) ... (( والله حالة )) (( شو هالرياييل )) وضحكت وضحكنا، خلينا نمر على المحطة نشتريلنا شي نتعشا
شو تاكلين؟ كيك محتفلة الأخت؟!!!!!!!!!!
حينما عدت إلى البيت، كنت انظر إلى جدرانه بنوع من الحنين، وكأني لم أكن اسكنه طوال هذه السنين، كنت مغيبة الاحساس، تفكيري وتركيزي، وكل حواسي، مجندة في اتجاه زوجي، حرمني قلقي بشأنه من ان اعيش لويحظات خاصة بي، ما رأيته اليوم، علمني درسا قاسيا لن انساه، تعلمت أن لا أحد يستحق أن أسحق ذاتي لأجله، لا أحد سينفعني بعد الله سوى نفسي، كنت متعبة للغاية، ولاول مرة اوي إلى سرير مبكرا، وانام نوما عميقا، وكأن الدنيا فجأة لم تعد تحمل ما يقلقني، ...... غريب أليس كذلك، لعل كل واحدة منكن تتساءل كيف فعلت ام بسمة كل هذا، لكن صدقوني انا نفسي لا أعلم من اين اتيت بالقوة، لكني اكتشفت، ان ما يقلقنا هو ما نهتم كثيرا لأجله، كنت طوال الوقت قلقة من ان أكون السبب في جفاء زوجي نحوي، من ان اكون قد اغضبته من حيث لا ادري، وبعد ان فهمت السر ارتحت، على الاقل لم يعد الامر غامضا كما كان، اصبحت على اقل تقدير اعلم اليوم أن ليس علي ان اعذب نفسي لأجله، هو ايضا يعرف كيف يعيش حياته، ...
حينما عاد زوجي إلى المنزل، كنت لا أزال نائمة، صحيت على صوت الماء في الحمام، علمت انه موجود، شعرت بصداع فضيع في رأسي، وبدات أستعيد ماحدث بالأمس، كان كابوسا، كان حقيقة........... كان حقيقة ..... إنه هنا، وكل شيء على ما يرام..... عندما خرج من الحمام
قال لي : صباح الخير حبيبتي، وحشتتيتيتيتيتيتيتيني
أه نعم، انت ايضا
ببرود أخذت المنشفة ودخلت الحمام، وحينما خرجت لم أجده، وكنت أتمنى من كل قلبي أن لا أجده، لست مستعدة لقضاء لحظة اضافية قربه، أو في الحديث إليه، كنت بحاجة إلى لقاء انسانة مهمة للغاية، انسانة هجرتها منذ سنوات، انسانة تحتاج إلي أكثر منه، وتحبني وتقدرني أفضل مما يفعل، وهي دونا عن كل الناس ليس لها في هذه الدنيا سواي، .... كنت على موعد مع نفسي...!!!!!، اخذت حماما طويلا، واتصلت بصديقتي، بافضل صالون في ابوظبي وحجزت موعدا للمساج، واخر للفيشل، ... وقررت ان اقضي الوقت كله في العناية بنفسي هذا اليوم، .... في المساء، كان لدي موعد مع دورة كوني ملكة، فقد حجزت مقعدي فيها مبكرا، ...كنت متحمسة لأكتشف ماذا تخفي الدكتورة من معلومات، يمكن ان تساعدني في أن استعيد ذاتي، بل واصبح أميرة زماني، وان اعود للتميز، ..اردت من كل قلبي، أن اتغير، ...، فجأة وجدت نفسي قد أفقت من غيبوبتي التي استمرت طوال سنوات زواجي، افقت من ذلك الاستنزاف العاطفي الذي اخترته لفنسي، لما كنت اشحذ حبه بهذا الشكل، كان علي فقط ان اعتني بنفسي، ان احب ذاتي، ... ليحبني ...
كانت المقاعد محجوزة بالكامل، والنساء من كل مكان، من الامارات ومن خارج الامارات، ماشاء الله، جئن للحضور للدكتورة، شعرت بالفخر، لاني بينهن، فهذا يشعرني أي انتقيت لنفسي، اجود الدورات، .. كنت قد حجزت مقعدا من المقاعد الامامية، وبدأت الدكتورة طرح الدورة، ومنذ اللحظات الأولى، بدأ التأثير، فكلماتها، كضوء الشمس، الذي يغمرك بالضياء لتفيقي، شعرت اني كنت غافلة، ومع كل كلمة كنت افيق اميالا، كنت اعتقد اني اعرف كل شيء عن نفسي، واني افهم ذاتي، واني اعرف كيف اتعامل مع شخصيتي، ... لكن الدورة بكل ما فيها من تدريبات ومعلومات، جعلتني اتحسر على كل الأيام التي قضيتها بعيدا عن هذا العلم، وهذا النبع، وهذا العالم، ....
حينما عدت إلى المنزل، وقفت امام نفسي في المرأة، وتأملت ذلك الوجه، والجسد، ونظرت لنفسي وقلت،... فعلا أنا أفضل من هذا، أنا اجمل مما انا عليه اليوم... في أعماقي انسانة اكثر رقيا مما ابدوا عليه اليوم، في اعماقي شخصية اكثر جاذبية، فلما اخبأ كل هذا الجمال، وكل تلك الجاذبية، لأني لم اكن اعلم يوما بوجودها، أو لاني اعتقد أني لم اعد أملكها، ... لقد تغيرت كثيرا، اقسم بالله ان هذه الدورة جعلتني انسى مشكلتي مع زوجي تماما، واركز على نفسي، ... لقد تغيرت ولله الحمد بفضل هذه الدورة، فهي كالغسيل الداخلي، للنفس والذات، تطهرك من سموم الاخرين، من انتقاداتهم التي ربما جعلتك شخصية منطوية، او ضعيفة، او مترددة، من المعتقدات الغلط، التي تسببت غالبا في اختياراتك الخاطئة في الحياة، أو تلك التي قيدت مشاعرك واحلامك وطموحاتك، كوني ملكة، تصريح لك بان تطلقي الانسانة الجميلة، القوية، الجذابة، الساحرة التي تسكنك، ... وقد اطلقتها بكل تأكيد، حتى بت أنا ول المعجبات بها، فقد اكتشفت كم انا شخصية جذابة، واحببت نفسي جدا، ...
كنت انتظر موعدي عند الدكتورة بفارغ الصبر،
لدي الكثير من الحماس لاتغير، لدي الكثير من الإرادة لأنمو، وأنضج، وأصبح أقوى........
هذه المرة، انتظرت في الإستراحة لكي يأتي دوري، سمعت صوت سيدة تبكي بصوت مسموع وتنتحب في المكتب، كان صوتها عاليا،
وهي تقول: ماذا أفعل، لقد دمرني حطم حياتي، ...تذكرت نفسي، لقد تجاوزت هذه المرحلة، والحمد لله، أنا الان لا يمكن ان انتحب بهذا الشكل، أنا افكر بمنطق وذكاء،
، بعد نصف ساعة خرجت من المكتب مبتسمة، وكأنها لم تكن تبكي، هذه الدكتورة ساحرة لديها قدرة عجيبة على غرس الشجاعة والقوة في قلوب السيدات، (( أعتذر لأني تركتك تنتظرين)) (( دونت ووري))، (( تفضلي رجاءا من هنا))، (( أولا أنا أحيي فيك شجاعتك، وكنت متأكدة من أن نظرتي فيك لن تخيب، ولتعلمي أني لا يمكن أن أدفعك نحو هذا لولا أني استشعرت قوتك)) (( والآن دكتورة ماذا سنفعل..)) (( ننسى تماما وجوده ووجودها، ونهتم بأنفسنا )) (( جيد، لكن لماذا ترفضين أن أقوم بمواجهته؟)) ، (( لأن التوقيت غير مناسب))، (( لم أفهم... )) (( يوما ما ستفهمين.. معي أريدك أن تنفذي ما أطلبه منك، وتسمعي كلامي بالحرف، إن كنت تثقين بي، عليك ان تثقي فيما انصحك به...)) (( حسنا )) (( أم بسمة لماذا لا تستعيدين هوايتك القديمة؟ تصميم الأزياء)) (( لم يعد لدي ذات الموهبة لقد مضى وقت طويل)) (( الموهبة أبدا لا تموت، ربما هي نائمة، لانك اهملتها كل هذا الوقت، حاولي احيائها ولو بالتدريج، يمكنك ان تبدئي بشيء بسيط، ثم سترين كيف ستنطلقين ...)) (( سأضع لك جدولا اسبوعيا للعناية بالنفس التزمي به، ولك الخيار في انتقاء الوقت المناسب للقيام بالأعمال الوجودة في الخطة)) (( بإذن الله)) ... (( غدا سيكون لدينا ورشة عمل حول الجاذبية والجمال، ... دورة جميلة، ستسعدك، وتبث فيك الحماس من جديد نحو العناية بنفسك...)) (( الأسبوع القادم سأعقد دورة بعنوان سبعة اسرار سحرية لسعادة زوجية ابدية، مدتها سبعة ايام، عليك حضورها، لتكتشفي امورا كثيرة كانت غائبة عنك...)) (( إن شاء الله، سأكون من اوائل المسجلات)) ......
كانت الدورات متتابعة، لم تعطني الفرصة لأفكر به، شغلت وقتي أربع وعشرين ساعة، حتى أني لم أكن أراه إلا نادرا، وكنت سعيدة للغاية، شعرت بأني كالطفل الذي يكتشف الحياة من جديد، وينموا يوما بعد يوما، شعرت اني عدت مراهقة، اهتم بادق التفاصيل في جمالي وملابس، وحركاتي، شعرت اني أنثى مدللة، حينما دللت نفسي وأعتنيت بها، كانت مشاعري تجاه نفسي تتطور، اصبحت افكر بشكل مختلف، بشكل إيجابي، لاحظ الجميع تلك الهالة الجذابة التي بدأت تتوهج من حولي، وقد علقت اخواتي على ذلك ........... (( ماشاء الله يا ام بسمة، .. رديتي صغيرة، فيج شيء متغير، محلوة وصغرانة، واسلوبج غير ...)) فيما قالت اختي الكبرى، وهي الانيقة بيننا صاحبة دار الازياء، (( رديتي مثل ما كنت، واحلى... هاه اترياج تردين اختي اللي كنت اعرفها زمان، أم التصاميم، الناس لليوم تسأل عنج، وعن ابداعاتج...))...قالت امي بسعادة (( سمن بالرحمن، وقولوا ماشاء الله، لا تنفسن ختكن....))... (( ما نفسناها، نحن معجباااااااااااااات، ... )) همست احداهن، (( انت شو مسوية، عملية تجميل، حقن بوتكس، ولا شفط دهون، ... لا تقولين ما مسوية شيء، مستحيل كل هذا طبيعي....!!!)) (( والله انه طبيعي، ... بس راحة، الراحة النفسية لها دور... )) (( انزين، شكلج ما تبين تقولين برايج، ... الله يغنينا....)) (( لاتزعلين، والله ما مسوية شيء من اللي قلتيه، بس أنا حاليا احضر دورات غيرت تفكيري، واسلوب حياتي، وهذا تأثير الدورات، ... )) (( دورات في شو... في التجميل...)) (( لا مب في التجميل ... في العناية بالشخصية.... وإذا تبين بخبرج، انت تعرفين انج انت شخصية جنوبية القطب... )) (( شو جنوبية القطب بعد هذا...)) (( هذا يعني أنج.................)) وبدأت احكي لهن بعض ما تعلمته، واشجعهن على الحضور، ولم اتوقع منهن كل هذا الحماس، وبعد هذه التجربة اصبحت احضر الدورات بصحبة أخواتي والقريبات، ويتصلن بي كل اسبوع ليعرفن جدول الدكتورة واحدث ما ستقدم من دورات، بات لدينا جدول خاص للعناية بالنفس، وللاستجمام، وللنزهات، ... وبعد ان كنت وحيدة، اصبح لدي الكثير من المرافقات، واصبح لاطفالي الكثير أيضا من الاصدقاء، امتلأت حياتي من جديد، ... لكن لازال لدي هاجس اخر، ... أريد ان أعود ام بسمة الشاطرة، صاحبة البزنس الناجح....
كان زوجي من بين من لاحظوا اني تغيرت، واصبحت احلى واجمل، واصغر سنا، واكثر جاذبية، وقد بدأ مؤخرا يرمقني بنظرات الاعجاب، حتى خيل لي وكانه يراني لأول مرة، حاول في البداية ان ينتقد ما اقوم به، لكن صمتي، وهدوئي، ومثابرتي، جعلته يقف باحترام للنتائج، ورغم ان علاقته بالاخرى بقيت مستمرة، إلا أنه في المقابل اصبح يتقرب مني أيضا، ...(( هل ستخرجين اليوم ايضا، ...)) (( لدي موعد في الصالون، ..)) (( ما رأيك لو تبقين في البيت بعد الظهر سأعود للغداء...)) (( لا استطيع، ..كما قلت لك لدي موعد في الصالون...)) فاقترب مني وامسك بيدي وجرني نحوه، .. (( لما هذا التمنع..)) (( لا اتمنع... إني اشرح لك انشغالي.. )) (( أه حقا....))... بدا لي شخصا اخر، لم يكن زوجي العصبي، ذو الخلق السيء، كما لم يكن من عرفته اول مرة، ... بدا رجلا بوجه جديد، ربما لانه يرى امامه امرأة جديدة، ...!!!!، كنت خائفة للغاية، شعرت اني قد لا أكون مستعدة، لهذا اللقاء، لم اكن ارغب في أن يجرني للفراش وأنا لازلت احمل بعض التردد، او ضعف الثقة في نفسي، لا اعرف إن كنت ساحسن التعامل معه، أم اني سأكون عادية كما كنت دائما، ولا اريد ان اشعره باني لازلت ام بسمة، القديمة، ...!!!!
هل بدات في البحث عن عمل؟، نعم، جيد، وبهذه المناسبة أعددت لك مفاجأة، ماهي يادكتورة؟، دراسة جدوى لمشروع تصميم أزياء الحفلات والمناسبات، (( لكني كنت افكر ان انضم لاختي في دار الازياء الخاص بها، واصمم لها الموديلات...)) (( عليك ان تبدئي مشروعك الخاص، شيء يعبر عنك انت وحدك، لا يعبر عن غيرك، آن الاوان لتكوني مستقلة، وناجحة، نجاحا خاصا، انت تستحقين ذلك، وقادرة على القيام به...))(( كلامك يبث في قلبي الحماس، سابيع شيء من ممتلكاتي، لأوفر مبلغا للمشروع...)) (( إذا أنت لم تنضجي بعد)) (( ماذا تقصدين ؟؟)) (( استعيدي مالك منه)) (( لا أستطيع ...أستحي)) (( وهل استحى حينما أخذه منك؟)) (( دكتورة كل شيء إلا هذا )) (( ستطلبين المال منه، لأن طلبك للمال يعطيه إحساس عميق بأنه رجل، وبأنك أنثى تحتاج إليه)) (( لكن كيف أفعل ذلك قد يرفض)) (( أعملي التالي كما أقول لك........... )) إن طريقة الطلب التي علمتني إياها الدكتورة في ذلك اليوم، تتحدث عنها بالتفصيل في دورة الغاز يعشقها الرجال فحينما حضرتها لها مؤخرا، وجدتها تشرحها في الدورة مع حركات اخرى جميلة ومبدعة، تعلمت منها اشياء جديدة، وممتعة،
(( دكتورة، ... لدي امر يشغلني، واشعر بالاحراج، ... لقد حاول هذا الصباح ان يجرني للفراش، لكني تهربت، لست واثقة من اني مستعدة للامر بعد، ... واخشى ان اخذل نفسي، فربما انا لا افهم الكثير في كيفية ارضائه، كان كثيرا ما يعلن تذمره بعد العلاقة، وبشكل خاص بعد ان تعرف على روزا، ... لا اريد ان اخسر اية جولة معه، .. هل لك ان تنصحيني بهذا الشأن...)) (( يتزوج الرجل والمرأة، ليشبعا حاجات عدة، احداها الحاجات الجنسية، لكن للاسف لا يعرف ايا منهما، أي شيء، عن كيفية تحقيق هذا الاشباع، بالشكل المرضي للطرفين، فقد يركز احدهما على الطريقة التي ترضيه، دون ان يحاول تطويرها لتشمل الاخر، ... على كل حال يا ام بسمة، كما ترين جدول استشاراتي مزحوم، وامر كهذا افضل ان اشرحه في دورة عامة، على ان اناقشه في استشارة خاصة، احضري لي الاسبوع المقبل دورة التناغم الجنسي، وستستفيدين منها كثيرا، .... إنها تحيي انوثة المرأة، وتجعلها تفهم كيف عليها ان تتناغم مع زوجها، وتجتذبه إليها، بدلا من ان تطلب حبه... هي دورة للمتزوجات فقط ))، هذه الدورة أيضا يا أخواتي تقدمها الدكتورة حاليا على صفحات المنتدى، يمكنكن الاستفادة منها.
منذ فترة، بدأ زوجي يعود للبيت في وقت ابكر، ليس كثيرا، لكنه افضل من ذي قبل، ... وفي ذلك المساء، اتصل بي وسألني إن كنت ارغب في الذهاب إلى السينما، ... ترددت، وقررت ان أرفض، .. لاني تعلمت هذه الاستراتيجية من دورات الدكتورة، اصبحت اعرف متى اقبل عروضه، ومتى ارفضها، اصبحت اعرف كيف احرك مشاعره، ولم اكن افعل ذلك لاني اركز عليه أو على حبه لي، بل كنت افعل ذلك لاني احب أن اعتز بنفسي، وان اقرر ما يصلح لي... (( ليس اليوم... متعبة وسأنام...))..(( تنامين باكرا...)) (( نعم.. اليوم سانام باكرا...)) (( كنت اخطط لنسهر معا..))، (( لا اعتقد... علي النوم باكرا هذا المساء.. تصبح على خير)) واغلقت الهاتف، وكان قلبي صامدا، فخورا، لم اشعر بأي قلق او خوف من أن يزعجه رفضي، فقد بت اقوى في شخصيتي، اصبحت اعرف متى اكون قد اخطأت ومتى لا، ... لكني في العمق، ولأول مرة منذ عدة اشهر، اشعر بدغدغة الشوق، ... لعلي لست مشتاقة إليه وإنما إلى ان اختبر نفسي إلى جواره...
ورغم أني اعلنت له رغبتي في النوم باكرا، إلا انه عاد للمنزل، ... (( إذا لم تنامي بعد...)) (( إني استعد للنوم )) كنت قد اعتدت مؤخرا على ان اعطر غرفة نومي، وابخرها بأجمل الروائح كل مساء، وآخذ حماما معطرا، ومنعشا كل ليلة قبل النوم،... ثم استلقي في فراشي المعطر، واقرأ ديوان الشعر المفضل عندي، أو رواية رومانسية تسعدني... كنت اشعر بحركته في الغرفة، بينما كنت منشغلة في الاعداد لحمامي، .. بدا متوترا، وكان قلقا أيضا، (( لم، لم تتصلي بي اليوم...)) (( ولم اتصل بك...)) (( ألست زوجك، أم انك لم تعودي تهتمين...)) (( كنت اتصل بك سابقا، حتى صرخت بي ذات يوم وطلبت مني ان اتوقف عن الاتصال بك، هل تذكر..)) (( إذا انت تعاندين...)) شعرت انه قلق فعلا، ويرغب في افتعال شجار ليرتاح... (( لا لست اعاند، لكني احبك، ولا أحب أن أزعجك..)) حينما قلت تلك الكلمات، وجدت عيناي تنطقان له باللوم، وكانت يداه تقبضان بشدة على اطار السرير، ... (( ماسر امتناعك...)) (( لست أمتنع... كل ما في الامر، أني متعبة..))..
(( اسمعي منذ اليوم لن تخرجي من المنزل إلا معي... هل هذا مفهوم...)).. يا إلهي لكن غدا دورة التناغم الجنسي، وأريد ان أحضرها، ... (( لما، هل فعلت امرا مشينا، ...)) (( لا لكنها اوامري...))... وتذكرت حديث الدكتورة، بشأن الطلب بشكل جذاب، فاقتربت منه اكثر ونظرت له تلك النظرة التي علمتني اياها، وقلت(( يبدوا انك متعب، .. انت في قرارة نفسك، تعلم من انا، وتعرف تربيتي جيدا، وأنا متأكدة انك لا تشك بي مثقال ذرة، لكنك ترغب في أن تعاقبني، وانا لا استحق منك ذلك، لا يمكنني ان ألتزم بالخروج معك، لاني لو فعلت فلن أخرج من هذا البيت إلا حينما اموت، فمنذ ان فتحت هذه المشروع وانا لا اكاد اراك، ولم تتطوع باخراجي أنا واطفالي حتى للعيادة، ... فكيف إذا ستقوم بإيصالي لكل مشاويري الاخرى... حبيبي، صدقني انا لا اعاندك، لكني متعبة، وحزينة، هل تذكر اخر مرة قمنا بهذا معا، .. لا اظنك تذكر... لا يمكنك الآن ان تلومني لاجل تمنعي لمرة أو مرتين...)) ... جلس على طرف السرير، وقال لي تعالي، ... علمت انه عنيد، ومصر، والرجل حينما يريد ذلك الشيء، لا يقف أمر في طريقه، فكرت في أن اغامر، ... لقد تعلمت في دورة سبعة أسرار سحرية لسعادة زوجية ابدية، بعض الفنون، ويمكنني تطبيقها، علي ان أكون واثقة من نفسي، وأن ألبي رغبته، حتى لا تتطور عدوانيته نحوي، وانا لست مستعدة للدخول في مشاكل جديدة معه...!!!
كان زوجي شخص اخر، ... لا أعرف إن كان هو تغير في شخصه، أم انه يتعامل معي بناءا على شخصيتي الجديدة.... وجدت أنها فرصة جيدة، لاطلب منه ما أريد، وبعد ان استحم، اعددت له القهوة، مع قالب الشيز كيك، الذي يحبه، ... (( الله، كلك ذوق با بنت العم...)) (( حبيبي، ... )) (( أمري... )) (( أريد مبلغا من المال..لقد بدأت في تأسيس مشروعي الخاص، وأن الأوان لأموله...)) (( مشروع ماذا ..)) (( دار للازياء، كما تعلم فهذا العمل الذي اتقنه...)) ... كنت اتحدث معه، بجدية، تارة، وبغزل تارة اخرى، وكنت قد وضعت نصب عيني أن لا يخرج إلا وقد وقع لي على الشيك، وقد وقع..........!!!!
لم اكن اتخيل يوما، أني سأستطيع ان انتزع من هذا الرجل مبلغا كهذا، لكني اليوم، اصبحت اعرف ان الامر ليس مستحيلا، وإنما يعتمد على الاسلوب، فإن كانت الاخرى قادرة على ان تنتزع منه كل ما تريد، فانا ايضا اقدر، لكن كل ما علي عمله هو ان اعرف كيف، وقد عرفت الان، وبات الطريق إلى قلب وعقل وجيب زوجي أيضا، ممهدا وسهلا ويسيرا، وفي الواقع أنا لم أخذ منه سوى حقي، ومالي الذي اخذه مني منذ البداية، ...
ازدادت ثقتي في نفسي، وتغيرت شخصيتي اكثر من ذي قبل، وبات زوجي، يلاحقني، ويتصل بي بين وقت وأخر، فيما انا غارقة في الاعداد لمشروعي، كنت قلقة من ان لا أحقق النجاح المرجو، وازداد قلقي لاني أنا من ستتحمل كافة المسؤولية، ساندتني شقيقتي ذات الخبرة، وساعدتني في التواصل مع عدة دور للازياء، كنوع من التعاون وكانت بدايتي خجولة، لكن سرعان ما انطلقت محلقة، حينما بدأت نقاط التوزيع، تعرب عن اعجابها بقطعي، ... وتصاميمي...!!!!
طرأت التغيرات على سائر انحاء حياتي، ابتداءا من علاقتي بنفسي، وبأطفالي، إنتهاءا بعلاقتي بزوجي، وكل من حولي، ... فمع نفسي اصبحت اتعامل بحب واحترام وتقدير، تعلمت كيف اعبر عن أرقى المشاعر تجاه نفسي، عبر دورة كوني ملكة، وتعلمت كيف افرض احترامي على كل من حولي، ... ومع اطفالي تعلمت كيف احتضنهم بمنتهى الحب، وكيف اتعامل معهم برقي، ليشرفوني في الحياة، وبين الناس، وامام والدهم، فهو يعبرون عن مستوى تربيتي، وتعلمت هذا في دورة من اجل حياة افضل، .. مع زوجي، اصبحت اتعامل كأمرأة خاصة، فأنا لا اعامله كزوجة، ولا اسمح له بأن يتعامل معي كزوجة، وإما كحبيبة، تعلمت هذه الخدعة البسيطة، من دورة اهم اسرار العشيقات،، وفجأة اصبحت كعشيقته وانتزعت حبه من الاخرى، وبدت هي كالمرأة الباهتة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع، ... وتعلمت كيف اروج لنفسي في قلبه، وكيف اقنعه بأني الافضل، دون ان اتكلم كثيرا، وتعلمت هذا عبر دورة الحب إلى الابد، ...جعلته يشعر بالنقص، كلما عاشر تلك الحية، على اساس أن من يلجأ إلى هذه النماذج، هم الرجال الناقصون، والرجل الكامل، يتخير بنت البلد...!!!! أفكار جميلة، انت من تصوغينها، لكن عليك ان تتقني الفكرة، وبدقة...
كان قلقا من فقداني، كان يخشى أن يخسرني بدا ذلك واضحا في كل تعاملاته معي، حتى انه، إن طلبت منه أن يبقى معي طوال اليوم كان يفعل ذلك بطيب خاطر، وكان يغلق هاتفه النقال حينما يكون معي...كنت قد اعتدت قضاء الكثير من الوقت في مشروعي، وبما ان اطفالي معي هناك، فلا بأس إن تأخرت، فانا اعمل، واشرف على سير العمل، فيما هم يلعبون حولي مع ابناء الموظفات، ... فاتصل بي ذلك اليوم... (( متى تخرجين من العمل )).. (( مشغولة قد أتأخر..))
(( اشتقت إليك )) (( حولي الموظفات لا تحرجني )) (( أحبك )) (( أرجوك، إن لم تكف عن إحراجي سأغلق السماعة، لقد تلون وجهي))
وذات يوم استيقظت باكرا قبل أن يذهب لعمله، غيرت ملابسي وخرجت لعملي، حيث كان لدي استلام مجموعة من الأقمشة، وبعد ساعة اتصل بي، رأيت رقمه لم أرد، ........ أعاد الإتصال........لكني لم أرد، اتصل على الشركة، اجابت الموظفة: إنها مشغولة سيدي، عاد ليتصل على موبايلي، لم أرد، وبعد دقائق وجدته أمامي، كان مختلفا، كان ثمة شعور خاص في عينيه، كان مشتاقا لي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كان حزينا، والرجل عادة حينما يعشق يحزن، طلب من الموظفة أن تترك المكتب، أغلقه بالمفتاح، ثم جرني بقوة نحوه، احتضن وجهي بدفئ ثم قال :لا تجننيني............
كان متلهفا بشكل غير طبيعي، وطبعا، عملنا حفلة حب خاصة صغيرة في المكتب، اعتقد ان قصدى مفهوم؟، وعندما هم بالخروج قبلني بحرارة وضمني، ثم قال أريد ان أراك باكرا هذا المساء، فقلت له: إن كانت هناك هدية وسهرة وعشاء في أرقى مطاعم أبوظبي أعدك أن آتي، (( من عيوني ما رأيك بقصر الامارات...)) (( لاتغير رأيك لن أقبل بأقل منه )) ودعني، بعد أن ترك كل جزء من كياني يرتجف، هكذا هوالحب الحقيقي، لقد كانت من اللحظات المميزة التي لن انساها أبدا........طبعا خلال هذه الفترة كانت هي موجودة، "خطافة الرياييل، تذكرونها، ام فستان اسود"، كانت لا تزال موجودة، لكنه رغم ذلك، كان يعشق أمرأة جديدة هي أنا..............
في تلك الأمسية قصدت الصالون، وعملت سيشوار وبدكير ومنكير، ثم ذهبت للبيت، عملت مكياجي بنفسي، وتأنقت بشكل مميز، ثم ذهبت للشركة، أشرفت قليلا على الموظفات، وعند السابعة والربع كان ينتظرني في سيارته أسفل المبنى، .........جاء مبكرا ساعة إلا ربع، (( انزلي)) (( ليس الآن لم أنه عملي بعد)) (( انزلي أو سأطلع وأشيلك من فوق)) (( لا أرجوك، مجنون وتسويها)) (( طيب أنزلي )) (( انتظرني عشر دقايق بس
وانتظر ربع ساعة، تأخرت متعمدة مع إنه لم يكن لدي عمل ساعتها. ركبت السيارة رائحتها زكية، يبدوا انه عطرها وبخرها، وصوت الموسيقى الهادئ ينبعث من مذياعه، أخذ يرمقني بنظرات أعجاب، وسأل:: كل هذا علشان الموعد:: في الحقيقة لا، كانت عندي اليوم مقابلة مع زبونة ثقيلة، ...
( نعم، فهمت) أردت أن أحبطه لكيلا يظن اني اهتممت بنفسي لأجله،
أخذني على الكورنيش، تمشينا بالسيارة طلبنا موكا، وتمشينا على الكيف، كان بين وقت وآخر يمسك بيدي ويبتسم بحب، لم نتحدث كثيرا وحرصت على الصمت، لكنه قال: لا أعرف ماذا يحدث لي، أصبحت لا أطيق أبتعادك عني ........
ابتسمت بثقة دون أن أنطق كلمة، لقد اعتدت على ان اتمشى معه في السيارة، بصمت، وكل هذا بعد ما اكتشفته عبر دورة حوار الكناري، هذه الدورة الرائعة فعلا، تكتشفين عبرها كيف عليك ان تجري زوجك لحديث رومانسي، ... ومتى عليك ان تتكلمين ومتى عليك ان تصمتين، .. كان صمتي طوال الوقت في السيارة، جذابا، وليس مملا كما كنت اعتقد، كنت في الماضي اثرثر معه، ظنا من أن هذا سيعجبه، وسيبدد الملل، لكن العلم نور، فالدورة انقذتني من معتقداتي القديمة، وارشدتني إلى الطريق الصحيح، الدكتورة ناعمة الهاشمي، بحر من المعلومات ماشاء الله،
وأصبح يتحدث ويتحدث وانا أبتسم أو أضحك، واتمايل بثقة لكن لا أتحدث، إلا ما قل ول، وهكذا كنت أشعر بالرقي، والثقة العميقة، كنا قريبين من قصر الامارات حين استأذنني في الرد على هاتفه، الذي كان يضيء طوال الوقت، لقد وضعه منذ البداية على الصامت، لكن أضواءه تؤكد أن ثمة من يتصل به بشكل متواصل وهو لا يرد عليه، لا بد أنها هي، سبحان مغير الاحوال، في الماضي كنت اتصل به بهذا الشكل، فيما كان يضع هاتفه على الصامت، وهو بصحبتها ويتجاهلني، واليوم، هي التي تتصل به، وهو يتجاهلها لأجلي.... سبحان الله، ...
رد اخيرا على هاتفه، (( ماذا بك، لما تتصل بي هكذا ، ...ماذا هناك؟ كيف حدث ذلك، ماهذه المجنونة، إني قادم، .....الآن،)) كانت الساعة الثامنة والنصف، عندما قال هناك مشكلة في الشركة خاصته وسيذهب فورا، وبسرعة البرق أعتذر مني محرجا غاضبا حانقا، وأعادني للبيت أنزلني عند الباب، وذهب،
شعرت بالألم من جديد وإهانة شديدة اتصلت بالشركة، إلى الموظفة التي كانت تتعاون معي هناك، وسألتها (( ماذا حدث؟)) (( إنها روزا، لقد حاولت الإنتحار يبدوا انها تحاول الإتصال بزوجك طوال الوقت وهو لا يرد )) (( إذا فقد بدأت تنهار، شكرا لك، ووافيني بأي أخبار جديدة)) إذا يا روزا، تحاولين التنكيد علي، والضغط على زوجي لتعيديه إليك، ليس بعد اليوم يا عزيزتي، ليس مع ام بسمة النسخة الجديدة، سنرى من ستنتصر هذا اليوم وكل يوم ياروزا، ... فكرت بسرعة، والحقيقة اني بدأت افكر بطريقة ايجابية مؤخرا، واتقن وضع الخطط والتكتيك...
كانت الخادمة والاطفال في بيت اهل زوجي، ... ولم يكن في البيت سواي، فخرجت، واقفلت الباب من جديد، وخبأت المفتاح، ثم انتظرت الوقت اللازم ليصل إلى الشركة، واتصلت به، ((حبيبي صار لي وقت وأنا واقفة أمام الباب، لقد فقدت المفتاح، ولا أعرف كيف أدخل المنزل، والشباب عاملين ضجة كل شوي يمر علي واحد ويحرجني ما ادري شسوي،، تعال افتحلي الباب،)) وتعمدت ان ابدوا خائفة، قلقة متوترة، وبدا في صوتي الحزن وحجرشة البكاء،،،،،،،،،
قال لي : (( حاولي تبعدين عن الباب حاولي تروحين بيت الجيران،،)) (( لا أستطيع فزوج جارتي في المنزل لا أريد أحراجها كما اني لست على وفاق كبير معها كما تعلم، علاقتي شبه مقطوعة بالجيران، سامحني لأني أزعجتك لكن ماذا افعل، لا يمكنني البقاء واقفة في الشارع العام هكذا، ..)) (( قال لي خلاص، بس، لا تبكين الله يلعنها من غلطة، أنا في الطريق حياتي)) وعندما جاء نظرت له بإعجاب وقلت (( ها أنت ايها البطل، إذا فقد جئت لانقاذي، تستحق مكافأة على ذلك، ... )) فيما كان يهم مستعجلا بفتح باب البيت، سحبته معي إلى الداخل، فقال معتذرا (( ليس الان لدي مشكلة في العمل...)) فرميت بالعباءة لأظهر أجمل ما ارتدي من ملابس، قطع جذابة تدير رأسه فقد بت اعرف بالضبط ما الذي يغريه على وجه التحديد والفضل بعد الله يعود لدورة كنز الحب ، وسحبته نحوي اكثر ولم اكن اتحدث اكثر مما اغريه بنظراتي وحركاتي، فيما هو يحاول ان يشرح لي اهمية خروجه، كنت اسكته بقبلة، بنظرة، وقلت هامسة (( موظفيك يمكنهن حل جميع مشاكل العمل، أما انا فلا احد يحل مشكلتي سواك...تعاااااااااااال هنا )) فتقدم مني ولم يخرج، رن الهاتف، فأخذته منه وأغلقته، وقلت (( حبيبي، ........................................ كلمات، تجعله ينسى الدنيا تعلمتها في التناغم الجنسي،،،،،،،،،، ))...
لا أعرف متى او كيف تغيرت هكذا، فالتغير الذي ستشعرين به عبر دورات الدكتورة يتسلل إلى نفسك تدريجيا، ويحي الجمال في داخلك خطوة خطوة، إنه يعالج شخصيتك من العمق، بحيث لا تحتاجين إلى ان تتصنعي كل هذا، بل تجدين نفسك اصبحت هكذا، انثى بكل ما تحمل الكلمة من معنىن وليس هذا فقط، بل فجأة وجدت نفسي كالقطة الشرسة، مستعدة لاخرمش، أية امرأة تقترب من زوجي، لم اعد ساذجة كالماضي، لن اسمح بعد اليوم، لاية امرأة بأن تحرمني حقي في زوجي، إننا نتزوج من رجل واحد طوال العمر، رجل نرجوا على يديه ان نحيا الحب الذي نتمناه، فكيف نسمح لاخرى ان تسرق منا حبه، وإن سرقته من اين نأتي بحب اخر، لا يحق لنا سوى هذا الحب، هو الحب الوحيد الذي احله الله لنا، لهذا علينا ان نحافظ عليه بكل قوة، وان نقاتل من اجله، إنه حق مشروع ان تقاتل المرأة لتستعيد حب زوجها، وانا فعلت، ... هذه الكلمات كثيرا ما ترددها الدكتورة في دوراتها، فهي تقف دائما ضد طلب الطلاق لاي سبب، وتعتقد ان على المرأة ان تبحث عن اي حل لعلاج مشاكلها الزوجية، إلا الطلاق،
بدا مرهقا للغاية، (( مجنونة انت... )) أكتفيت بابتسامة، ... (( ما رأيك في مساج يريح اعصابك، بعد كل ما بذلته من طاقة...)) (( نعم ارجوك، ... لا اعتقد ان يمكنني ان اخرج بعد كل هذا المجهود.... )) كان يرمقني بنوع من الاعجاب، وفي نفس الوقت، كأنه يريد ان يعلم مالذي جرى لي، وكيف اصبحت بهذا الحماس في العلاقة.... كانت هذه أول مرة ابادر فيها بإغراء زوجي بهذه الطريقة، فأنا شخصيا خجولة، لكن الغيرة هي الطاقة التي حركتني بهذا الشكل، فهو زوجي، وها انا قد استعدته، ولن اسمح لها بأن تهنأ به لحظة واحدة منذ الان، .. بدا الامر بالنسبة لي كالتحدي بيني وبين نفسي، وليس بيني وبينها، وكاختبار لكل ما عملت على صقله في ذاتي طوال تلك الشهور، كنت اريد أن أتأكد اني انتصرت في النهاية، وهي التي بدات تنهار، اصبحت تلجأ اليوم لاسلحتي القديمة البالية، الانهيار، والبكاء... لا وأكثر، الانتحار... هههههههه، لكنه نام في النهاية، وهذا اهم من اي شيء اخر، ... نام وتركها في المستشفى، تعاني الألم، بعد ان حاولت الانتحار لتلفت انتباهه، لم تأخذني بها رحمة، فكما تدين تدان، هي التي جعلتني اسقط منهارة عدة مرات، هي التي كانت السبب في جريان دموعي سنتين كاملتين، هي التي كانت السبب في سوء حالتي وعصبيتي على اطفالي الابرياء، يجب ان تدفع ثمن كل دمعة سالت من عيوني او عيون اطفالي، ولازالت سترى ما هو اكثر....!!!!!، لن تنال منه شيء، فكل هذه الوسائل النكدية تنفر الرجال، وأسألوني أنا، تربية الدكتورة ناعمة الهاشمي، .. الرجل لا يحب سوى من تنعشه وتبهجه وتسعده، وليس من تبكي وتشكي...
(( دكتورة كل شيء على ما يرام ولله الحمد، فكما قلت ذات يوم لي، زوجي بالفعل رجل مميز في الحب، إني اعيش معه اليوم، اجمل سنوات حياتي، مشاعر لم أكن احلم بها، ... لكن وجود هذه الحية في حياتنا يقلقني، لانها لا تكف عن المحاولة، إنها تعمل ليل نهار على استعادته، تتصل به طوال الوقت، وباتت تهدده، وتستفزه، .. لدرجة انها اقدمت على الانتحار، واخشى ان يرق قلب زوجي ويعود إليها...)) ((من هذه الناحية لا تقلقي، ليس الآن على الاقل، ربما مع الوقت، وبعد فترة قد يشتاق زوجك لعلاقته بها والله اعلم، لكن العلاقة بالتأكيد لن تعود كما كانت، بسببك بسبب تغيرك، لا يمكنه ان يعطيها الوقت والتركيز الذي كانت تنعم به سابقا... لكنك محقة، يجب ان تتخلصي منها، لكي يصفوا قلب وعقل زوجك لك، فالحياة تحت ضغط مماثل لا تطاق، ..لقد آن الاوان للهجوم عليها لأن المواجهة بينكما قد بدأت، وعلينا أن نعجل بالهجوم...)) (( كيف يا دكتوره دليني ))،
(( عليك ان تجدي طريقة لتبعديها عن زوجك، حاولي ان تجدي لها عملا في مكان آخر، ... على الاقل ابتعادها عنه، سيساعدها على نسيانه، وظفيها عندك لتكون تحت عينيك، ..)) (( لا أستطيع أبدا، لا أطيق رؤيتها، لا يمكن)) (( بل كل شيء ممكن، وانت لن توظفيها حبا فيها بل لكي تكون تحت ناظريك وتصبح بين يديك، .... وإليك بعض الافكار..))
ربماااااااااااااااااا، قبل اعوام من الآن، لم اكن اتوقع اني قد افكر في هذا، إنما اليوم، فأنا قد اذهب ابعد من هذا، فالانسان حينما يستوعب حقوقه كاملة، يصبح شرسا في استعادتها، قلت (( شكرا دكتورة، سأفعل بإذن الله ما هو اكثر من ذلك، اشكرك على افكارك، التي الهمتني الحل...))
(( حبيبي، إني أعاني من مشكلة في عملي، لدي قسم استقالت موظفته ولا أعلم كيف أغطيه))، (( انشري اعلانا وستجدين آلاف الموظفات)) (( لا، لا أريد اي موظفة، فالقسم بحاجة لموظفة خاصة يعني فاهمة شغل التسويق، وتكون عربية بعضهم مشهورين بالشطارة في التسويق)) (( طيب إعلني أنك تريدين موظفة عربية وبتحصلين)) (( يعني ليش هالمشوار أولا بعلن وبنتظر السيرة الشخصية، وبعقد مقابلات، واختبارات، وبعدين فترة تدريب للموظفة، وأنا ماعندي وقت، مستعجلة على الموضوع ساعدني)) (( خبريني شو تريدين بالضبط؟)) (( أريد اخطف وحدة من موظفاتك)) ((
بس أنا ماعندي عربيات كلهم فلبينيات وهنديات)) (( أعتقد أني مرة لما زرتك قبل شهرين شفت وحدة هناك، اسمها....... والله نسيت فيه حرف الراء أو الزاي)) (( تقصدين روزا؟)) (( بالضبط روزا الطويلة الشقرا)) (( بس روزا ماتعرف لشغلج!)) (( تعرف لما كلمتها أذكر أنها قالت لي أنه سبق أن عملت في تسويق الملابس النسائية)) ((آه صحيح، بس خليها هذه ما تنفع لج)) (( أرجوك أنا أحتاجها ضروري أجربها يومين على الأقل)) (( يمكن ما توافق)) (( خلني أقنعها وأشوف)) .... وفي هذه اللحظة فهمت لماذا تصر الدكتورة على المرأة بان لا تواجه زوجها مبكرا باكتشافها خيانته، بما انه يخونك في الخفاء، فعليك ان تتخلصي من خياناته بنفس الخفاء، ...وإلا ما كنت حصلت على هذه الفرصة الذهبية، في القضاء عليها، ..
وفي صباح اليوم التالي تركت السكرتيرة تتصل بروزا وتطلب منها الحضور لمقابلتي، (( صباح الخير ،،،، أعتقد أنك روزا)) (( نعم، كيف فيني أخدمك مدام)) وفتحت الموضوع معها: (( لقد سمعت كثيرا من زوجي عن تميزك في العمل والتسويق،، وتحدثت معه عن رغبتي الكبيرة في توظيفك معي)) (( بس أنا مافيني أترك شغلي عند الاستاذ)) (( سأعطيك راتبا أكبر مقابل ساعات دوام أقل، إعتبري نفسك في أجازة داومي في الوقت الذي يناسبك، ..... )) تحدثت معها مطولا تعبت حتى اقنعتها كانت متشبثة بوظيفتها لدى زوجي، واضطررت إلى تقديم الكثير من الاغراءات لاقنعها بالوظيفة، ....
وبعد يومين أصبحت روزا موظفة معي، كان الأمر بالنسبة لي أشبه بمغامرة أحدد نهايتها،،،،،، حاولت بكل وسيلة أن أجعلها تعشق العمل معي، من حوافز وراتب وساعات عمل مرنة، وكانت هناك ميزة في الامر، فقد كنت اعلم متى تبدأ في الاتصال بزوجي، او تحاول مقابلته، وكنت في هذا الوقت بالذات اجعله منشغلة، فافسد عليها جميع خططها، إن القرب من عدوك في كثير من الاحيان هو ميزة حقيقية، وبعد فترة قلت لزوجي: (( حبيبي، لقد تعرضنا البارحة لتفتيش مفاجئ من العمل والعمال، وتلقينا تنبيها بشأن روزا فأنت تعلم أنها ليست لديها بطاقة عمل خاصة بشركتي، إنها لازالت على كفالتك، هلا تنقلها رجاء على مسؤوليتي، لكي لا أتعرض للمساءلة فأنت تعلم الإجراءات ..............))
(( وطبعا لم نتعرض لتفتيش، ولكني خططت للامر))، وخلال يومين كنا أنا وزوجي قد قمنا بإجراءات نقل الكفالة، وأصبحت روزا تحت تصرفي، ...
تعمدت منذ البداية أن اقنع روزا، باستخدام سيارة المشروع، للقيام بمواصلاتها اليومية، لتكون تحت ناظري، ولاعلم اولا بأول بكل تحركاتها، حتى حينما تكون خارج ساعات العمل، وكانت كل اخبارها تصلني فورا، وكنت اعرف متى تزور زوجي في عمله، أو تحاول لقاؤه في الخارج، وفي هذه اللحظات بالذات، كنت اتصل به واسحبه منها ببساطة، ... لم تكن تلك مرات كثيرة، فغالبا كان زوجي يتهرب من لقائها، وحينما تزوره في عمله يبدي انشغاله، لم تكن تجد الفرصة من ناحيته، وإن وجدت فقد كنت اتدخل باتصالي به وافسد فرصتها،
كانت روزا تراقبني طوال الوقت بعينين حاقدتين، وحسد واضح، وسبق لها ان حاولت اكثر من مرة، ان تفسد اخلاقي ضد زوجي، (( أنت جميلة يا مدام، أنا لو كنت في جمالك، بسهر كل ليلة في مكان، ما بدي ضعي شبابي مع واحد فقط طوال الحياة...)) تلقي مثل هذه العبارات بين وقت واخر على مسمعي وكأنها تنكت، من باب أنها لا تقصد ما تقول، ... وفي احيان اخرى حينما يشتد بها الغيظ كانت تنتقدني بوضوح، وإن كانت لا تستطيع التصريح، لاني منذ البداية جعلت ذلك الحاجز في المكانة بين وبينها، إلا انها حاولت اكثر من مرة ان تمد لسانها لتنال مني، ..وكنت الوي لها لسانها في كل مرة، برد ساحق، ... كنت احتملها لأجل ما كنت اخطط له، ...
خرجت ذات يوم من العمل، لتلقى زوجي الذي كان في عمله، ... وكنت اعلم انها متجهة له، فاتصلت به مباشرة (( ما رأيك لو نخرج للغداء، .. إني في الطريق إليك حبيبي... كن مستعدا...)) (( لما لانلتقي على العشاء حبيبتي... فانا مشغول )) (( هل ترفض دعوتي، .. إذا ما رأيك سأشتري الغداء وآتي لأتناوله معك في المكتب، وأوفر عليك الوقت، فأنت في النهاية يجب ان تأكل...... )) بدا عليه القلق، ... (( لا مري لتأخذيني معك، ... )) ...
كانت روزا قد وصلت قبلي بثواني، فيما نزل زوجي امام عينيها، وركب معي.......!!!!!! كم احبه، ... وكم انا سعيدة بنظرات الغيظ التي انفجرت من عينيها، ... تعمدت الوقوف إلى جانب سيارة الشركة (( أوه روزا هنا، ألم تقولي ان لديك موعد في العيادة حبيبتي ... لم انت هنا...)) (( بطاقتي الصحية في مكتبي القديم... جئت لاخذها... )) كانت عيناها تكاد تنفجر ... وليتها انفجرت... ههههههههه، جميل ان تعيشين مشاعر كهذه، تجعل للحياة معنى في الحقيقة...،
كنت ابحث عن فرصة، لانسخ مفاتيح روزا، اردت ان احصل على نسخة لمفتاح شقتها، التي استأجرها لها زوجي، وكنت دائما مستعدة لهذه الفرصة، وقد جهزت عدتي، انتظرتها حتى تنسى تلك المفاتيح ذات مرة على مكتبها، وتغيب ولو لعدة دقائق، ... وبالفعل، بمجرد ان تركت المفاتيح ذات يوم، على الطاولة، فيما دخلت الحمام، كنت قد اخذت نسختي من كل المفاتيح التي كانت في علاقتها، وبمجرد ان فعلت ذلك، شعرت اني قد تجاوزت اصعب المهام، وما كنت اخطط له بالامس واشك في امكانية تنفيذه، اصبح اليوم وشيكا، وخطوات الخطة كلها نفذتها، ولم تبقى سوى الخطوة الاخيرة، ..
إني بانتظار سفر زوجي، ... فمن متطلبات عمله، أن يسافر لاسبوع على الاقل كل شهرين أو ثلاثة، في الماضي كان يصطحب معه روزا انثاء سفر، ومؤخرا كنت انا رفيقته الدائمة، أما هذه المرة، فانا اريده ان يسافر وحيدا، لتبقى روزا تحت تصرفي، ولابقى انا معها، اجهز عليها...
ولأول مرة اشعر بالسعادة وانا اسمعه يقول (( مضطر للسفر عدة ايام هل تأتي معي )) (( لا حبيبي، هذه المرة لا استطيع لدي التزامات مهمة هذا الاسبوع )) (( ترفضين دون ان تعلمي إلى أي بلد اسافر، قد تغيرين رايك لو علمت... )) (( امممممم، اسمع لا تغريني بالسفر، لدي التزامات مهمة للغاية، )) (( أهم من السفر بصحبة زوجك حبيبك...)) (( بصراحة ليست اهم منك، لكني التزمت بالموعد، وأنا لا اعود في كلمتي، .. وانت تعرفني جيدا، لكن بمجرد ان انهي عملي سألحق بك، كن مستعدا للمفاجأة...؟؟ ))..
حاولت روزا تلك الليلة ان تقنعه بان يأخذها معه، ارسلت اكثر من عشرين رسالة نصية، ترجوه فيها، وتتذرع بالشوق إليه، وانها فرصة ليصبحا معا، كانت تكتب فيه وفي شوقها إليه قصائد، ... فيما كان قلقا، فإن سمح لها بالسفر، قد افاجأه بحضوري إليه في أي يوم، وبالتالي هذا الامر يخيفه، ... فتجاهل كل توسلاتها، بينما وجدتها تحاول ان تضعه امام الامر الواقع، حيث كتبت له، (( لا يهمني ما تفعل، سأحجز لنفسي تذكرة السفر..وسأفاجأك هناك...))، ...وفي نفس الوقت تقدمت الأفعى بطلب إجازة مني، لتسافر معه، (( مدام بدي أجازة إذا سمحتيلي)) (( لماذا؟))، (( بدي أسافر أمي تعبانة بدي أزورها)) ..(( إذا هل ستسافرين إلى بلدك، ... )) توقفت لحظة كمن ادركت اخيرا انه لا يمكنها السفر إلى البلد الذي سافر إليها زوجي بدون علمي أو موافقتي فأنا كفيلتها... تغير وجهها،... ووجدتها تقول .. (( نعم.. إلى بلدي )) واسقط في يدها، ادركت اخيرا انها باتت مقيدة، ولا يمكنها التصرف بحرية كما كانت، ...فوجدت تفسي اقول (( اسمعي ياروزا، سفرتك إلى بلدك، يمكن ان تكون مفيدة لي ولك، أنت تزوين امك، وتنهين لي بعض الاعمال هناك، فانا عندي صفقة كبيرة خلال الأسبوع الجاي، بضائع اريد شراءها من بلدك، وأريدك اتسافرين تخلصينها لو سمحتي، ))
وسافرت روزا إلى بلدها، لتنهي إجراءات صفقة الملابس الوهمية، وبعد يوم من سفر زوجي أوصلتها بنفسي للمطار، وحينما استقلت الطائرة عدت إلى موظفة الفيز، وقلت لها:
أريد أن ألغي إقامة إحدى المكفولين بإسمي لو سمحت... !!!، من ؟،، (( روزا ............................)) (( ورغم أن الأمر تعقد لكن بعض الحيلة نفعت.... (( ألغيت)) أقامتها لمدة عامين...)) وحينما سألتني عن السبب، قلت (( تحرشت بزوجي الذي يشغل مكانة اجتماعية مهمة في البلد...وهذه بعض الصور... )) تعاطف معي الجميع هناك، وتم الغاء اقامتها بسهولة ويسر،
طبعا، قمت بنسخ المفاتيح، وبعد أن أرسلتها للمطار، وألغيت فيزتها، طرت طيران ( يعني ذهبت بسرعة) إلى شقتها التي استأجرها لها زوجي المصون على الكورنيش، وماكنت اقدم على هذه الخطوة ما لم تكن الشقة باسم زوجي، حيث اني وضعت في حسابي امكانية ان تشتكيني هي او اي احد من طرفها بتهمة التسلل إلى بيتها دون اذن، لكن كون الشقة باسم زوجي فقد اعطاني ذلك كامل الحق في الدخول إلى الشقة.
وصعدت الطابق العاشر، وأدخلت المفتاح، لأفتح جحر الحية التي سلبتني زوجي مدة سنتين، فتحت الباب لأرى شقة فخمة راقية الأثاث، وزوايا رومانسية في كل مكان، استقبلتني طاولة ضخمة عند المدخل عليها انية زهور كبيرة، كلها زهور طبيعية، كانت تتكبد عناء شراء الزهور الطبيعية كل يوم، لا مشكلة لديها مادام زوجي هو الذي يدفع، كان رائحة العطور الفرنسية باهضة الثمن، تنبعث من غرفة النوم، وتمر بالممر الطويل، وتصل إلى باب الشقة، فمن اللحظة التي ولجت فيها عبر الباب، استطعت ان اشم تلك الرائحة التي كانت مزيج من العطور، الديكور العصري هو ما يسيطر على المكان، وكانت ملابسها الداخلية متناثرة في الصالون، لم تكن نظيفة فقد قررت السفر دون ان تفكر في غسيل تلك الصحون والكؤوس وتركتهم على طاولة الطعام المذهبة بكل ما فيهم من اطعمة، اسرعت الخطى ابحث عن غرفة النوم، .... وتوقفت للحظة، لم يكن ابدا هذا ما توقعته يوما، أن يحدث امر كهذا، حاولت ان اشعر بما انا مقدمة عليه، ولكني لم اجد اي صدى في نفسي، وكأن قلبي لم يعد معي، أو كانه لم يعد يبالي، كان كل ما في رأسي هو الرغبة في الانتصار، ولا شيء سواه، ...
دخلت إلى الغرفة التي بدت مختلفة عن كل غرف النوم التي شاهدتها يوما، لا اعرف كيف جعلت السرير يبدوا بهذا العلو، ولما هو ضيق إلى هذا الحد، وهل كان يكفيهما ليناما فيه معا، يبدوا انه لشخصين، لكن لا بد انه لشخصين نحيفين جدا، او انهما يقضيان الليل متلاصقين، ... شعرت بالحقد عليها، كان مفارشها، من النوع الذي احب انا ايضا شراؤه، لكني لا اشتريه، لانه مرتفع الثمن جدا، وفي كل مرة احاول شراءه اشعر بالذنب واقول في نفسي، لا يعقل ان اهدر كل هذا المبلغ على مجرد مفرش للسرير، .... لكني نسيت ان هذه الكماليات، باتت في متناول يد زوجي، وانها هي التي تشعره بقيمة ما يجنيه من عمله، لقد اخطأت على ما يبدوا في تقدير اهمية المال، مقارنة باهمية ان اعيش حياتي....!!!!
كانت غرفة النوم متصلة ببلكونة، والبلكونة في منزلي كلها غبار، ومغلقة ولا افكر في أن افتحها ابدا خوفا على اطفالي من السقوط، لكن في شقتها، البلكونة لها دور حقيقي، فقد زرعت فيها الورود، والرياحين، والياسمين، وكل هذا اعطى غرفة النوم المظلمة اطلالة مشمسة ملونة، وعطرة ايضا، .. استغرقني الامر كثيرا حتى اعترفت بان حتى انا لي اخطائي، فنحن غالبا نكون غارقين كنساء في هموم وهمية لا وجود لها، منعزلين عن الحياة ببهجتها، نعيش كل يوم أي كلام، المهم ان يمضي اليوم ويرحل ليأتي الذي بعده دون اية نية منا بأن نستمتع بيومنا.
بالتأكيد وجدت ملابس زوجي في كل مكان خصوصياته التي اختفت من المنزل كانت هناك، عطوره التي أتساءل الى أين ذهبت كانت هناك، نظاراته الشمسية، اقلامه، عقاله، ملابسه الداخلية، كل شي، في كل مكان أشياؤه موجودة وتؤكد ان زوجي كان يعيش هنا، بدأت أفتش، وجدت علبة واقي ذكري تكاد تفرغ، وبعض المنشطات الجنسية، وأنابيب دش، أشياء لو رأيتها سابقا كنت قتلت نفسي والعياذ بالله من شدة الهم، لكن في موقفي ذلك اليوم كنت صلبة كنت أبتسم، كنت راضية لأني قوية، لملمت كل ملابس زوجي وأشياءه في كيس، ووضعتها في السيارة، ولملمت كل ملابس الحية في كيس قمامة، ونسيت أن أخبركم أن ملابسها كلها "دقة قديمة"، وذوقها مقرف "ومب ستايل" وقمصان نومها ذات مستوى غير راق..... يعني طلعت ولا شي.... تبرعت بها للجمعية الخيرية لاحقا.
ثم اتصلت بمكتب لشراء الأثاث المستعمل، وأعطيتهم موعد للغد، صباح الغد،وعند الظهر كنت قد بعت كل قطعة أثاث في الشقة حتى الأبجورات والكؤوس الكريستال، وكل شيء بعتهم بثمن جيد،واشتريت بثمنهم، غرفة نوم جديدة لي، وقمصان نوم فاخرة، وطلاء للأظافر، واحذية فخمة....
وألعاب لأطفالي وملابس للخادمة، يعني كان يوم تسوق مثالي،
لم أجد أية مجوهرات او مصوغات ذهبية، يبدو أنها أخذتها معها !!!!
ولو كنت وجدت كنت بعتها أيضا، فهي من مال زوجي، مالي ومال عيالي ، أخذتها الحية حراما، وبغيا وتركت الشقة خاوية على عروشها، تصفر فيها الرياح،،، كان عليها ان تدفع اكثر، ففي امريكا، رفعت احدى الزوجات قضية على عشيقة زوجها بتهمة انها حرمتها من مشاعر زوجها التي هي من حقها، وان هذا تسبب لها بالاذى النفسي، وقد ربحت تلك السيدة القضية، وحصلت على تعويض كبير قضت به المحكمة لصالحها، على العشيقة ان تدفعه، لا اذكر كم المبلغ، لكن كان كبييييييييييييرا، وأنا اخذت كل هذا وهذا اقل من حقي، بعد كل ما عانيته بسببها.
بعد أن حطمت كل زاوية في بيت العنكبوت بقي أن أواجه العنكبوت، التي اصطادت زوجي طوال سنتين، اتصلت في صباح اليوم التالي لسفرها، وقالت: لقد فتشت كل مكان في هذا العنوان ولم أجد الشركة التي تتكلمين عنها، حاولي إبحثي من جديد، لم أجد شيئا، سألت في كل مكان، كذلك لم أجد أي حجز في الفندق، وانا أبيت على حسابي الخاص، انتظري سنقوم بالواجب، أنا لا أفهم، هل هناك مشكلة، تأكدي من عنوان الشركة،(( سأفعل،)) وتركتها لمدة ثلاثة أيام على هذا الحال، كل يوم عنوان جديد تذهب للبحث ولا تجد شيئا.
زوجي طبعا معجب جدا بزوجته الجديدة التي هي أنا، وكان قد طلب مني السفر بصحبته لولا أني رفضت لأنهي هذه المشكلة، وكان يتصل بي يوميا، وبعد خمسة أيام من سفره اتصل وقال : حبيبتي، أنا قادم صباح الغد، وفي نفس اليوم إتصلت ست الحسن روزا :مدام انا بدي أرجع، خلاص مافيه هيك شركة، فقلت لها : على راحتك ارجعي،، وفي صباح اليوم التالي قبل وصول زوجي بساعة اتصلت من جديد:
انت ألغيت إقامتي؟؟؟؟........لا أبدا!!....صرخت مفجوعة: بلى ألغيت اقامتي ممكن اعرف ليش...؟؟؟ أنا بدي أرفع عليكي قضية، أنا ما بسكت، لازم احكي مع استاذي...؟؟ احكي معاه، ... هههههههه.
سوي كل اللي ترومين تسوينه، ....... صرخت مقهورة: احكي ليش ألغيت اقامتي، شو عملت فيكي هاه، جاوبيني....،،، (( وبكل وقاحة تسأل ماذا فعلت بي، معتمدة على اساس اني لا اعلم انها خطفت زوجي))
قلت ببرود شديد : زوجي طلب مني، قالت معترضة: (( مش معقول هالحكي، استاذ ما بيوافق على هيك شغلة)) ... فقلت بثقة : (( إذا ستسمعينه بأذنيك)) وأقفلت السماعة في وجهها.
وطبعا كانت تحاول الإتصال به، وهو في الطيارة ولا تجد إرسال، وبمجرد وصوله البلد حدث التالي: كنت في البيت مستعدة لكل شيء، عرضت ملابسه على السرير، ووزعت صوره معها على الطاولة،
وعندما دخل كنت أبكي، ....................... وكان غاضبا كثيرا، وقال بحقد: هل قمت بإلغاء إقامة روزا؟؟؟ قلت بحزن: نعم فعلت بالتأكيد،
سألني بغضب : لماذا؟،،،، قلت بغضب مماثل: لأنها اتهمتك باشياء كثيرة، لأنها أرادت تحطيم حياتي، لقد قالت انكما كنتما على علاقة على مر السنتين الماضيتين، وانكما تسكنا شقة خاصة معا، وانك تعاشرها.... هل تزني معها فعلا......!!!!!
تغير وجهه، وبدا مصدوما بشدة، واصبح لا يعرف كيف يرد، ... إنها كاذبة تلك الكاذبة، سحبته من يده بعصبية وقلت له تعالى وانظر، كل هذه الملابس أحضرتها لي وقالت هذه ملابس زوجك الذي يقيم معي، ثم أهدتني هذه الصور، وانهرت في البكاء، لقد بكيت بحق، بكيت عن كل الايام التي كبت فيها مشاعري خوفا من ان يعلم اي اعلم بما بفعل، عن كل الاحاسيس المؤلمة التي انتابتني على مر الايام الماضية، وصرخت باكية: هل هذه حقيقة ؟هل كنت على علاقة بها؟ لماذا فعلت بي هذا؟ ، وكيف تجرأت على خيانتي وأنا التي وقفت إلى جانبك، كيف أستطعت أن تخدعني، كيف ........................إلخ.
بدا عليه الإستياء الشديد، وبدأ يصرخ: هذه السافلة الحقيرة...هذه الحية هذه........أرادت تحطيم حياتي، حسبي الله ونعم الوكيل فيها، هذه الماكرة، بنت الشوارع، كلامها كذب هذه كاذبة، كنت اشفق عليها فقط، استأجرت لها الشقة باسمي لانها عاجزة عن الاستئجار، تصدقت عليها فقط، لم تجمعني بها اية علاقة قط....... وبكل الطرق كان ينفي وبلفق الاكاذيب
وألفاظ كثيرة كثيرة كنت أسجلها كلها على شريط كاسيت، وكانت هذه فكرتي الخاصة، فقد بدأت افكر واخطط لما اريد بنفسي، ثم اقترب مني وبدأ يرجوني أن أهدأ، وأخذ يحتضنني بشدة ويراضيني، لكني رفضت وطلبت منه أن يترك المنزل حالا،..(( لا أريدك، لا استطيع العيش معك بعد اليوم، لقد خدعتني، لقد اهنتني، وما يدريني لعلك مريض، وموبوء، فلعل تلك الساقطة اصابتك بمرض ما، ابعد عني وعن اطفالي....!!!))
خرج زوجي من المنزل مكرها، فيما اسرعت إلى الاتصال بها، وبدون اية كلمة مني، تركتها تسمع كل ما قاله في حقها امامي،
تلك الكلمات البذيئة التي قالها عنها في نوبة غضبه وانا سجلتها بالكامل، وجعلتها تسمع منها ما أرتدها ان تسمعه فقط،
ثم اغلقت في وجهها الخط، الآن اصبحت تعرف اني علمت بعلاقتها بزوجي، وبات من الصعب عليها مواجهتي،
كما انها باتت مرعوبة من ردة فعلي، فهي ادركت مؤخرا اني لست امرأة سهلة، واني قد انتقم منها إن اردت ذلك.
رجاني كثيرا، وتذلل بكل الصور، ولكني كنت مصرة أن يترك المنزل، وبعدها لم يترك صاحب منزلة عندي إلا وقام بتوسيطه بيني وبينه، وبعد شهر من التعذيب قبلت برجوعه البيت بعد ان قمت بتوقيعه على تعهدات كثيرة، طبعا إكتشف زوجي أن الأثاث قد اختفى من شقتها، لكنه لم يتجرأ أن يسألني لكي لا يثبت المزيد من التهم على نفسه، ثم علمت فيما بعد أنه أعاد الشقة، يعني ألغى الإيجار نهائيا.
أما هي ففعلا لم تسكت بسهولة، اتصلت به كثيرا طوال فترة طرده، وطلبت مساعدته أكثر من مرة، لكنه لم يستمع لها مطلقا، لأنه كما شرحت لي الدكتورة بأن الرجل حينما يعشق زوجته، ثم يشعر بقدرتها على التخلي عنه يصاب بحالة من القلق الشديد يفقد معها القدرة على الإستجابة لأية علاقة أخرى، ويصبح قاسيا مع الطرف الذي تسبب في حدوث هذه الفجوة بينه وبين زوجته التي يعشقها، وفسرت لنا أيضا أن هناك فرق كبير جدا بين الحب والعشق، وكل شعور منهما هيمنة ووظيفة خاصة مختلفة، فالعشق مثلا يصيب الإنسان بأعراض تشبه أعراض الإدمان، وحينما لا نتمكن من رؤية الحبيب نصاب بحالة من الضياع والفقر العاطفي الشديد والقسوة تجاه الشخص المتسبب في حرمان الانسان من حبيبه، وان العشق مجرد مرحلة تنتهي تلقائيا، وعلى المراة ان تعرف كيف ومتى عليها ان تواجه زوجها، ولهذا تصر الدكتورة على المرأة ان لا تبدأ في مصارحة الزوج بخيانته حتى تكتسب عشقه في البداية قبل أن تصارحه، إذ أنه لو كان يحبها ولكنه لا يعشقها فسيسبب ذلك مهانة كبيرة لها، لأن الكفة سترجح لصالح العشيقة، مما يسبب آلاما نفسية وعاطفية للزوجة، وفي هذه الحالة يصبح الرجل متهورا جدا ويقوم بعمل أشياء مؤذية لزوجته، قد يندم عليها فيما بعد، لكن الأوان قد يفوته، يعني يمكن لا سمح الله يطلق زوجته لصالح عشيقته، اليوم تقدم الدكتورة هذه المعلومات بالتفصيل في دورة الحب إلى الابد، ودورة استراتيجيات التعامل مع الزوج الخائن، على صفحات منتديات مملكة بلقيس، اون لاين، اي تستفيدي منها بسهولة وببساطة.
لقد انتهت الأخرى من حياتي نهائيا، نهائيا حتى أني لم أعد أفكر بها مطلقا،
وزوجي يتحرج من ذكرها، وأعلم تمام العلم أنه يتمنى لو أن الأرض تنشق وتبلعه قبل أن يفعل معها ما فعل.
يعيش زوجي حاليا مرحلة جديدة، إنها مرحلة اكتشافي،
إنه يرمقني بنظرات الإعجاب طوال الوقت، ويسرقني كل يوم من عملي، ليأخذني معه لتناول الفطور،
ولنتحدث، يقول لي : تحدثي فأنا أشعر أني لم أسمعك منذ زمن بعيد
تمت بحمد الله,,انتظر ارائكم وتقييمكم,,
واتمنى من الجميع الاستفاده من الدروس والعبر التي جاءت في هذه القصه,,,
اختكم أم أيهـــومي,,,