محمد عواد  
 
يشكو لي صديقاً أمره مع تغيير كل أصدقائه تقريباً منذ فترة الحياة الجامعية رغم أنه كان يعد بعضهم كالأخ ، ويشكو لي أخر كيف يخسر أصدقاءه كلما خرج من عمل إلى أخر ولم يعلموا أن هذه الشكوى هي شكواي أنا وشكوى كل إنسان يتقدم بالعمر.
 
 
فالصداقة الوحيدة التي تبدو قابلة للاستمرار هي تلك الصداقة التي تبدأ قبل مرحلة الجامعة وتستمر على أساس مختلف غير الجامعة أو العمل ، فما يربطك بصديق الجامعة هو الجامعة وعندما تنتهي تبدأ هذه العلاقة بالتراجع وما يربطك بزميل العمل هو العمل وعند انتقالك أو انتقاله يضعف هذا الرابط حتى يتلاشى وتبقى الصداقة التي قامت على أساس رابط الصداقة ذاته وعلى أساس الاستمتاع معاً والانسجام وليس أي أمر أخر.
 
فمع تقدمك بالعمر أو تغيير مكانك فإنه يتغير ظرفك بالتأكيد ، وكل ظرف يحتاج منك أصدقاء جدد كما أن في تغيير الظرف تتغير القناعات وتتغير المبادىء كما تتغير كذلك أهدافك في الحياة فلا يعود يجمعك بأصدقاء العمل السابقين الكثير فيكون خسارتهم نتاج طبيعي لحركة الحياة.
 
بالنسبة لي وبعد التجربة ، أعتقد أنني خسرت الكثير من الأصدقاء الذين يستعد الإنسان أن يضحي من أجلهم لكن هي الحياة هكذا ولا تستطيع أن تحمل معك مئة صديق وصديق كل يوم ... لكن الأصدقاء الذين حافظت عليهم حتى الآن هم تلك الزمرة التي لم تجمعني بهم مصلحة ولا جامعة ولا مدرسة .. وما زالوا أصدقائي لأن صداقتنا قائمة على تفاهمنا وانسجامنا واستيعابنا بعضنا البعض ودعمنا المعنوي للأخر...بالتالي كن متيقناً أن أي صداقة لا تقوم على هذا الأساس فإن مصيرها الزوال وهذا أمر طبيعي لا يحتاج لحزن ولا لندم!