عرض مشاركة واحدة

قديم 10-09-2012, 05:52 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
مسلمة22
اللقب:
عضوة مميزة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مسلمة22

البيانات
التسجيل: Sep 2012
العضوية: 57759
المشاركات: 500 [+]
بمعدل : 0.10 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 54
نقاط التقييم: 50
مسلمة22 will become famous soon enough
 

الإتصالات
الحالة:
مسلمة22 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مسلمة22 المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي رد: القضاء والقدر ، ما هو القضاء والقدر ، قضاء الله




وكذلك الإنسان يعرف انه إذا أصيب بمرض سلس البول فإن البول يخرج منه بغير اختياره
وإذا كان سليما من هذا المرض فإن البول يخرج منه باختياره .
ويعرف الفرق بين هذا وهذا ولا أحد ينكر الفرق بينهما .
وهكذا جميع ما يقع من العبد يعرف فيه الفرق بين ما يقع اختياراً وبين ما يقع اضطراراً وإجباراً
بل إن من رحمة الله عز وجل أن من الأفعال ما هو باختيار العبد ولكن لا يلحقه منه شيء
كما في فعل الناسي والنائم
ويقول الله تعالى في قصة أصحاب الكهف ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) (الكهف : 18 )
وهم الذين يتقلبون ولكن الله تعالى نسب الفعل إليه لان النائم لا اختيار له ولا يؤاخذ بفعله ،
فنسب فعله إلى الله عز وجل ويقول صلى الله عليه وسلم
( من نسى وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه )
[2]


فنسب هذا الإطعام وهذا الإسقاء إلى الله عز وجل لأن الفعل وقع منه بغير ذكر فكأنه صار بغير اختياره
وكلنا يعرف الفرق بين ما يجده الإنسان من آلم بغير اختياره وما يجده من خفة في نفسه أحياناً بغير اختياره
ولا يدرى ما سببه وبين أن يكون الألم هذا ناشئاً من فعل هو الذي اكتسبه
أو هذا الفرح ناشئاً من شي هو الذي اكتسبه وهذا الآمر ولله الحمد واضح لا غبار عليه .


أيها الاخوة :
إننا لو قلنا بقول الفريق الأول الذين غلوا في إثبات القدر لبطلت الشريعة من أصلها
لأن القول بأن فعل العبد ليس له فيه اختيار يلزم من أن لا يحمد على فعل محمود ولا يلام على فعل مذموم
لانه في الحقيقة بغير اختيار وارادة منه وعلى هذا فالنتيجة إذن أن الله تبارك وتعالى يكون
ـ تعالى عن ذلك علواً كبيراً ـ ظالما لمن عصى إذا عذبه وعاقبه على معصيته ،
لأنه عاقبة على أمر لا اختيار له فيه ولا إرادة وهذا بلا شك مخالف للقران صراحة
يقول الله تبارك وتعالى :
( وقال قرينه هذا ما لدى عتيد (
23) القيا في جهنم كل كفار عنيد(24)
مناع للخير معتدٍ مريبٍ (
25)الذي جعل مع الله آلها آخر فالقياه في العذاب الشديد (26)
قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد(
27) قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد(28)
ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد ) [ ق :23- 29 ] .

فبين سبحانه أن هذا العقاب منه ليس ظلما بل هو كمال العدل لانه قد قدم إليهم بالوعيد
وبين لهم الطرق وبين لهم الحق وبين لهم الباطل ولكنهم اختاروا لانفسهم
أن يسلكوا طريق الباطل فلم يبق لهم حجة عند الله عز و وجل ولو قلنا بهذا القول الباطل
لبطل قول الله تعالى : ( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) [ النساء : 165 ]
فإن الله تبارك وتعالى نفى أن يكون للناس حجة بعد إرسال الرسل لأنهم قامت عليهم الحجة بذلك
فلو كان القدر حجة لهم لكانت هذه الحجة باقية حتى بعد بعث الرسل
لان قدر الله تعالى لم يزل ولا يزال موجودا قبل إرسال الرسل وبعد إرسال الرسل
أذاً فهذا القول تبطله النصوص ويبطله الواقع كما فصلنا بالأمثلة السابقة .

أما أصحاب القول الثاني فانهم أيضا ترد عليهم النصوص والواقع ذلك
لان النصوص صريحة في أن مشيئة الإنسان تابعة لمشيئة الله عز وجل
( لمن شاء منكم أن يستقيم (28) وما تشاءؤن آلا أن يشاء الله رب العالمين ) [ التكوير : 28 ، 29 ]
( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) [ القصص:68 ]
( والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ) [ يونس : 25 ] .

والذين يقولون بهذا القول هم في الحقيقة مبطلون لجانب من جوانب الربوبية
وهم أيضا مدعون بان في ملك الله تعالى ما لا يشاء ولا يخلقه
والله تبارك وتعالى شاء لكل شي خالق لكل شي مقدر لكل شي وهم أيضا مخالفون
لما يعلم بالاضطرار من أن الخلق كله ملك لله عز وجل ذواته وصفاته لا فرق بين الصفة والذات
ولا بين المعنى وبين الجسد أذن فالكل لله عز وجل ولا يمكن أن يكون في ملكه ما لا يريد تبارك وتعالى
ولكن يبقى علينا إذا كان الأمر راجعا إلى مشيئة الله تبارك وتعالى وأن الأمر كله بيده
فما طريق الإنسان أذن وما حيلة الإنسان إذا كان الله تعالى قد قدر عليه أن يضل ولا يهتدي ؟

فنقول الجواب عن ذلك . أن الله تبارك وتعالى إنما يهدى من كان أهلاً للهداية ،
ويضل من كان أهلاً للضلالة ، يقول الله تبارك وتعالى .( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) [ الصف :5]

ويقول تعالى
( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ) [المائدة :13] .


فبين الله تبارك أن أسباب إضلاله لمن ضل إنما هو بسبب من العبد نفسه ،
والعبد كما أسلفنا آنفاً لا يدرى ما قدر الله تعالى له ، لانه لا يعلم بالقدر إلا بعد وقوع المقدور .


فهو لا يدرى هل قدر الله له أن يكون ضالا أم أن يكون مهتديا ؟
فما باله يسلك طريق الضلال ثم يحتج بان الله تعالى قد أراد له ذلك أفلا يجدر به أن يسلك طريق الهداية
ثم يقول أن الله تعالى قد هداني للصراط المستقيم ؟ أيجدر به أن يكون جبريا عند الضلالة وقدريا عند الطاعة
كلا لا يليق بالإنسان أن يكون جبريا عند الضلالة والمعصية فإذا ضل أو عصى الله
قال هذا أمر قد كتب علي وقدر علي ولا يمكنني أن أخرج عما قضى الله وقدر
وإذا كان في جانب الطاعة ووفقه الله للطاعة والهداية زعم أن ذلك منه
ثم منّ به على الله وقال أنا أتيت به من عند نفسي فيكون قدريا في جانب الطاعة جبريا في جانب المعصية





من مواضيع مسلمة22
0 ضعف المسلمين ، اسباب ضعف المسلمين ، سبب ضعف المسلمين امام العدو
0 ليلة القدر ، احياء ليلة القدر ، اعمال ليلة القدر
0 شهر شعبان ، فضل شهر شعبان ، فضائل شهر شعبان
0 اخطاء فى الحج ، اخطاء فى العمرة ، تعليمات للحج
0 ترك الصلاة ، اسباب ترك الصلاة ، عقوبة ترك الصلاة
0 صيام رمضان ، الفوائد الصحية لصيام رمضان ، اهمية صيام رمضان
0 مغفرة الله ، المغفرة ، غفران الذنوب
0 سنن الصوم ، ما هى سنن الصوم ، اداب الصيام
0 زكاة الفطر ، حكم زكاة الفطر ، مسائل فى زكاة الفطر
0 غزوات الرسول ، غزوة بدر ، غزوة خيبر
0 دعاء عند السفر ، دعاء السفر ، ادعية الرسول
0 حكم استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم ، ما حكم استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم
0 خطبة الرسول فى رمضان ، خطبة الرسول عند دخول رمضان ، خطبة رمضان
0 أحكام الأضحية ، ما هى أحكام الأضحية ، فتاوى فى أحكام الأضحية
0 صلاة التراويح ، فضل صلاة التراويح ، احكام صلاة التراويح
عرض البوم صور مسلمة22   رد مع اقتباس