هل من الصحيح أن مرض كرون ينتقل بالوراثة؟
الأمراض الوراثية هي تلك التي تنتقل إلى الإنسان من خلال الجينات الوراثية من الوالدين أو من الأجداد والجدات، وهي من الممكن أن تكون أمراضاً عضوية أو نفسية أو عصبية أو مرتبطة بالكروموزومات. في السطور التالية سوف نعرّفك على مرض كرون Crohn's disease، ونكتشف وإياك إذا كان هذا الداء وراثياً أو لا.
ما هو مرض كرون؟
يُعرف أيضاً باسم "متلازمة كرون" أو "التهاب الإمعاء الناحي"، وهو مرض التهابي مزمن يصيب الإمعاء ويؤثر على جميع أقسام الجهاز الهضمي، بدءاً من الفم وصولاً إلى الشرج.
يسبب هذا المرض أعراضاً شديدة تتضمن الأوجاع في البطن، الإسهال الدموي إذا كان الإلتهاب قوياً، فقدان الوزن بشكل سريع، سوء التغذية. يسبب داء كرون التهابات عميقة في أنسجة الإمعاء، وتصاحبه مضاعفات خطيرة أخرى مثل الإصابة بفقر الدم الحاد، الطفح الجلدي، إلتهابات المفاصل، الشعور الدائم بالإجهاد والتعب، والإلتهابات في العيون وانسداد الإمعاء. ومن ناحية أخرى، المصابون بداء كرون هم أكثر تعرّضاً إلى الإصابة بسرطان الإمعاء مقارنة مع غير المصابين.
ما هي الأسباب لمرض كرون؟
إن الأسباب العلمية الدقيقة التي تقف وراء الإصابة بمرض كرون ليست واضحة المعالم بعد، فقد كان الأطباء يربطون هذا المرض في السابق بنوعية النظام الغذائي والتعرض المفرط إلى الإجهاد، ولكنهم اليوم يعتبرون أن هذه العوامل ممكن أن تكون من المحفزات، ولكنها ليست الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض.
واليوم يعتبر الطب أن داء كرون مرتبط بوجود خلل في جهاز المناعة. فهو يحصل في بعض الحالات عندما يعمل جاز المناعة على محاربة فيروس أو نوع من البكتيريا دخل إلى الإمعاء، ولكنه بسبب خلل ما موجود فيه، يبدأ أيضاً بمهاجمة خلايا الجهاز الهضمي نفسها. ومع ذلك فهو لا يُعتبر مرض مناعة ذاتية لأن جهاز المناعة هنا لا يهاجم نفسه، ولكنه يهاجم الأنسجة الموجودة في الجهاز الهضمي.
هل مرض كرون وراثي؟
بحسب الدراسات والأبحاث العلمية، إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع مرض كرون أي أن أفراداً من عائلتهم كاانوا يعانون منه، هم أكثر عرضة إلى الإصابة بهذا المرض من غيرهم. ولكن أيضاً عدد كبير من المصابين بهذا المرض ليس لديهم أي تاريخ عائلي واضح معه.
يمكن تشخيص المرض في المرحلة العمرية بين 15 و35 عاماً، ولكنه أيضاً قد يظهر في أي عمر آخر. وهو مرض مزمن لا شفاء منه، ولكن يمكن اعتبار العناية الطبية والعلاجات الدوائية والاعتناء بالنظام الغذائي من التدابير التي تساعد في التخفيف من الأعراض والتعايش مع المرض.