[شوق وحنين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في مثل هذا اليوم ومثل هذا الوقت من العام الماضي كنت في آخر أيام الحمل،
وكنت قد أخذت إجازة في ذلك الأسبوع تجهزاً للحظة الحاسمة.

استيقظت ظهراً ونزلت إلى المطبخ أعد الغداء مع أم زوجي.
وأعددت (صالونة) أو كما يسميها البعض (يخني) بالدجاج والخضار والرز الأبيض.

وكنت أشعر بإمساك شديد في فترة الظهر حيث دخلت الحمام حوالي 10 مرات في ساعتين

وبدأت أشعر بانقباض وأنا على سفرة الغداء مع والدي زوجي، وأردت ألا آكل لكن أم زوجي أصرت على أن أتغذى تحسباً للولادة ولكي يكون لدي طاقة.

صعدت إلى شقتي لأستحم ثم نزلت مرة أخرى لأكون بالقرب من أم زوجي.

وتواصلت الانقباضات كل 10 دقائق

(ولم أكن مستوعبة بعد أن هذا هو الطلق كونها تجربتي الأولى)

أرسلت إلى زوجي رسالة نصية تقول: شكله بدا الي ننطره من شهر!!

وسرعان ما ارتفعت وتيرة الانقباضات وصارت مؤلمة أكثر.. وواصلت الدخول إلى الحمام كل نصف ساعة من شعوري بالإمساك

(اكتشفت بعدها أنه شعور ضغط رأس الجنين وأنا أدفع وأدفع ههههههههه ولكن ذلك أفادني كثيراً وستعرفون لماذا لاحقاً).

حضر زوجي من العمل مبكراً قليلا لكي يساندني في هذا الوقت الحرج.

وقالت لي أم زوجي أن أخرج للتمشي لتسهيل الولادة لكن كنت في وضع لا يعلم به إلا الله، فكلما وقفت جائني انقباض فأقف وأتألم ولا أستطيع الحرجة حتى ينتهي.

مع حلول المغرب كانت الانقباضات تتكرر كل4دقائق،، اتصلت بدكتورتي لأخبرها بذلك فطلبت مني التوجه للمستشفى لعمل تخطيط والاستعداد للولادة.

بعدها بقليل أحسست برطوبة فإذا بها سدادة الرحم!

والله هنا فقط تأكدت بانها الولادة

(بالضبط كنت في شك وغير مستوعبة!)

أرسلت إلى قروب الأهل في الواتسب أقول لهم (ادعو لي) واتصلت بوالدي لأخبره، وكلمت أختي أيضا.. أما والدتي حبيبتي لم أستطع أن أكلمها وسأخبركم لماذا لاحقا

(وكلما تذكرت حتى اليوم تدمع عيوني)

أعدت لي أم زوجي جزاها الله خير شراب القرفة.

ثم طلَبَت من زوجي أن يحضر لي ثمرة بابايا لأنها تحمي الطلق حسب قولها، فذهب من خضار إلى آخر حتى حصل على واحدة، وعندما تذوقتها أحسست بأن طعمها كالقئ (أعزكم الله) سيئ جدا جدا .. فلم أتمكن من أكلها.

وأخيييرا بعد أن صلى زوجي العشاء في المسجد ورجع خرجنا إلى المستشفى

في السيارة كان معدل الانقباضات :: كل دقيقتين !!

وكنت منبطحة على المقعد الخلفي أتأوه وأدعو وأقول يارب سهل علي يا رب ساعدني، وأدعو لأمي بالشفاء.

وصلنا إلى المستشفى ولم يكن متوفراً في لحظة وصولي كرسي متحرك،، توجهنا إلى قسم الولادة وكنت في قمة التوتر والخوف.

استقبلتني الممرضات وكن ودودات جداً، وأعطينني رداء المستشفى ووضعن لي حقنة شرجية

(لا بد من أخذها لكي يخف الضغط على الحوض وحتى لا تخرج أشياء لا ترغبين في خروجها أمام الدكتورة!)

حضرت الدكتورة للكشف وكنت مرعوبة منه وأبكي.. ولم أسمح لهم بالفحص إلا وأنا أمسك يد زوجي وأعضها

(الحمد لله أنني لم أقضم لحمه هههههههههه)

........ يُتبع: لحظات الولادة !! .........