فِي اليَومِ التّالِي حلَّتْ أرْوَى ضَيْفَةً عَلى لَيْلَى ،
وَ جَلَسَتَا تَتَبَادَلانِ أطْرَافَ الحَدِيث ...
- " كَيْفَ كانَتِ الإجَازَةُ يَا أرْوَى ؟ كَيْفَ قَضَيْتِ وَقْتَكِ ؟ "
- " غَايَةُ المَلَل .. لَمْ أجِدْ لِمَلْءِ وَقْتِي إلاّ الدّرْدَشَة َعَلَى الإنْتَرنِت "
- " حقّاً ؟! .. لَكِنْ كَانَ بإمْكانِكِ مَلْءُ وَقْتِكِ بِالقِرَاءَةِ ، أو الكِتَابَةِ،
أو الرّسْم ، أو أيّ شَيءٍ مُفِيدٍ بَدَلاً مِنَ الدّرْدَشَةِ يَا أرْوَى "
- " مــمــمــ .. ( تعرّفتُ ) على شَابٍ رائِعٍ جِداً يَا لَيْلى .. شَدّنِي بِأخْلاقِهِ الرّفِيعَة و أسْلُوِبِهِ الرّاقِي فِي الحَدِيْثً "
- " يَا لَحَظَّهِ التّعِيسِ ! "
- " لَيْلى أنَا جَادّة ٌ.. فَادِي لَهُ شَخْصِيّتُهُ الجَذّابَة ،
و هُوَ خَدُومٌ وَ لا يَدّخِرُ جُهْدَاً فِي مُسَاعَدَةِ الآخَرِيْن "
- " فَفَادِي ؟ " كَادَتْ لَيْلى تَسْأل ، لَولا دُخُولُ أسْمَاءٍ إلى الغُرْفَةِ حَامِلَةً لِلضّيْفَةِ كأسَاً مِنَ العَصِيرِ.
- " هَذا وقتكِ ؟ " تَمْتَمَتْ لَيْلَى ، " تَسْتَطِيعِيْنَ الخُرُوجَ يَا أسْمَاءُ " اعْتَدَلَتْ لَيْلى فِي جَلْسَتِهَا وَقَالَتْ : " تَابِعِي يَا أرْوَى ... "
- " وَقْتَ ظُهُورِ نَتَائجِ الفَصلِ المَاضِي كَتَبَ لي يَطْمَئِنُّ عنّي ،
فَشَكَرْتُهُ وَ طَلَبْتُ نَصِيحَتَهُ بِشَأنِ ما أخْتَارُهُ مِنْ مَوَادّ لِلفَصْلِ القاَدِمِ.
فَنَصَحَنِي بِالإسْتِخَارَةِ، وَ شُكْرِ اللهِ و الدّعَاء،
وَ مِنْ ثُمّ اخْتِيَارِ المَوَادّ الّتِي يَسْتَصْعِبُهَا الطّلاّبُ،
لأنّ بِإمْكَانِهِ مُسَاعَدَتِي فِيْها ..
"" و هُنَا انْتَهَى الحُلُمُ و اسْتَيْقَظْتِ مِنَ النّوم؟! "
- " لَيْلَى .. أنَا لا أمْزَحُ ، صَارَحْتُهُ يَوْمَهَا أنّنِي كُنْتُ فِي حاَجَةٍ إلى اسْتِشَارَةِ شَخْصٍ مَا ... "
- " و َمَاذا كانَ رَدُّه ؟ "
- " قالَ لي أنّني يَجِب أنْ أسأْلَ الأشْخَاصَ المُهِمّيْنَ بِالنّسْبَةِ لِي "
- " مِثْلَهُ طَبْعاً "- " هَذَا مَا قَالهُ .. و وضَعَ لي ( ابْتِسَامَةً ) عَلى الشّاشَةِ "- " ثمّ ؟ "
- " ثمّ قَالَ لِي أنّهُ يَمِيلُ لِلحَدِيْثِ مَعِي أكْثَرَ مِنْ أيّ شَخْصٍ ، وَ ( يَرْتَاحُ ) لِي ،
وَ بَرْهَنَ عَلى ذَلكَ بِإرسَالِ صُورَتِهُ الشّخْصِيّة "
- " و بِالتّأكيدِ أرْسَلَ رَابِطَ صَفْحَتِهِ على مَوْقِعِ ( Facebook )،
و أنتِ بِدَوْرِكِ أرْسَلتِ لَهُ صُوَرَكِ ! "
- " كأنّكِ مَعَنَا ! "
- " أنتِ و ( فادي ) ؟ "
- " .. مَا بِكِ يَا لَيْلى ؟ .. هَلْ هُنَالِكَ شَيْءٌ ؟ "
- " مَتَى أرْسَلتِ لَهُ ( صُوَرَكِ) ؟ "
- " البَارِحَة ُ"
- " أرْوَى ، أنْتِ فِي وَرْطَةٍ ! "
- " لَيْلَى صَدّقِينِي لَمْ أعُدْ أعْرِفُ جِدّكِ مِنْ هَزْلِكِ ! "
- " أرْوَى .. آسِفَةٌ .. كِلْتَانَا في وَرْطَة ! .. هَذا الشّابُّ ( يُرَاسِلُنِي ) أيْضَاً ،
وَ قَدْ أخْبَرْتُهُ البَارِحَةَ ( بِاسْمِي ) الحَقِيقِيّ "
- " و أرْسَلْتِ لَهُ صُوَرَكِ أيْضاً ؟ "- " بالتّأكيدِ لا، أنَا لا أفْعَلُهَا ..
لَكِنْ لا شَكّ أنّ حَاسُوبَهُ يَحْتَوِي عَلى صُوَرِ الكَثِيرِ مِنَ المَخْدُوعَاتِ أمْثَالَكِ!
وَ مَنْ يَدْرِي ؟ رُبّما غَداً يَطْلُبُ المَزِيْدَ، وَ يُهَدّدُ بِنَشْرِ صُوَركِ فِي الإنْتَرنِتْ .. ألَمْ تَقْرَئِي عَنْ حَادِثة الـ .. "
- " لَيْلَى ... "هُنَا فَتَحَتْ لَيْلى حَاسُوبَهَا ،
وَدَخَلَتْ بَرِيْدَهَا الإلِكْتُرونِيّ ثُمّ أطَّلَعتْ أْرْوَى عَلى ( رِسَالة )الشّابّ ،
وصُوَرِهِ الّتِي أرْسَلَهَا- " ألَيْسَ هَذا هُـــ ... " ،
لَمْ تُكْمِلْ لَيْلَى جُمْلَتَهَا،
فَقَدْ وَقَعَ الحَدَثُ عَلى أرْوَى كَالصّاعِقَةِ،
وَ رَاحَتْ تَبْكِي بِحُرْقَةٍ شَدِيْدَةٍ .
فَفَتَحَتْ بَابَ الغُرفَةِ بِلا اسْتِئْذَانٍ ، وَ خَرَجَتْ تَرْكُضُ مِنْ بَيْتِ صَدِيْقَتِهَا !
أمّا لَيْلَى فَقَدْ تَسَمّرَتْ فِي مَكَانِهَا وَ أرْخَتْ يَدَيْهَا بِشَكْلٍ مَسْرَحِيّ،
لَمْ تَسْتَطِعْ مَنْعَ دُمُوعِهِا؛
الّتِي بَدَأتْ تَشُقُّ طَرِيقَهَا على خَدّيْهَا،
أغْلَقتْ بَابَ غُرْفَتِهَا وَ الأنْوَارَ، و اسْتَلْقَتْ عَلى سَرِيرِهَا ..
حَلّ الظّلامُ ، وَ شَارَكَتِ الغُيُومُ لَيْلى بُكَاءَهَا .
نَامَ كلُّ مَنْ فِي الحَيِّ .. إلاّ لَيْلَى .. مَرّ الوَقْتُ سَرِيعَاً ،
وَاسْتَيْقَظَتْ أسْمَاءُ لِتُصَلّيَ الفَجْرَ .
كَانَ المَطَرُ مُنْهَمِراً ، لَكِنّهَا سَمِعَتْ زَفَرَاتِ أخْتِهَا البَاكِيَة، فَدَخَلَتْ غُرْفْتَهَا ،
وَمَسَحَتْ عَلى رَأسِهَا مُوَاسِيَة ، " لَيْلى ، لا تَبْكِ ..
كَلّمِينِي ، مَا الّذِي حَصَل ؟
" لَمْ تَرُدّ لَيْلَى بَلْ زَادَتْ حُرْقَتـُهَا ، وَ زَادَ بُكَاؤُهَا "لَيْلَى.
تَوَضّئِي وَ صَلّي قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشّمْسُ، سَتَرْتَاحِيْنَ كَثِيْرَاً " ذَهَبَتْ أسْمَاءُ إلى غُرْفَتِهَا،
وَ بِالفِعْلِ قَامَتْ لَيْلى وَ تَوَضّأتْ و صَلّتْ ،
ثُمّ تَوَجّهَتْ إلى غُرْفَةِ أسْمَاء ...
- " أسْمَاءُ :
_ " لَيْلَى .. كَيْفَ تَشْعُرِيْنَ الآنَ ؟ "
- " .. الحَمْدُ لله "
- " لَيْلَى: لَا تَغْضَبِي مِنّي، لَكِنّكِ لَنْ تَجْنِي مِنَ الشّوْكِ العِنَبَ ! "
- " مَاذا تَقْصِدِينَ ؟ "
- " سَمِعْتُكِ صُدْفَةً وَأنْتِ تَتَحَدّثِينَ مَعَ فَادِي قَبْلَ يَوْمَيْن .. "
- " إذاً أنتِ .. "
- " .. نَعَم ، انْقِطَاعُ التّيّارِ أوّلَ البَارِحَةِ لَمْ يَكُنْ صُدْفَةً ،
لَمْ أتَصَوّرْ يَوْماً أنّ لَيْلى قَدْ تُكَلّمُ ( شَابّاً ) على الإنْتَرْنِت و قَدْ فَاجَئْتِنِي كَثيراً؛
عِنْدَمَا حَاولَتِ أنْ ( تُرْسِلي) لَهُ صُورَتَكِ "
-" ... ", لَمْ تُعَلّقْ لَيْلَى ، بَلْ عَادَتْ لِلبُكَاءِ.
- " أرْجُو ألاّ تَكُونِ قَدْ ( أرْسَلتِ ) لَهُ شَيْئَاً البَارِحَة َ"
- " كلاّ يا أسْمَاءُ "- " الحَمْدُ لله، إذاً لِمَ تَبْكِيْن ؟ "
- " لا أدْرِي"، أطْرَقَتْ لَيْلَى بُرْهَةً ، ثُمّ تَابَعَت "أسْمَاء،
هَل يُمْكِنُنَا مُسَاعَدَة ُأرْوَى ؟
فَهِيَ قَدْ أرْسَلَتْ صُوَرَهَا للشّابّ نَفْسِهِ "
- " الشّابُّ نَفْسُهُ ؟! "
- " هَلْ يُمْكِنُكِ ( اخْتِرَاقُ) جِهَازِ الشّابِّ وَ مَسْحُ المَلفّاتِ عَنْه ،
لا شَكّ أنّ لَدَيْهِ الكَثِيْرَ مِنْ صُوَرِ الفَتَيَاتِ ( المَخْدُوعَاتِ ). "
- " لَيْلَى, تَظُنّينَ الأمْرَ بِهَذِهِ البَسَاطَةِ ؟ هُوَ فِي الحَقِيْقَةِ أقْرَبُ إلى المُسْتَحِيْل ِ! "
- " ... "
- "لَيْلَى, لا أعِدُكِ بِشَيْء .. لَكِنّنِي سَأُحَاوِلُ إنْ شَاءَ اللهُ "
تَرَكَتْ لَيْلَى حاَسُوبَهَا أسْبُوعاً كَامِلاً .. وَعِنْدَمَا فَتَحَتْهُ ،
وَجَدَتْ خَلْفِيّةَ الشَّاشَةِ قَدْ تَغَيّرَتْ، وَ كُتِبَ عَلَيْهَا ...
" لَيْلَى أخيّتي:
"الشّبَابُ ( الصّادِقُونَ )؛ يَدْخُلُونَ البُيُوتَ مِنَ الأبْوَاب ؛
لا مِنَ الـ ( Windows ) !
أخْتُكِ: المُهَنْدِسَةُ أسْمَاءُ "

انتَهى.

واللهُ تَعالى؛ أعلى وأعلمُ.
نَفَعَ الرّحمنُ؛ بما جاءَ.

مِن إعدادِ الإخوَةِ؛
في حَملَةِ ( الفَضيلَةِِ )؛
أحسَنَ الرّحمنُ إليهمُ وثبّتهمُ، وسائرَ إخوتي.
اللّهمّ؛ احَفَظ شَبابَ و نِساءَ المُسلمينَ،
واغنِهمُ بحَلالِكَ عَن حَرامِكَ، وبِطاعَتكَ عَن مَعصيَتكَ، وبِفَضلكَ عمّن سِواكَ.
غُفرانك؛ ربّنا.

اللّهمّ؛ أغنِنا بالعِلم، و زيّنا بالحِلم،
وأكرِمنا بالتّقوى، و جمّلنا بالعافيَةِ.
.
.
.