بسم الله الرحمن الرحيم
~السلام عليكم ورحمة الله وبركاته~
{مواقف من غرفة العمليات للدكتورعبدالله الربيعة}
الموقف الاول..
.سقطت ابنتي هيفاء ذات الاعوام الثلاثة من العمرحين كانت تتابع مع أفرادأسرتي عملية فصل التؤأم السيامي المصري الاول وأصيبت بكسرفي رجلهااليسرى فنقلتهازوجتي وأختهاعلى عجل الى المستشفى الذي كانت تجرى فيه العملية من أجل اسعافها لم يجرؤأحدعلى أخباري خوفامن تسرب القلق الى نفسي فينعكس على مجريات العملية وفي غرفة الطوارئ طلبت ابنتي هيفاء كماعلمت لاحقاحضوري لاكون بجانبها ولمارأت تلكؤالفريق الذي كان يتولى معالجتها صرخت (اخرجوه من غرفة العمليات لاسعافي),,انهابراءة طفلة يافعة ولقدنجحت عملية الفصل كماشفيت هيفاء ولله الحمدوالمنة,,
الموقف الثاني..
كان مصورأحدى القنوات الفضائية يتابع بكاميرته مراحل احدى العمليات وفجأة بدأ يتمايل ونحن في مرحلة حاسمة من الجراحة وأوشك على السقوط مغشياعليه فلاحظ أحدالزملاء ذلك فهرع اليه واسنده قبل أن يقع ويرتطم بأرضية الغرفة فأنقذته عناية الله من اصابة كان يمكن ان تكون له مضاعفات خطرة ونقل فورا الى غرفة الافاقة فزرته واطمأننت على حالته ,
ووجهت بنقله الى غرفة الطوارئ حيث مكث ساعات حتى استقرت حالته ثم غادرها بسلام والحمدلله ورغم أن هذاالموقف أحدث نوعامن الارباك وتشتت الانتباء للفريق الطبي الاان أن المرحلة النهائية من العملية تكللت بنجاح تام بفضل الله وتوفيقة,
الموقف الثالث,,
سبقت احدى عمليات فصل التوائم السيامية مباراة كرة القدم ويبدوأنهامهمه لان المذيع الذي جاء لمتابعة العملية حية على الهواء كان مشاركافي تغطية المباراة ولذلك كانت مجرياتهاوأحداثهامسيطرة على ذهنه ولم تفارقة حتى داخل غرقة العمليات وكان مرتبكا ومشدوداالى جوالمباراة فاقترب مني وأنامستغرقافي فصل الامعاء بعدنجاح سابقيهامرحلة فصل الكبد فطرح عليه سؤالاعلى الهواء مباشرة <بعدانتهاء الشوط الاول ,كيف يكون الوضع في الشوط الثاني>؟ضحكت .ولكن أسعفني (كمام الجراحة)الذي حجب هذه الضحكة عن المذيع والسائل والمشاهدين ومع ذلك أجبتة بأننافي مرحلة فصل الامعاء وقصدت بذلك فصل الامعاء بطريقة غيرمحرجة!!!ولم أشأالاجابة على طريقه السؤال المطروح بأنناسندخل بعض اللاعبين والمهاجمين من (دكة الاحتياطي)!!وبعدنهاية اللقاء ومغادرة المذيع أحاط بي الزملاء يروحون عن أنفسهم بشي من الدعابة ويسألونني عن أخبار خطة المباراة التي لعبتهافي فصل التوائم هل كانت دفاعية أم هجومية؟ومن سجل الهدف ؟وغيرذلك من المداعبات اللطيفة التي تحدث عادة بين الجراحين لتخفيف التوترات التي قد تصاحب بعض أعضاء الفريق الطبي في العمليات الجراحية الحرجة,,
الموقف الرابع..
استغرقت العملية التوأم البولندي 18 ساعة ونصف الساعة وشعرجميع أفرادالفريق الطبي باعياء شديد نتيجة الارهاق والضغط النفسي وبعد اكتمال كل مراحل العملية طغى الفرح على الوجوه وبدأتبادل التهاني بهذاالنجاح وعلمت أم التوأم فلم تتمالك نفسها واقتحمت الغرفة ليفاجأبهاأعضاء الفريق الطبي أمامهم نظرت الى ابنتيها وبعد ان تأكدت من فصلهما بسلام اتجهت ناحيتي وعانقتني رغم تراجعي السريع الى الخلف لتفادي محاولتهافي التعبيرعن شكرهابهذه الطريقة التى تعتبرعرفاغريبافي المعاملات والعلاقات الاجتماعية,بعكس مالدينا في المملكه والعالم الاسلامي,وبالطبع فقدحدث هذاالمشهد امام أعين ملايين المشاهدين في شتى بقاع العالم لان النقل المباشرلحظتها كان مايزال مستمرا...وبعد
قليل تلقيت اتصالاعاجلامن شخصية اكن لها قدراكبيرا من المعزة والاحترام ,كان المتصل صاحب السموالملكي الاميرمتعب بن عبدالله الذي داعبني بمزحه خفيفه أنستني ارهاق العملية حين قال{لقدجهزت لك غرفة وسريرالتنام فيهاالليلة لان زوجتك أم خالد شاهدت الحدث مثل بقية المشاهدين في العالم ,والافضل لك الا تذهب الى منزلك} بالفعل كانت مداعبة لطيفة من رجل فاضل جعلتني أضحك من قلبي قبل مغادرة العملية ,,,لم يكن الدافع الاساسي من الاتصال سموه فقط لاجل هذه المداعبة,وانمالتهنئة أسرة التوأم والفريق الطبي على هذاالانجاز الباهر فقداعتدنامن سموه على مثل هذه المبادرات الطبية,,
الشاهد في الحدث أن الام دفعتها شدة الفرح الي الخروج عن كل المعايير,وأنستهاأنهافي بيئة اسلاميه لهاتقاليدها وأعادتهاالى بيئتهاالاجتماعية ,ولذاكانت ردة فعلهابمثابة اعراب عفوي عن شكرهاللفريق الطبي وتقديرهاممثلافي رئيسه.هكذايفعلون في الغرب للتعبيرعن شكرهم لمن يزجي اليهم خدمة جليلة,,,
وغيرهامن المواقف في غرفة العمليات ,,
ان شاء الله تعجبكم,ودمتم:) ,,