لقاء مع طبيبة نساء وولادة اجرته موضي الحميدي في مجلة المتميزة العدد السابع والعشرون
يزداد يوماً بعد يوم أنين السيدات وشكواهن المريرة من كثرة إصابتهن بأمراض نسائية غير مفهومة لديهن .. وفي نفس الوقت هن غير قادرات على التعبير عنها..
المتميزة فتحت بعض النوافذ حول هذا الموضوع فكان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة هدى السيد أخصائية نساء وولادة في مركز الدكتور مساعد الزلال الطبي..
. د/ هدى.. الكثير من السيدات والفتيات بشكل خاص يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية ويطلبن إيضاحات حول ذلك؟
اضطرابات الدورة الشهرية أسبابها عند الفتيات تختلف عن أسبابها عند السيدات.. فبالنسبة للفتيات فأهم أسبابها خلل في التبويض يؤدي إلى هذه الاضطرابات ومع مرور الوقت تنتظم الدورة بدون أخذ أي علاج.. أما إذا كانت هذه الاضطرابات تسبب قلق نفسي للفتاة فحينها نلجأ لإعطاء علاج لتنظيم الدورة لفترة من الوقت.
ومن الأسباب أيضاً وجود أورام حميدة أو خبيثة بالمبيض، وإن كان هذا نادر الحدوث، ولزيادة التأكيد يجب على الفتاة الكشف أولاً بالأشعة التلفزيونية للاطمئنان فقط ومعرفة الأسباب لعلاجها، أما اضطرابات الدورة الشهرية لدى السيدات فتختلف أيضاً أسبابها حسب عمر السيدة.
فالسيدات اللائي في الثلاثين من العمر أهم الأسباب لديهن اضطرابات هرمونية غير وظيفية وهذا ناتج عن خلل في التبويض.
ولتكيسات المبايض واستخدام موانع الحمل بأنواعها دور أيضاً في تلك الاضطرابات.
أما في سن الأربعين والخمسين.. بالإضافة إلى تلك الأسباب السابقة هناك الأورام بعنق الرحم، وفي الرحم نفسه، وفي المبايض.
لذلك أي اضطرابات بالدورة الشهرية توجب زيارة الطبيبة حتى يتم معرفة سبب ذلك عن طريق الفحص المهبلي والأشعة التلفزيونية والتحاليل اللازمة.
. هل من الممكن أن تحدثينا.. عن أكثر المسببات لعدم الخصوبة عند النساء؟
إن من أكثر المسببات لعدم الخصوبة عند النساء هي كالتالي:
- تكيسات المبايض الناتجة عن بويضة لم تنفجر في موعدها المحدد من الشهر مما يؤدي إلى تكون تلك التكيسات.. فينتج عن ذلك اضطرابات في الدورة الشهرية وبالتالي تأخر في الحمل.
- السبب الثاني هو وجود انسداد بالأنابيب أو حدوث التصاقات بها.
- الإخفاق في تحقيق الإباضة.
- عدم التوازن في عمل غدد الجسم.
- وجود الالتهابات الشديدة بعنق الرحم.
- العوامل النفسية.
. أما عن أسباب وأعراض تكيسات المبايض؟ ومتى نلجأ إلى التدخل الجراحي؟ أجابت د/ هدى قائلة:
تكيسات المبايض من الأمراض الشائعة لدى الفتيات والنساء في سن الإنجاب..
ومن أسبابها وجود خلل واضطرابات في الحزمة العصبية التي تربط بين المخ والغدة النخامية.. فينتج عن ذلك اضطرابات في الدورة الشهرية أو عدم حدوثها بالكلية وبالتالي تأخر في الحمل، ومن الأعراض أيضاً زيادة في الوزن وازدياد في كمية الشعر لدى المرأة (الذقن، أسفل البطن، الفخذين) ويكون الشعر خشن الملمس و ظهور حب الشباب بالوجه والجسم نتيجة زيادة هرمون الذكورة.. وحينها لا نحتاج سوى بعض الأدوية ومتابعة بالأشعة التلفزيونية لمدة 3 أشهر للتأكد من اختفائها وأنها تلاشت تدريجياً بصورة تلقائية.
أما متى نلجأ إلى التدخل الجراحي: فذلك عند عدم الاستجابة للأدوية أو الحقن المسؤولة عن تنشيط المبايض.. وعند ملاحظة أن هذه التكيسات مستمرة وتكبر وتزيد في حجمها..
والتدخل الجراحي عبارة عن استخدام المنظار(منظار بطني) لعمل كي للمبيض بواسطة الليزر مما يؤدي إلى تقليل هرمون الذكورة، وبالتالي تنشيط للمبايض بنسبة عالية. فيحدث التبويض والحمل بإذن الله..
. ماذا عن التهاب المهبل عند النساء؟
هناك بعض الجراثيم التي تدخل إلى المهبل فتُحدث فيه أمراضاً مختلفة كالدمامل والتهابات الجلد أو ما يعرف بالالتهابات اللعابية..
والتهاب المهبل تختلف أعراضه من امرأة إلى أخرى على حسب الميكروب المسبب للمرض.. لكن من أهم أسبابه نقص المناعة عند المرأة وبالتالي حدوث أمراض مزمنة لديها وخصوصاً مرض السكر.
وهنا أيضاً يمكن أن ترد الأسباب إلى المداومة على أخذ المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل لمدة طويلة.
والعدوى. و استخدام موانع الحمل وعدم الحرص على النظافة الشخصية.. تعد أيضاً من أهم أسباب التهاب المهبل عند النساء..
. كثرة الشكوى في العيادات النسائية من الإفرازات المهبلية؟ ما هي وما مدى خطورتها؟
الإفرازات المهبلية هي سوائل لزجة تخرج من المهبل بصورة طبيعية شفافة بيضاء ليس لها رائحة، وهذا ناتج من هرمون الأنوثة عند النساء، وتزداد هذه الإفرازات في فترة الإباضة.
ولكن.. في بعض الأحيان تكون هذه الإفرازات المهبلية غير طبيعية عندما تتحول إلى إفرازات صفراء أو بيضاء متقطعة أو خضراء ولها رائحة كريهة، وكثيرة في الكمية ومصحوبة بحرقة بالمهبل وحكة شديدة. وهذا ناتج عن التهاب في المهبل أو التهاب عنق الرحم.
أما عن مدى خطورتها.. من المؤكد إذا لم يتم معالجة تلك الإفرازات سريعاً سوف تنتقل إلى داخل الرحم والأنابيب والحوض مسببة التصاقات بتلك الأماكن وبالتالي عدم الإنجاب فيما بعد.
فيجب عند ظهور أعراض تلك الالتهابات اللجوء إلى الفحص والكشف الطبي والنسائي، لأخذ العلاج سريعاً لتفادي حدوث تلك المضاعفات.
. قرحة عنق الرحم.. هل لها تأثير على الحمل والجنين؟
للإجابة على هذا السؤال لابد أن نعرف أن سبب قرحة عنق الرحم هو وجود التهابات مهبلية بكثرة نتيجة عدم النظافة الشخصية أو العدوى من أماكن غير نظيفة وإهمال استخدام المطهرات للمحافظة على البيئة الطبيعية للمهبل واستخدام بعض موانع الحمل وخصوصاً اللولب..
أما عن أعراضها فالكثير من السيدات يشعرن بألم في أسفل البطن والظهر وكعب القدم وخروج إفرازات صفراء لها رائحة كريهة، وأحياناً حصول بعض النزيف بعد الجماع... لذلك فإنه من المهم جداً عند تشخيص عنق الرحم بأخذ مسحة للخلايا، مسحة عنق الرحم للتأكد من سلامة هذه الخلايا.
إذا كانت نتيجة مسحة عنق الرحم للخلايا غير سليمة فلابد من علاجها حسب نوع الخلايا الموجودة.. أما بالنسبة للجنين فإهمال هذه الأعراض وعدم أخذ العلاج المناسب من المؤكد انتشار تلك الالتهابات لضيق الرحم والوصول إلى الغشاء المحيط بالجنين أثناء فترة الحمل، مما يؤدي إلى انفجار الكيس قاذفاً ما يحتويه من سائل (السائل الأمنيوني) قبل موعد الولادة مما يؤدي لحدوث ولادة مبكرة.