يعتبر الغذاء من الحاجات الأساسية التي فطر الله عليها الإنسان ولا بد من إشباعها حتى لا يؤثر ذلك سلبا على حياته. سواء كان من الناحية النفسية والجسمية والتي تؤثر على الأداء الحركي والذهني.
من الثابت أنك تهتمين كثيرا بتغذية طفلك وتمنحيه من روحك وقلبك كل العناية اللازمة لنموه الجسدي والنفسي، وأن جيلك يعلم ويعمل أكثر من الأجيال السابقة ؛ لذلك نود أن نلفت نظرك إلى حقائق علمية تستحق انتباه؛ وهي :
µ معدة طفلك صغيرة جدا ، لذلك يجب عليه تناول عدة وجبات في اليوم بما فيها المكملات الغذائية.
µ في حال تزايد نشاط الطفل فإنه بحاجة إلى المزيد من السعرات الحرارية المتوفرة في المكملات الغذائية.
µ طفلك لا يحصل أحيانا على المواد المغذية اللازمة بالرغم من أنه يتناول وجبات نظامية كافية ظاهريا.
µ بإعطاء طفلك طعامه المفضل تكرارا ، تحرمينه من تنوع المواد التي هو بحاجة ماسة اليها من أجل نموه وتغذيته السليمة.
µ يجب تصميم وتنفيذ حسن اختيار الطعام بالرغم من إصرار الطفل على البكاء إن لم يستسغ وجباته.
µ المكملات الغذائية تزوده بالسعرات الحرارية اللازمة لنشاطه الفكري والجسدي.
µ في الحالات المرضية ، يحتاج طفلك إلى المزيد من البروتين ، و الكربوهيدرات ،والفيتامينات ،والمعادن ،والسعرات الحرارية الموجودة في المكملات الغذائية.
µ يتعرض الطفل فقير التغذية ، في سنواته الأولى وعند ذهابه إلى الروضة للأوبئة أكثر من نظيره جيد التغذية ، فمقاومته للأمراض تضعف وعلاجه منها يأخذ وقتا طويلا وجهدا مكلفا.
µ أثبتت الأبحاث الطبية أن قوة الاستيعاب والمواظبة والحفظ والثقة بالنفس عند الطفل وقدرته على الانصهار بالمجتمع هي نتيجة لحسن تغذيته.
µ شاع أن الوراثة هي العامل المحدد لطول الإنسان وحجمه، ولكن الدراسات الحديثة لم تؤيد ذلك بل ثبت منها أن الغذاء الكافي خلال فترة نمو الجسم له تأثير كبير على طول قامة الطفل وحجمه.
µ إذا رفض طفلك تناول الحليب بسب اضطرابات معدية ناتجة عن حساسية لهضم سكر الحليب ( اللاكتوز ). بإمكانك إعطائه غذاء كاملا ومتوازنا خالي من اللاكتوز ، يزوده بجميع حاجاته للنمو و يغنيه تماما عن الحليب.
µ الطفل يفوت كثيرا من وجبات طعامه ولا يتبع نظاما معينا للأكل ، فهو في هذه الحالة بحاجة إلى غذاء داعم ومكمل.
µ البسكويت والشوكولاتة والمرطبات الغازية ليست ضارة بسبب احتوائها على السكر فحسب ، بل لأنها خالية من الغذاء والفيتامينات التي يحتاج إليها طفلك.
µ نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من فقر الدم الناتج عن سوء التغذية ، لا يظهرون عوارض هذا المرض إلا في سن لاحقة فيكون العلاج حينئذ متأخرا.
µ نوعية وكمية طعام طفلك يجب أن تكون متجانسة حتى يحصل على المواد المغذية الضرورية لنموه.
ما التغذية المناسبة للطفل حسب الفئة العمرية التي ينتمي إليها...؟
تغذية الطفل بين عمر 1 3–سنوات:
-
بعد السنة الأولى معدل نمو الأطفال يقل كما تقل متعة الأطفال بالطعام بسبب انشغالهم باللعب وهذه الظاهرة عادة تفسر من قبل الأهل على أنها مرض أو أنها دلالة على وجوب إعطاء الطفل حبوب فيتامينات ومعادن ولكن في الحقيقة هذه مرحلة تطور طبيعية للطفل.
أهم ما يحصل في هذه الفترة هو تطور الكتلة العضلية كما وأن نصف الوزن الذي يزداد الطفل هو كتلة عضلية.
-
عندما يبدأ الطفل بمحاولاته للوقوف باعتدال والمشي فأنه يحتاج إلى عضلات أكثر.
-
المعدل الكلي لنمو عظام الطفل يقل ولكن هناك ترسيب للمعادن في العظام أكثر من الزيادة في طول العظام ،لأن زيادة ترسيب المعادن في العظام، تقوي العظام لتساعد على تحمل زيادة الوزن الحاصل للطفل.
-
الطفل في هذه المرحلة يبدأ بالسيطرة على جسمه من خلال استعماله لعضلاته المتكونة.
-
خلال هذه الفترة يصبح الطفل قادرا على المشي ، اللعب ، الأكل بالملعقة ، كما ويجب تعويد الطفل على استعمال فرشة الأسنان ( حيث أن الأسنان تبدأ بالظهور عند عمر 6 أشهر ، وعند عمر سنتين تكون الأسنان اللبنية قد اكتملت وعددها 20 سن ، وفي حالة تأخر ظهور الأسنان اللبنية عن هذا العمر ، يجب مراجعة طبيب الأسنان.
الاحتياجات الغذائية :
إن توازن جميع المغذيات ( فيتامينات ، معادن ، بروتينات وغيرها ) مهم جداً في هذه المرحلة لينمو الطفل بشكل سليم جسديا ونفسيا .
ولكن كيف نحصل على هذا التوازن؟
الحصول على هذا التوازن سهل وبسيط جدا يتم من خلال التنويع المستمر للوجبات الغذائية ، ولا توجد ضرورة لاستخدام حبوب الفيتامينات والمعادن المدعمة إلا في حالات محددة ، وبعد استشارة الطبيب. كما أن عنصر الفلور من العناصر المهمة في هذه المرحلة ، ويمكن للطفل الحصول على حاجته منه بسهولة إذا حاول تنظيف أسنانه بمعجون الأسنان ... فعادة الأطفال في هذا العمر يبتلعون جزء من معجون الأسنان وبالتالي يحصلوا على حاجتهم من عنصر الفلور.
الاحتياجات الغذائية للأطفال في هذا العمر تتأثر بـ :
-
1. معدل النمو.
-
2. معدل النشاط.
-
3. كفاءة امتصاص واستعمال العناصر الغذائية من قبل الجسم.
يحتاج الطفل من حيث: الطاقة = 100 سعر حراري / 1 كجم من وزن الجسم ،البروتين = 1.8 جم / 1 كجم من وزن الجسم.
الماء والسوائل = 125 مل / 1 كجم من وزن الجسم.
الحديد = 10 ملجم / اليوم.
اختيارات الغذاء: إن تغذية الطفل الصغير ليست بالمهمة السهلة، أغلب الأطفال في نهاية عامهم الأول يصبحوا معتمدين على أنفسهم في الأكل ، إن ما يقدم للطفل من طعام يعتمد على الأهل بينما الكمية المتناولة تعتمد على الطفل نفسه، لذا يجب أن يتم تقديم أصناف متنوعة من الطعام المغذي وأن يسمح لهم باختيار الغذاء ؛ وتتفاوت الاحتياجات الغذائية حسب درجة نشاط الطفل وشهيته، حيث يحتاج الأطفال إلى أن يتم تقديم كميات صغيرة من الطعام لهم خلال اليوم لأن معدتهم صغيرة، ويمكن استعمال الهرم الغذائي كدليل لإتباعه، وإعطائه من المجموعات الغذائية فيه للتأكد من أنه يحظى بغذاء صحي ومتنوع.
الحليب : يحتاج الأطفال من 2-3 حصص من الحليب، أحياناً كثرة تناول الحليب ( أكثر من 3 أكواب ) تكون على حساب أطعمة أخرى، كما قد يحدث عند الطفل أنيميا لكثرة شرب الحليب لأن الحليب مصدر فقير بالحديد.
وقد يكون الطفل ممن يكره الحليب، في هذه الحالة نقدم له أنواعاً أخرى من الحليب كالحليب الجاف بإضافته للحبوب أو البطاطا المهروسة، أو عمل مهلبية أو إضافة منهكات للحليب حتى يتقبله الطفل، كما يمكن إعطاؤه بدائل الحليب، كاللبن والجبن أما إذا رفض الطفل تناول الحليب ومشتقاته الأخرى فيجب في هذه الحالة إعطاؤه جرعات إضافية من الكالسيوم .
الخضار والفواكه : قد تكون الخضار غير مرغوبة عند الصغار، لذا يمكن أن نقدمها بطرق مختلفة ونحضرها بطرق محببة لدى الطفل، لأنها مصدر مهم للفيتامينات والمعادن، كما يمكن أن نقدم لهم الفواكه إذا رفضوا الخضار.

هل يحتاج الأطفال إلى جرعات إضافية من المعادن والفيتامينات ؟
أغلب المختصين متفقون على أن معظم الأطفال لا يلزمهم جرعات إضافية، كما هو الحال مع البالغين، فإن الطفل الذي يتناول وجبة غذائية متنوعة يحصل على حاجته من الفيتامينات والمعادن من الغذاء، بل على العكس إذا تم استعمال الجرعات الإضافية دون حاجة لها ولفترات طويلة قد يؤدي إلى نتائج عكسية و إصابة الطفل بالتسم.
الأغذية السريعة Fast Foods : يقبل الأطفال على تناول الأغذية السريعة، ولا يوجد خطأ إذا تم تناولها بين فترة وأخرى، ولكن الأغذية السريعة فقيرة بالألياف والكالسيوم وفيتامين (أ ) و (ج )، ولجعلها وجبة صحية يجب إدخال الحليب والفواكه والخضار واستهلاكها في أوقات أخرى، لأنها غير موجودة في الوجبات السريعة؛ وفي هذه المرحلة يجب غرس العادات الغذائية الجيدة في نفس الطفل حتى تكون أساسا عليه في حياته الغذائية، فيجب مثلا عدم جعل الغذاء كمكافأة للطفل على عمل ما، كذلك عدم إجبار الطفل على تناول أغذية معينة ويرفضها.