مقال جميل قرأته اليوم في جريدة الرياض أعجبني مايحتويه هذا المقال حين تكلمت إحدى المعلقات بقولها الطلاق بداية الحياة ليست نهايتها ..
أتركم مع المقال :
الطلاق نتيجة حتمية لتلك الزيجات.
عبد الله إبراهيم الكعيد
غريب أمر البعض في مجتمعنا يخلقون المآزق بأيديهم ولا يُفكرون في الحلول أو هم لا يعتبرون من تجارب غيرهم فتحدث المشاكل التي بدورها تُخلّف المآسي الإنسانية ، لنأخذ على سبيل المثال قيام بعض الأسر بتزويج ابنهم حين يُخفقون في منعه من تعاطي المخدرات أو المشروبات الروحية أو حين يُقلق راحتهم بانحرافه أو إصابته بمرض نفسي اعتقاداً فاسداً منهم بأن ابنهم سيقلع عن الادمان بعد زواجه وشعوره بالمسؤولية أو أن زوجته ستساعده على الشفاء من مرضه النفسي أو تمنعه من الانحراف .
المُشكلة تكمن في خِداع وغش البنت وأهلها لأنهم لو عرفوا بحال المتقدّم للزواج مستحيل أن يزوجوه لكنهم بُحسن نية ورغبة في عفاف وستر ابنتهم يوافقون عليه وهم لا يعرفون ماذا تُخبئ لهم الأقدار من مفاجآت غير سارة إلا بعد عودة ابنتهم للبيت مدموغة بصفةِ (مطلّقة) أو حين يكتشفون متأخرين أنها عاشت أصناف العذاب وصبرت مُرغمة خوفاً من (عار) الطلاق.
طرح كاتب هذه السطور على مجموعة من الآباء والأُمهات السؤال التالي : " لو تقدّم لابنتكم شاب يطلب يدها وبعد سؤالكم عنه وافقتم وتم تزويجه ثم اكتشفتم لاحقاً أنه مدمن مخدرات أو كحول أو يعاني من مرض نفسي مُزمن كيف سيكون موقفكم" ؟؟
قيلت لي آراء عديدة كلها بالطبع تُشنّع بالغش والغشاشين لكن إجابة السيدة (فوزية.خ) كانت الأبلغ حيث قالت : " خياران أحلاهما مُرّ كالعلقم ، إمّا بالانفصال لأن المُدمن (حسب اعتقادها) لا يُشفى بسهولة فعند أيّ لحظة ضعف سينتكس ، ونحن هُنا في هذه البلاد لدينا خوف شديد من الطلاق وكأنهُ نهاية حياة المرأة ، وأرى العكس فالطلاق بداية جديدة لحياة أُخرى " ثم تُضيف وهي واثقةَ من قولها " المُشكلة في تربيتنا للمرأة حين نغرس في وجدانها أن الرجل هو محور حياتها فإذا فشل الزواج ستنتهي بها الحياة، وهذا أكبر خطأ في حق المرأة على نفسها ومن أهلها ولهذا تصمت الكثير من النساء على فساد الرجل وإدمانه أو مرضه خوفاً من العار المُسمى (الطلاق) بينما في الغرب الزوج يُسمى شريكا ( Partner) يُقاسم زوجته الحياة فإذا حدث ما يوجب انفصال الشراكة تنفض بكل يسر وتبدأ المرأة حياة جديدة"
قيل في الأمثال " ما يُدفئ المنزل ليس حرارتهُ، بل الوفاق بين الزوجين " فكيف يمكن تحقيق وفاق من أيّ نوع حين تقوم مُؤسسة الزواج على الغش والتدليس ؟؟