أتى يومنا يوه العيد , حافلا بالخير , حاملا بين يديه الهدايــا , والفرح الكثيــر 
بسمات ارتسمت على الوجوه .. 
عناق محبين  , وسهام مكتنزة بعِطــر الكلآم 
إنه عيد , فرح وسعادة وبهجة وأمان .... 
 
 
 
 
 
أحبتِــي .. 
يا من ملكتم في قلبـي المكان الفسيح , وعلى أوردته سكنتم , تتدفقون مع دماءه , وحبكم بـه يزداد حرارة 
 
دعونـآ نرسوا على شاطئ النقمــات والبلآيـآ .. والمنايا 
لنعلم عيدنا من مَن حُرِمَ عِيـــــــد .. 
 
 
 
 
 
يا كم من مريـض لفراش لزموه , لا يفارقوه أبدآ 
والله ليس حبآ فيه , وإنما إجبارا مما ابتلوا بــــــه 
 
فلنحمـد الله على نعمـة العآفية 
فإنهم والله على الفراش يبكون ! وأنت تركض وتهرول فرحا 
إنهم يتمنون أن يروا من يزورهم ! وأنت قد مللت من الزيارات 
إنهم يتمنون أن يروا العيد بالخارج ! ولربما انت نائم في البيــت 
 
 
    
  
فلله الحمد على نعمة الإيمان ونعمة العافية والصحـــة 
الله اشف كل مريض وأعد له صحته يا رب 
 
 
 
  
 
 
خلف قضبان حديدية , هم في السجون, حُرِموا الحرية , والمحبة , والصداقـة 
بين أربع جدر , هذا مكانهــم , فلا عيدٌ يعرفهم , ولا يعرفوه 
فلا مكان لبهجـة تغمر المكان , فما حوى الإجرام شيئـا إلا أتعسـه 
ولله الحمد على كـل شيء 
 
فكم من دموع انهمرت , وتفطر القلب احزانا 
كم من تناهيد أطلقت , وشَخٌص البصر حيرانا 
فهم في وحدة في عزلــة لقلوب ضعفت وهزل الجسم , فلا أمل في لحظتهم تلك 
 
فيا عآقـل اتعظ , ويا حليم كن ما أنت عليه , ويا منتقم فلتترك انتقامك 
فوالله ما أجمل من المسامحة بعد ظلمة شديدة ’ فالانتقام لا يؤدي لشيء 
وانما دائرة مغلقة , نقاطها ضحايا بريئــة غآلبــآ 
 
 
 
 
 
مرَ العيد بفرحتـه , والأيـأم فرَح 
وهم في خوض ونزال وحرب , وبين موتى وجريح 
هذا الأمان وما أدراك ما هوَ ؟! 
 
فأنت تضحك في عيدك , وهم لا عيد لهم , فيبكون على من رحل منهم , ايا كان 
ابا .. اما .. اخا .. اختا .. والبعض كل العآئلــة . 
وهنالك من اعتكف منزله هاربا من الموت , في قلق وخوف شديدين 
وهنالك من يرتقب الموت بعيون ملأهما اليأس 
فلا أمان ولا عدالة ولا فرحة .. 
 
فلنحمد الله على الأمان , فلنحمد الله على الأمان 
 
 
 
 
أكلنا للشبَع , ولسبنا الثياب النصع 
واكتسينا بالحلل , وللعطور اطيبنـــــــا 
اطفالنا فرحوا ولعبوا للتعــب 
وهم في جوع , فقر ,واما موت أو حيــــــــــاة 
 
 
 
يا كم من فقيـر عن الناس اختفـى 
فديونه تطرده يقظة واحلاما 
لا وجه لـــه ولا مكانة تحتويـه , فقد باع ذاك المكان منذ لحظة الإفلآس 
وكم من جائع يرى الموت بين عينيـه , اتانا عيدنا بعد رمضان 
وكل ايامهم رمضان , لا وربي , بل إنها رمضان ليلآ ونهآرآ 
 
فلله الحمد على نعمــه 
 
 
 
 
يا كَم من فقيد تحت التراب تٌرِك 
وتحته نُسِي , وعنــا ترِك 
 
ولم يبقى سوى الذكريآت 
فلنتخذ من عيدنا , عيد بأن نحل الخلافات 
عيدا باجتماع القلوب وائتلافهــا 
عيد بتصفية الحسابات ونسيان مسبباتهـــآ 
 
فلا نعلم متى سنرحل لذاك التراب , وعنـه كم بعدنآ أم قَرُب 
فإخوان متشاحنون , وصلة رحم مقطوعــة , وعوائل متفرقة متشتتـة 
فوالله ما كان عيدا أبدآ , فلنستغل اعيادنا لنرسم فرحة على الجميـــــع 
بيننا الإخوان , على اقاربنا وارحامنا , على اهلينا وعوآئلنــــــــــا 
 
فما كان عيد إن لم يكونوا فيـــــــه 
فالله الله بالمسآمحـــــــــة , وإياكم والمشاحنه والبغضاء بينكم 
فلا تكونوا ممن لا عيدَ لهـــــــــم 
ولنتخذ من أيدينا بادرة للخير وللســلآم دومـآ 
 
 
 × نهــــآيــة × 
 
فلنحمد الله على العافيـة 
على الأمان 
على الحريــة 
على المجتمع 
على الأهــل 
 
على كل شــيء 
 
فبالحمـــــــد تـــدوم النِعَـــــــــــم 
  
 
 
     
 
 
 
  
             
  
   
    http://forum.hwaml.com 
              |