كذلك هناك سبب آخر فى ضعف تقديرنا للذات بسبب التاثير المضاعف السلبى الذى تعامل بها والدينا او اصدقاءنا او اساتذتنا وخصوصا فى المراحل الاولى .او اقاربنا ..اوشريك حياتنا ...اى ان المشكلة الاساسية هى نابعة من الماضى .لذا فلا يمكن تغير الماضى ولكن بالامكان تغير الطريقة التى يؤثر بها علينا ..فنحن لا نستطيع ان نتحكم فى حب الناس لنا او العناية والاهتمام بنا كما نرغب لتعويضنا عن السنوات الماضية المؤلمة ...ولكن نستطيع التحكم فى ردود أفعالنا تجاه تصرفاتهم السلبية .
لذا... لايمكن لاى شخص ان يستفزنا او يغضبنا او يجرحنا اذا لم نسمح لمشاعرنا بان تجرح من خلال تصرفاتهم .
لوحظ ان اكثر افراد المجتمع يعانوا من عدم الاطمئنان الداخلى ..لذا اصبح الحب والحاجة الملحة للحنان والرعاية كانهما كلمتان مترادفتان ولكن هناك فرق شاسع بينهما ...
فالحب يجب ان يكون مرتبط بالاستقلالية الشخصية لكلا الطرفين ...ولكن الحاجة للرعاية والحنان الملح من الطرف الآخر مرتبط بالغيرة الشديدة والخوف من فقد الشريك والغيرة عليه من اى اطراف اخرى ..كشعوره بفقد والدته وحرمانه منها وهو فى مراحل الطفولة .لذا اكثر العلاقات التى تكون قائمة على مشاعر الغيرة والحاجة ..فاشلة..... لانه يجب اولا ان يساعد الشخص نفسه فى التغلب من الاحساس بالنقص والحاجة للاشباع العاطفى ذاتيا ومن ثم بالامكان الشروع فى الارتباط بشريك الحياة بكل ثقة واستقلالية وعدم فرض السيطرة عليه واشعاره بالاختناق ...
من الطبيعى ان يرغب الشخص فى ان يكون مع شخص عزيز ويشعر بانه يفتقده اذا كان بعيدا عنه ومن الغلط ان نشعر بالتوتر والقلق والهم بسبب عدم وجوده ..لاننا لا نقدر ان نتحكم فى الاشخاص الذين نحبهم بان يكونوا معنا كما نرغب فهذا التصرف شبيه بالطفل الذى يبكى دوما لفقده لوالدته ومحتاج الى الاشباع العاطفى منها ..فاذا حرمت الام طفلها من الحب والحنان....سيبحث عن اشخاص آخرين لسد هذا الفراغ ..وقد يقع فى صدمات عاطفية وفشل فى العلاقات ومن ثم يزيد الشعور بالحرمان اكثر ..فيؤدى به الى الانطواء وحب الوحدة والشعور باكتئاب وادوية مهدئة ..
اذا...انت الاهم بالنسبة لنفسك ..وذاتك لها الحق للحب الذى تنشده والذى تبحث عنه ..لانه الرفيق الذى لايخذلك مطلقا ..فكن مستقلا واجعل ذاتك هو سندك الشخصى ..بحبك له والاعتناء بشاعره ..
ملاحظة مهمة ..اى شخص إذا كان يشعر بانه ينتقد نفسه وتصرفاته بسبب انتقاد والديه له ويظن بذالك انه فعلا انسان غير سوى او ضعيف او انه سبب المشاكل او ان تصرفاته تجعله غير محبوب...بالتالى يتلذذ فى انتقاد المحيطين به ليطمئن بانه ليس الوحيد على وجه الارض غير محبوب..لذا يكون باستمرار انتقادى للمحيطين بدون وعى منه ..فيظن الانسان الذى توجه اليه الانتقادات انه فعلا على خطأ ...ولكن الخاطئ الحقيقى هو الانسان الانتقادى الذى يسقط اخطاءه على الآخرين ...فيجب على كل شخص ان يتمحص كل انتقاد ويتاكد بانه فقط اسقاط من نفسيات الآخرين ويرميها وراء ظهره دون الالتفات اليه ...وعدم التفكير به ..ويحمد ربه بانه معافى من الإحساس بالسلبية ..وحب الانتقاد ..لان الانسان الايجابى يرى المحيطين بمنظور ايجابى ..بعكس الانسان السلبى ..
اذا كنت تبحث دوما عن شخص ليمنحك الحب والحنان والامان والعطف والدفئ ...بدلا من محاولة منحها لذواتنا فسيكون بحثنا فاشلا ..لانهم لن يمنحونا كما نرغب ...كالمصفاية اذا لم تكن مقفلة الثقوب وقادرة على حفظ الماء ذاتيا ...فلن تستطيع حفظ الماء ابدا .وتظل تسكب الماء فيها باستمرار دون ان تمتلئ بما ترغب ....
فمهما اغدقك المحيطين بالحب والاعجاب والعاطفة والمدح ..ستكون بحاجة الى المزيد ..ولن يكون بديلا لما يحتاجه الذات منا نحن ...فحبنا لذواتنا وتعاملنا لانفسنا ...هو ما سيقدمه المحيطين بنا لنا. لذا فنحن المسؤولون عن النموذج الذى نريد ان يتعاملون بها نحونا ..لان الذى يغرق نفسه فى نقدها ولومها ..بالتالى سينقد المحيطين به بنفس الطريقة التى ينقد بها نفسه ..والعكس صحيح ..اذا كان متسامحا فى داخله ويشعر بالامان والسكينة ...فسيرسل للمحيطن طاقة التسامح واللين ...
إذا.....المردود هو ما يراه ويتعامل به مع المحيطين .
فالطاقة السلبية كالسرطان تنتقل من ذات الشخص الى المحيطين به ...فتنتهى العلاقات بالفشل ..
فالحديث عن الطمانينة مهم جدا جدا ....هل هى داخلية ام خارجية والفرق بين الاثنين ..
عند بناء بيت متين ..او عند زراعة حبة ..أوعند تربية طفل ...او عند تربية اى حيوان اليف