

( إلى رحاب البيت العتيق )
نادى الخليــــــلُ مؤذنًا بالحـــــــجِ
فترددت فى النفسِ أصـــــــــــداءُ
فخرجتُ بين القاصدين مُلبيــًّا
يحــدونى غُفرانُ الإلــــهِ رجـــــاءُ
هذى رياشُ العيش قد أهملتها
يعلونى من كفن الممات رداءُ
والنفسُ فى وجلٍ مخافة وزرها
تُبدى تَضرعها ..فيغلبهــا البكاءُ
لبيك ربى لاإله سواك .....منك
الحياةُ تفضلًا.. وكذلك النعماءُ

والركبُ يمضى فى خشوع العابدين
يغشــــــــــاهُ نورٌ ..قــــــد علاه ُ سنــــــاءُ
أرواحهــــــــــم مثل السيولِ تحدرت
والبيـــــــتُ يدنو ..والقلوبُ صفــاءُ
يتزاحمون كأنهم في يوم حشــــرٍ
من كل أرجــاء البسيطة جــاؤوا
لبيك ربى .........لا إله سواك ..
منك الحياةُ تفضلا وكذلك النعماءُ
والبيتُ يزهو بالجمالِ تــــــلألأً
ويفيضُ بالشوق الكبير لقــــاءُ
يامهبط الوحى العظيم تحيـــةً
من مُشتاقين إلى رحابك جاؤوا
فهنا الخليلُ مع الذبيحِ تكاتفا
لِتُقــَّامَ أركـــــــانٌ ...ويعلو بنــــــــــــــاءُ
وتســـود من لَّدن الإلهِ ديـــــــــــانةٌ
سمحـــاءُ لايغلو بهــــا الغُلَّـــــــــواءُ
فيهــا المحبةُ مِلَّةٌ وشـــــــريعـــــــــــةٌ
يخطــو بها الحُنَّفاءُ والخُلَّصَاءُ
وعِمَادُها الإيمـــانُ ينشرُ نوره
وبهــــا الســـَّــلامُ حديقةٌ غنــــــــــاءُ
العلــــمُ أنّْهــرها ومـــــاءُ نمــــائهـــــا
والعدلُ بعضُ ثمارهــا الفيحاءُ

وخطوتُ مُعتمرا أطوف بقبلتى
يسمو بروحى للسمــــاءِ دعـــــــاءُ
رباهُ إنى قد حملتُ أمانة التكليف
وأنا الضعيفُ تُزيغنى الأهـــــــــــــواءُ
والى رحابك قد أتيتُ يهــــــدني
وزرا ثقيلا.. ليس له خفـــــــاءُ
فارحم ضعيفا قد أقر بذنبــــــــه
المــــــــــاءُ عنصرهُ..وأصلهُ الغبراءُ
