05-29-2014, 11:55 AM
|
المشاركة رقم: 3
|
| المعلومات |
| الكاتب: |
|
| اللقب: |
VIP |
| الرتبة: |
|
| الصورة الرمزية |
|
|
| البيانات |
| التسجيل: |
Dec 2012 |
| العضوية: |
67998 |
| المشاركات: |
5,096 [+] |
| بمعدل : |
1.08 يوميا |
| اخر زياره : |
[+] |
| معدل التقييم: |
99 |
| نقاط التقييم: |
750 |
| الإتصالات |
| الحالة: |
|
| وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
منتدى فترة النفاس
رد: الاضطرابات المزاجية التي تصيب الام بعد الولادة "موضوع هام"
ثالثا:ذهان ما بعد الوضع يعرف "ذهان ما بعد الوضع" (والذي يسمى أيضاً "ذهان النفاس" Puerperal Psychosis) بأنه معاناة الأم من أعراض ذهانية (الانفصال عن الواقع) خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الأولى التي تلي الوضع، وهو أشد انواع اضطرابات ما بعد الوضع. وقد يكون له في بعض الأحيان بداية مفاجئة، بحيث تبدأ أعراضه بالظهور خلال اليومين أو الثلاثة أيام الأولى التي تلي الوضع.وذهان النفاس نادر الحدوث، وتتراوح نسبته الانتشارية بين حالة أو حالتين من بين كل ألف حالة وضع.وتتمثل الصورة السريرية لذهان النفاس بالأعراض الكلاسيكية لاضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder المعروف أيضاً باسم الهوس الاكتئابي Manic Depression، حيث تتراوح الأعراض بين الصورة السريرية للهوس Mania، وهي: الهياج والانفعال وسرعة الكلام والحركة والأرق والابتهاج (فرح مفرط) Elation، وضلالات وهلوسات (سيأتي شرح كل ذلك لاحقاً). وبعد أيام أو أسابيع قليلة (خصوصاً في حال عدم علاج المريضة) تتحول هذه الأعراض فجأة الى صورة عكسية تماماً. وتتمثل بالصورة السريرية للاكتئاب الذهاني وهي: حزن شديد جداً وارهاق وبكاء وانعزال وإهمال الذات والوليد وعدم الرغبة برؤية أحد وعدم التركيز وعدم المقدرة على النوم وفقدان الشهية للأكل وعدم الاستمتاع بالوليد والشعور بالذنب لعدم المقدرة على القيام بواجباتها تجاه وليدها، واحساسها بالعدم (كل شيء من حولها عادم ولا وجود له)، إضافة الى الضلالات والهلوسة (سيأتي شرحها لاحقاً).وهنا أود أن أشدد على أن الأعراض التي تميز ذهان النفاس عن "حزن ما بعد الوضع" و "اكتئاب ما بعد الوضع"، هي أعراض الانفصال عن الواقع، المتمثلة بالأعراض الكلاسيكية للذهان، وهي: التوهم (الضلالات) Delusions والهلوسات Hallucinations.وتعرف الضلالات بأنها معتقدات خاطئة يتمسك بها المريض، رغم كل الدلائل والبراهين المعارضة لها (أي لا يمكن تصحيحها بالحجج والبراهين)، ولا يشارك المريض معتقداته الخاطئة هذه أشخاصاً آخرين من نفس الخلفية الاجتماعية والثقافية.وأما الهلوسة، فتعرف بأنها تسجيل المنبهات الخارجية دون وجودها الفعلي (بمعنى آخر، هي إدراك حسي غير قائم على أساس أو نتيجة تأثير منبهات خارجية). والمنبهات الخارجية هي الحواس الخمسة. مثال على ذلك سماع المريض لصوت انسان يتكلم معه أو مع غيره، دون وجود فعلي لشخص يتكلم، أو رؤية المريض لحيوانات لا وجود لها. وبناء على ذلك تقسم الهلوسات الى الأنواع الخمسة التالية: سمعية، بصرية، شمية، ذوقية، ولمسية.وكما ذكرت سابقاً فإن أعراض ذهان النفاس تبدأ عادة خلال الأيام القليلة الأولى التي تلي الوضع (مع أنه يمكن أن تبدأ الأعراض خلال شهرين بعد الوضع)، وذلك بشعور الأم بالنشاط الجسدي والعقلي الزائد عن الطبيعي، وقد تقوم بالاتصال بالأصدقاء والمعارف في ساعات متأخرة من الليل متحدثة عن جمال وليدها، ومعبرة عن فرحتها به، ويكون مزاجها مرتفعاً بشكل غير طبيعي وتكون سريعة الكلام، ولا تترابط افكارها مع بعضها بعض، وتتكلم بصوت عال، وقليلاً ما تحتاج للنوم، ومن الصعب منعها من الاستمرار بسلوكياتها المتهورة.وقد تعاني من الارتباك والوسواس تجاه سلامة طفلها الصحية. كذلك تبدأ بالتعبير والتصريح عن أشياء غير عقلانية وغير منطقية، فنراها تعاني من ضلالات العظمة (أنها تملك قوة خارقة) ومن ضلالات الاضطهاد (إحساسها بأن الناس من حولها يحاولون ايذاءها أو ايذاء وليدها) وضلالات الجنس (إحساسها بأنها تمارس الجنس مع الجن) وضلالات الغيرة (الشعور بأن زوجها يخونها مع امرأة أخرى)، وضلالات دينية (تعتقد أن الملائكة ارسلوها للناس لإصلاحهم دينياً).ومن أخطر التوهمات، هي الضلالات ذات المضمون السيء المتعلقة بالوليد، مثل: اعتقادها أن وليدها مشوه أو ميت، أو أنه شيطان، أو أن آلهة أو رسولاً أرسل من السماء حاملاً لها رسالة معينة ذات مضمون سيء.وقد تتنكر للحمل والولادة بشكل عام، مدعية بأنها عذراء وغير متزوجة، أو على النقيض، حيث تعتقد أنها امرأة غير صالحة وفاسدة وسيئة الأخلاق، وأنها تستحق أن يخونها زوجها، أو أنها تستحق الموت.وأستطيع القول إن الأم المصابة بالذهان معرضة للإصابة بجميع أنواع الضلالات، وخصوصاً الضلالات الزورانية Paraniod (التي تشمل ضلالات الاضطهاد والعظمة) وأما بالنسبة للهلوسة، فإن المريضة عادة تعاني من هلوسات سمعية Auditory من النوع الآمر Command مثل سماعها لأصوات تأمرها بإيذاء طفلها أو إيذاء نفسها أو الناس من حولها.وفي حال معاناة الأم من توهمات أن الشيطان يتلبس طفلها، إضافة الى سماعها لأصوات تأمرها بقتل طفلها أو قتل نفسها، فإن العواقب تكون وخيمة لا محالة. وتسمى ظاهرة قتل الأم لطفلها علمياً Infanticid.
|
|
|