آسفة فكالعادة لم يظهر الموضوع،و سأعيد عرضه:- سأدخل في الموضوع مباشرة، من منّا لا يحلم بأن يوضع في ميزان حسناته سجود في المسجد الأقصى؟! ،من منا لم يسمع للآية {ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكم بأموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا } الإسراء آية 6 ثم تلتها مباشرة آية {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم و ليدلخوا المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيرا } آية7؟! ، مع العلم أن أعلى نسبة طلاق في الوطن العربي سجلت في دولة الأموال! ، تليها ثاني نسبة طلاق في الوطن العربي في دولة البنيين!، أما إذا نظرنا للنفير( للإعلام)،إذا نظرنا للإعلام الديني فهو يميل لتحميل المرأة مسؤولية الطلاق ،أو أي خطأ يقع في أسرتها أو من سؤ في تربية الأبناء، و هم لا ينفكوا عن توصية المرأة بالرجل بصورة أكبر بكثير من توصية الرجل بالمرأة، مع استمرار تأكيدهم أن الرجل في بيته هو القائد ، متناسين أن في الجيش قاعدة تقول: لا يوجد جندي فاشل و لكن يوجد قائد فاشل، خاصة أن نبيكم استطاع أن يجعل ابنة حيي بن أخطل زعيم بني قريظة و زوجة قائد الحرب لديهم ،و التي كانت تقول أن قائد المسلمون أبغض إنسان على وجه الأرض،بعد أن تزوجها ؛بإحسانه لها و مساندته ،و تفهمه لها؛أصبح أصبحت تريد أن تفديه بحياتها و كل ما تملك عندما كان صلى الله عليه وسلم في سكرات الموت،و أخذت تتمنى أن ما به يكون بها بدلاً منه ، و عندما استغرب زوجات النبي صلى الله عليه و سلم من ذلك ،كأنهن لا يتوقعن منها أن تكون مشاعرها تلك للنبي حقيقية،أخبرهم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم أن مشاعرها و رغبتها تلك صادقة من قلب ينبض حبا،كذلك أنه عندما أوصى الرسول صلى الله عليه و سلم المهاجرين على الأنصار، استنتج المسلمون من ذلك أن الخلافة و القيادة ستكون في المهاجرين ، فالأصل أن نوصي القوي بالضعيف ،لأن الضعيف بدون توصية سيسعى لاسترضاء القوي ؛ لذلك أجاز الإسلام للرجل أن يتزوج من غير المسلمات ، و لكن لم يجيز الإسلام للمرأة أن تتزوج بغير مسلم ترضى دينه و خلقه على أمل أن دينه سيوصيه بها ، كما أن الله عز وجل يحمل المسؤولية للرجل عند حدوث خطأ ما يجعل الرجل هو من يتحمل العواقب باعتباره القائد ،و الله عز وجل هو الحكيم ،و لم يصنع ذلك إلا لعلمه أن في هذا منع أو على الأقل تقليل حدوث العواقب السلبية،قال تعالى{و لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}طه اللوم وقع على آدم وحده رغم اشتراكيهما في المعصية115 {فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} طه 171 {فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و عصى آدم ربه فغوى}طه121, نلاحظ مرة أخرى اشتراكيهما في جميع أجزاء المعصية إلا أن اللوم وقع على آدم وحده، و هذا يدل أن الله وهب الرجل من القدرة على أن يمنع تطور الأحداث مما يؤدي لحدوث الخطأ فكما فقال تعالى{بل الإنسان على نفسه. بصيرة و لو ألقى معاذيره} القيامة 15-16 وزوجتك هي نفسك بنص القرآن ، و أنت أقدر من يمكنه تجنيبها و تجنيب نفسك مواطن الخطر، و الآن فلننظر للإعلام في الجانب الآخر،كيف أنه يظهر شارب الخمر ومن لا دين له حنون، ومتعاون، و رومانسي،و لا يجد غضاضة في إظهار حبه و اهتمامه ؛حتى أني ذات مرة دعوت لفتاة في بداية المرهقة أن يرزقها الله بالزوج الصالح ، فإذا بها تصرخ :لاآآ ، ثم تذهب بعيدا تدعو الله ألا يستجيب لدعائي!و هذا يدل على وجود ثغرة خطيرة في الإعلام الديني،حيث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول{الناس معادن كمعادن الفضة و الذهب ،خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا،و الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف}صحيح مسلم، فلا يمكن أن يكون هناك رجل في أي ديانة أو حضارة أحن أو أكرم لزوجته من المسلم إذا فقه دينه ، خاصة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال {الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها} ،و قال صلى الله عليه وسلم { إنما النساء شقائق الرجال ،ما أكرمهن إلا كريم ،و ما أهانهن إلا لئيم}رواه أحمد،ثم مشكلة أخرى أن الرجل يظل ينظر إلى الفتيات في الفيديو كليب و غيره ،إلى أن تصبح الأشياء المثيرة عادية بالتعوًّد،فإذا تزوج بالطبع أصبحت زوجته عادية ،فيأخذ بإقناع نفسه أنها ليست جميلة،أو يتصيد لها العيوب ليبرر ذلك ،أو يدعي أنه لم يقتنع بها منذ البداية ،و من هنا تحدث المشكلات و الطلاق ، و من الممكن أن يلجأ للمواد الكيميائية أو المخدرة لتشعره بالإثارة ، النتيجة أنها ستفقد تأثيرها مع الوقت بعد أن يصبح الإنسان طبيعيا بعد أن تعود عليها،و بالإضافة لأثارها الجانبية و الخطيرة نفسيا وجسديا عليه و على زوجته ، و نحن نرى الآن كثرة تردد الزوجات على أطباء النساء و التوليد منذ ظهور تلك الحبوب الزرقاء،و كثرة الشباب الذين يموتوا بالسكتة القلبية ،و كل هذا لأنهم لم ينتبهوا لآية{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}النور30؛فمن الذكاء للرجل أن يغض بصره كما أمره الخبير العالم بخلقه،قال تعالى {و الله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما .يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفا}النساء27-28،و أي يأخذها الرجل من امرأة في الحرام لن تفيده مطلقا عند تعامله مع زوجته الحرة العفيفة؛لاختلاف الطبائع و طريقة التعامل،كما أن الله عز وجل جعل لكل إنسان بصمة خاصة به لا يشبهه فيها أحد ؛فلا يوجد رجل كآخر،و لا امرأة كأخرى،و الناجح هو من يدرس الطرف الآخر كحالة قائمة بزاتها لا يشبهها حالة أخرى لينجح في حياته الزوجية،و لا يستمع لشكوى صديق من زوجته لأن الله تعالى يقول{أومن ينشأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين} الزخرف 8 قال قتادة : قلما تتكلم امرأة فتريد أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها -تفسير الطبري إذن فالأرجح أن الرجل سيكون ألحن بحجته من المرأة فيقضي له؛ وخاصة أن المرأة إذا انفعلت سيطرت عليها العاطفة، وضعف قدرتها على استغلال العقل ،انظروا من شرع من أجلها الخلع ، و التي صفعها زوجها على وجهها ،فاشتكاه أباها لرسول الله قائلا:افترشته كريمتي فلطمها ، فحكم له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص ،إلا أن المرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه{ عن أبي عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ثابت بن قيس ما اعتب عليه في خلق ولا دين، وفي رواية يا رسول الله ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق، ولكن لا أطيقه}ويقال أن الرجل قال إني أعطيتها أطيب مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفتردين عليه حديقته ؟ قالت : نعم، فردت عليه وأمره بفراقها،حيث نزلت آية{ و ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخاف ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون} البقرة229 فقال صلى الله عليه وسلم:أردنا أمرا و أراد الله أمرا ،و حكم بالتفريق بينهما ، أرجو أن أنبه أنها قالت: لا أعتب، أولا أنقم، ولم تقل: لا عتاب أولا نقمة، كأن أقول أنا لا أكتب في السياسة، تختلف أن أقول: لا كتابة في السياسة ؛لأن هذا غير صحيح فتوجد كتابات كثيرة في السياسة، إلا أني لا أفضل الكتابة فيها إذن؛ فأرجو أن يكف من يدعي أن المرأة هي الظالمة والرجل لم يكن به عيب لأن المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم فقط،لكن المرأة فعلت ذلك ؛لتقطع السبيل على القيل و القال ؛ و كما هو واضح أن الرجل لم يكن لها مشاعر، و لكن مشكلته الوحيدة أنه أعطاها أطيب ماله ، إذن فمن الواضح العيوب التي بها ؛و كما قال الصحابي الجليل أبي الدر داء في شعره:
فإني رأيت الحب في القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهبا
و حتى لا يعتقد أحد أني حملت الآيات غير ما أريد منها،أنظروا للآية التي تليها مباشرة {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها}قال تعالى{و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا}الروم21 {يا أيها الناس أتقو ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها}إذن فزوجتك هي نفسك،و العلاقة الزوجية هي الخلية الأولى في المجتمع ،إن حمى كل إنسان الخلية التي تخصهن وقوّاها؛ صلح المجتمع،فقد قال صلى الله عليه و سلم{خياركم خياركم لنسائهم } فلم يقل خياركم الصائمون أو الشهداء،بل قال خيركم خيركم لأهله ،فعلامة قبول العبادة و علامة الإخلاص فيها أن تترجم لعمل و أخلاق خاصة مع أقرب المقربين ،قال صلى الله عليه وسلم {ابدأ بنفسك ثمّ بمن تعول} و زوجتك هي نفسك ،و يقال في الأمثال المشتركة بين الشعوب (الإحسان يبدأ من المنزلcharity begins home) ،إلا أنه يجب عليه الحذر أن يكون كالصحابي الذي لم يكن لأمه عائل سواه ، فكان يدخل بأطايب الطعام على زوجته ، أمام أمه ، ثمَّ يعطي أمه البواقي منهم ؛ و عند الموت عجز أن ينطق الشهادة، لولا أن أمه سامحته ، فنطقها ، و قال صلى الله عليه و سلم عن ذلك { ملعون من يؤثر زوجه على أمه } فيجب أن يوازن الرجل بين بر الوالدين ، و الإحسان لأمه ، و أنا أرى أن يحاول الرجل أن يتجنب المبالغة في تدليل زوجته أمامها ،تجنبا لغيرتها ، و ليجعل هذا فيما بينهما- و لندخل المسجد الأقصى لا بد أن نتوحد كما كنا متوحدين عند فتحه ،و الطلاق يفرق الأسرة،و العائلات فتتحول لأن تكره بعضها بعضا ،خاصة مع ترويج الإعلام زورا أن المطلقة مخلوق درجة ثانية اقرأ الموضوع بهذا الرابط،
http://www.4shared.com/file/11581063..._________.html
فتتحطم تلك التي كنّ يتباهين بها ،و قد تضطر للعودة لجلادها يأسًا، لتتجدد المشكلات مرة أخرى، بل قد تزداد الأمور سوءا.
إلا أنِّي يجب أن ُأحذر:_ أن كل من يساهم في التفريق بين المرأ و زوجه آية{ وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرأ و زوجه}و كيف جُمع في هذه الآية بين الفتنة و الكفر و تعلم التفريق بين المرء و زوجه!! و احذر أن من أعان على شر أو دلَّ عليه كان له مثل أجر فاعله دون أن ينقص من أجر فاعله شئ، و خاصة هؤلاء الذين يأتوا للرجل ليقلبوه على زوجته ، فيظلوا يزكوا أنفسهم أمامه ، و أنهم كيف يسعدوا أزواجهم و يتكلموا عن حقوق الزوج بمبالغة ، و الحقيقة أنهم ممن يقولون ما لا يفعلون؛ ليتبعهم الغاوون؛ و ليشمتوا في فشل الآخرين ،في حين أن هؤلاء أنفسهم قد يذهبوا لزوجتك ، ليدعوا أن أزواجهم يدللوهم بمبالغة ، و يحكوا قصصا وهمية عن أزواجهم لتزهد باقي النساء في أزواجهن ؛ و يشمتوا فيهن عندما يروا الحسرة في عيون النساء الأخريات.
لذلك فكان لابد من أن نجعلك بنفسك تكتشف الحكم الحقيقي للطلاق في الإسلام و سنسعى للاستخدام نهج التفسير بالمأثور و هو أفضل أنواع التفسير(و هو تفسير القرآن بالقرآن ، أو الحديث الشريف ،مع العلم أن الرسول و الصحابة لم يفسروا سوى آيات معدودة، و ترك لنا صلى الله عليه و سلم أمر تفسيره، موضعا صلى الله عليه و سلم أن القرآن عربي فعربوه ،و قال صلى الله عليه وسلم { أوتيت جوامع الكلم} أي أن الآية تفسر على أصول اللغة العربية و يمكن أن يستخلص منها أكثر من فائدة ،و يستشهد بها في أكثر من موقف، مادام لا يخالف أصول الدين من أصول الدين ،أو قواعد اللغة العربية،أو نجعل بعضها يضرب بعضا.