أسيرة زوجي |
02-02-2014 02:38 PM |
رد: مشاركتي في **مدينتك تحت المجهر ***بلادي الجزائر
عين الفواره
http://up.graaam.com/forums/693938/21303739570.jpg
كانت تسمى زمانا "ستيفيس" و"مطمورة روما" يتغنى الشعراء والفنانون ب "عين الفوارة" فيها، وتردد الن--------- والعجائز مدائح عن شيخها الصالح "سيدي الخيّر" و"حمام السّخنة" لؤلؤة السِّباخ في الجزائر قاطبة، ولم يشفع تاريخ "ستيفيس" العتيق الضارب في القدم، ولا عراقة عادات أهلها من "العمريين والعمريات" من أن تتحول أزقتها وأحيائها الشعبية إلى حلبات لمعارك الذهب المغشوش، تحت أنظار تمثال "عين الفوارة" الذي تعلوها امرأة عارية، تتوسط كبريات ساحات المدينة، امرأة ظلت وما تزال تفرق بين أفراد العائلة الواحدة من سكان المدينة نفسها أو تلك الوافدة إليها سياحة أو تجارة أو عبورا، ممن لم تألف "ثقافة العري" التي حاول الاستعمار الفرنسي فرضها على سكان المنطقة خارج أسوار المتاحف وطيات الكتب المختصة .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...341100_555.jpg
المفارقة في تمثال "عين الفوراة" الواقع بقلب مدينة "سطيف" عاصمة الهضاب العليا التي تبعد عن العاصمة الجزائر بحوالي 300كلم إلى الشرق، أن التمثال الذي ظل يخدش حياء من يمر أمامه، وتتحاشى السير بالقرب منه العائلات المحافظة، وتتجنبه الفتيات والصبايا، اتقاء تعاليق الشباب الواقف على جنبات المكان، يمارس على كل من يشرب من منبعه الذي تتربع فوقه المرأة العارية ذات الشعر الأشقر الذي ينساب فوق كتفيها مثلما ينساب الماء العذب من العنصر الطبيعي، ما يشبه السحر الذي يجعل شارب ماء عين الفوارة يغرم بالمكان فيعود مرة ثانية وثالثة إليه وإلى سلطانته ولو كان سائحا، وظل السحر الذي تمارسه "عين الفوارة" على عطشاها، قريب من الحكايا الغرائبية المنسوجة من أساطير الرومان والإغريق، مثلما ظل الصدر والعجز في كل الأبيات الشعرية التي تناولت التمثال "الفتنة" تتغنى بسحر ماء عين الفوارة، وتتناسى معه كل الحرج الأخلاقي الذي يسببه المكان لأهله ولمن يقصده من الأحباب والأصدقاء من داخل الجزائر وخارجها .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...341113_375.jpg
و ما تزال الاستفهامات قائمة إلى اليوم بشأن بقاء تمثال "عين الفوارة" شامخا وسط عاصمة الهضاب العليا، رغم سنوات الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر طيلة التسعينيات، ويستغرب أهل المدينة كيف نجا التمثال من التخريب وهو يستعرض أمام الملأ مفاتن جسد امرأة عارية في حجم لا يخفي تفاصيل الإغراء الأنثوي، في وقت كانت الأنظار جميعها موجهة إلى مصير هذا المعلم، بل كانت جميع الآراء المعلنة وغير المعلنة تجمع أن "عين الفوراة" لن تغدو بعد تلك السنوات --------- ركاما يعلوه الغبار وذكرى قد تكون جميلة للبعض وقبيحة للبعض الآخر. لكن التمثال ومن فوقه المرأة العارية ومن تحته الماء العذب الرقراق، ظل يتوسط المدينة بإصرار لا يختلف عن الإصرار الفرنسي الذي نصب التمثال في قلب المدينة ضاربا عرض الحائط فيما يشبه التحدي، المقومات الثقافية والدينية والأخلاقية لشعب لم تفلح (القفف الملغومة) لمجاهدي ثورته المجيدة في نسفه مثلما كانت تنسف مقاهي المعمرين ونواديهم الليلية وأسواقهم، وفي مدينة اقترن اسمها باسم أحداث 8مايو 1945التي واجهت الآلة الاستعمارية لفرنسا وشكلت الوعي الأول لثورة التحرير التي انطلقت بعد ذلك بعشر سنوات وحررت الجزائر.
و يعود سبب إنشاءها في وسط المدينة القديمة، إلى أن الحاكم الفرنسي أزعجه وجود المصلين للوضوء في ذلك المكان صباحا من أجل صلاة الفجر. و ذلك لتواجدها بالقرب من المسجد العتيق، فجاءته فكرة وضع تمثال يخدش الحياء لمنع المصلين من التواجد في ذلك المكان صباحا
ولا يحسبك الجزائريون برمتهم، انك زرت ولاية سطيف، إن أنت أسقطت من برنامجك السياحي "عين الفوراة" فللمكان، رغم "قلة حياء" المنتصبة فوق معلمه الأثري، جاذبيته ورونقه، ويكاد يكون فخر الكبار والصغار معا، وملهم الشاعر والكاتب والمبدع على حد سواء، فصورة الجميع من صورته، ولتاريخه وحكاياه وذكرياته اعتبار خاص عند أهل المدينة، وإغفال زيارته "سلوك مشين" يعادل سلوك رفض تناول كأس شاي داخل خيمة صحراوي أو بدوي جزائري . وزيادة على الإحراج الذي يسببه التمثال ذاته، يزيدك سكان سطيف إحراجا آخرا عندما يستغربون زيارتك لمدينتهم وتجاهل "عين الفوارة" أو إغفال تخليد مرورك ذات يوم بسطيف بأخذ صورة تذكارية أمام تمثال المرأة التي تسقي عطشى المدينة بسخاء قلّ نظيره !
وللمكان حكاية جميلة، لولا أن صاحبها جعل من ملهمته ملكية مشاعة، تتقاسمها عيون الغرباء، ويتسلى بها اللصوص وطيور الليل، ولم تقدر على سترها نجوم السماء ولا ثرى الأرض، فعين الفوارة هي أولا وقبل كل شيء حكاية امرأة، يقال أن حاكما فرنسيا أحبها وعشقها حتى الثمالة، ولأن المرأة كانت لرجل آخر، لم يكن أمام الحاكم الفرنسي الولهان بجمالها، --------- اختطافها، ما كسّر قلب حبيبها، الذي لم يكن أمامه هو الآخر --------- تخليد صورتها وذكراها بإقامة تمثال لها يحتل وسط المدينة فوق نبع ماء، حتى يبقى حبه لها متدفقا للأبد مثل تدفق الماء من العنصر الذي تعلوه .
والحقيقة أن تمثال "عين الفوراة" الذي تم بناؤها العام 1998وبعيدا عن قصص الحب والعشق، هي واحدة من العيون أو منابع المياه المعدنية الطبيعية الكثيرة التي تزخر بها مدينة سطيف الجميلة، ولقد أطلق عليها الرومان زمانا اسم "مطمورة روما" لكونها كانت وما تزال منطقة نموذجية للراحة والاستجمام بما حباها الله من ينابيع معدنية وأنهار وهواء ناعم، إلى جانب خصوبة الأرض، ومن هذه الصفة استمدت تسميتها "ستيفيس" التي تعني الأرض السوداء أو الخصبة، وقد أحاطها الرومان بمدن وقلاع كبرى لا تزال منها مدينة "جميلة" التي تعتبر من الآثار المحمية من قبل هيئة اليونسك
الاثار الرومانية
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...341096_319.jpg
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...341090_145.jpg
مدينة جميلة الواقعة شرق العاصمة الجزائرية على بعد 300 كلم و تحديدا بولاية سطيف، التي يمتد تاريخها إلى عهد الإمبراطورية الرومانية و تحت قيادة الإمبراطور الروماني نيرفا هي الآن محل استقطاب عدد هائل من السياح المارين على هذه الولاية التي تملك أثارا رومانية من العيار الثقيل، الأخوة كوزيتوس كاسفينوس كراكلا و فينوس " إلاه الجمال "الخ هي أسماء رومانية مرت على المدينة..و أنت أمام موروث تركه الرومان بالمدينة لا تعادل قيمته أي قيمة مالية ولا معدنية أخرى.رغم ما تعانيه من إهمال تخطر ببالك عدة أسئلة تدفعك روعة أثار كويكول إلى طرحها .. كيف أستطاع الرومان و بإمكانيات قليلة أغلبها من الحجر أن يؤسسوا مدينة تسع لحولي 42 هكتار؟ بها مسرح يتسع لحولي 3000 ألاف مشاهد؟ وعدد من المعابد لممتد طولها إلى ألاف الأمتار.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...341091_956.jpg
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...341091_843.jpg
جميلة هو اسم عربي اسمها الروماني كويكول، كانت تحت قيادة الأمبراطور نيرفا تأسست قي نهاية القرن الأول ميلادي و بداية القرن الثاني ميلادي تبدأ خلال القرن الأول من معبد الكابيتول الذي يتكون من ثلاث آلهة جينار،.جينو و.مينيرو، إلى جانب سوق للأخوة كوزيتوس و معبد ألهه أوربا حيث يوجد فيه ساحة قديمة هي ساحة واد المقربين .. ففي الشرق محكمة الغرب الذي يوجد فيها معبد فينوس " إلاه الجمال " و منزل كاسفينوس العائلة النبيلة، مكان استخراجي أختارته الإمبراطورية الرومانية بعدما طردت البربر منها، مدينة متحصنة امنيا بالدرجة الأولى تربة خصبة سوداء صالحة للزراعة، تقع مابين أوديتين واد قرقور الغرب و واد بيطان الشرق تسع مساحتها 42 هكتار بعدد سكان بلغ 12 ألف ساكن من الرومان ، مصنفة عالميا منذ 1982 و وطنيا منذ 1900. الملاحظ أيضا أن كويكول فيها حي مسيحي فيه معبد الباتستار أين كانت تتم به عملية التنصير و يوجد به كنيستين الأولى يعود تاريخها إلى القرن الرابع ميلادي فيه الكريبت أين كان المسيح من الأورتودوكس يقومون بعملية التحنيط
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...341105_947.jpg
العائلات الرومانية القديمة و رواية تقديسهم للفسيفساء http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...341109_829.jpg
تضمن حديث المرشد رواية أخرى عن فسيفساء موجودة بمدينة جميلة أو كويكول، الحديث كانت فيه نبرة تاسف ، استفسرنا عن سبب تحسره فعلمنا أن الفسيفساء هي في حالة يرثى لها فبعدما طلبنا عن إمكانية زيارة المكان ذكر لنا الرجل المرافق أن المكان محاصر بأسلاك و لا يجوز لأحد معاينتها تقدمنا بطلب زيارة المكان و لو من وراء هذه الأسلاك فبعد الموافقة توجهنا إلى المكان فلم نعثر فقط عن أسلاك تعلو المكان بل أسوارا حجرية تحرص هذه الفسيفساء..فسيفساء بمجرد أن رأيناها جلبت انتباهنا ألوانها المتنوعة الأزرق و الأحمر و الأبيض.. ألوان و كأنها صبغت بها أياما قليلة قبل زيارتنا..فالفسيفساء عبارة عن زربية مزركشة و مزينة بألوان باهية في شكل لوحة مستطيلة الشكل مصنوعة من بلاط من نوع خاص و ثمين.. فسيفساء مخصصة لتزين بيوت النبلاء من الرومان فقط، تأخذ أشكالا متعددة أغلبها في شكل حيوانات هي الآن للأسف في حالة سيئة جدا، ونحن نتفقد المكان لاحظنا عليها بعض الخدوش سببها تصدعات سمحت لقطرات المطر بخدش هذه الزربية المصنوعة من أفخر وأغلى أنواع البلاط..
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...pQcLdGUdlx-bnf
|
|