لبن الأم: المعجزة

[أم ريومه]

سبحان الله! لا يوجد غذاء في العالم أرفع مقامًا من لبن الأم. ومهما نظرت إلى الأمر، فلبن الأم لا يقارن بشئ ولا يمكن الاستغناء عنه وبلا شك لا يحتاج إلي أية إضافات أو مكملات غذائية. في هذه المقالة سأوضح لك ما هو لبن الأم، وفوائده للأم و الرضيع وكذلك سأشرح لماذا اختلطت علينا الحقائق بالنسبة للبن الصناعي.

تكوين لبن الأم :

يعتبر لبن الأم كائن حي؛ فهو يحتوي على خلايا وهرمونات ومواد غذائية ومعادن وفيتامينات ودهون صحية ونشويات وبروتينات، كلها تعمل في تناسق لتساعد جسم الرضيع على الاستفادة منها. وبالمناسبة، لبن الأم يختلف من كل فصيلة للأخرى،أي أن لبن كل نوع من الثدييات تختلف مكوناته خصيصًا ليناسب رضيعها. فخلافًا للثدييات الأخرى التى تحتاج أن تصمد في البرية وأن تمشي بعد ساعات قليلة من ولادتها؛ يحتاج مولود الإنسان المكونات التي تساعد على نموه العقلي أولاً. ولذلك فنجد مكونات لبن الأم به كثير من النشويات التي تساعد المولود على النمو و التطور العقلي.
من المذهل أيضا أن لبن الآم يستمر في التطور ليناسب إحتياجات الرضيع في كل مرحلة، لذلك نسب مكوناته تختلف يوما عن يوم. وأخيرًا، يحتوي لبن الأم علي أجسام مضادة تساعده على الوقاية من البكتيريا والفيروسات.

من أجل صحة الأم والرضيع:

الفائدة العظيمة للبن الأم بالنسبة للأم و الرضيع هي سبب أخر لتوضيح عدم مماثلة أي لبن صناعي للبن الأم. بالنسبة للمولود الذي يرضع لبن الأم حصرياً للستة أشهر الأولى (حسب نصيحة مؤسسات الصحة العالمية)، نجد أنه يقل لديه نسب حدوث الأمراض بصفة عامة ومنها أزمات التنفس، والتهابات الأذن، ومتلازمة الموت المفاجئ للمولود (sids(، وسرطان الأطفال، والتخمة والتهابات القولون، وأمراض السكر، والحساسية، وأمراض القلب.
أما بالنسبة للأم، فالرضاعة الطبيعية تساعد على انكماش الرحم بصورة طبيعية بعد الولادة بتقليل الدم الذي يتم فقدانه. تساعد الرضاعة الطبيعية أيضا على إنقاص الوزن الزائد أثناء الحمل بسهولة، وتقلل نسبة حدوث أمراض الرحم والمبيض، وسرطان الثدي، و هشاشة العظام وأمراض القلب.
تساعد أيضا الرضاعة الطبيعية على تقوية العلاقة بين الأم والرضيع بما أنها أول نشاط تقومين به مع رضيعك. وللرضاعة أيضا ميزة التوفر، فأنت دائما موجودة مع رضيعك، والراحة فدرجة حرارة اللبن الطبيعي لا تحتاج إلي تسخين أو تبريد. أو أخيرا، الرضاعة الطبيعية أوفر إقتصاديا، حيث لا تحتاجين لشراء زجاجات الإرضاع و أدوات التعقيم و اللبن الصناعي.

الرضاعة مهاره:

الرضاعة الطبيعية مهارة تحتاج إلي تدريب، لذلك إذا وجدت صعوبة أثناء الرضاعة فلا داعي للخجل. اسألي طبيبة النساء، طبيب الأطفال أو أخصائيي الرضاعة بلا إحراج. وإليك بعض النصائح التي قد تساعك أثناء الرضاعة:

حاولي إرضاع مولودك في أقرب فرصة بعد الولادة، وإذا أتيحت لك فرصة، ففي الساعات الأولى تكون قدرته على المص أو الشفط في أقوى حالاتها.
تأكدى أن رضيعك معلق جيدا حول ثديك كي يستطيع أن يأخذ ما يكفيه من اللبن وكي لا تشعرين أنت بألم.
هناك أربعة أوضاع* متعارف عليها للرضاعة. جربيها كلها لتعلمي ما يناسبك.
حاولي أن تتعلمي إشارات طفلك؛ متى يريد الأكل أو النوم أوالتكريع أو يريد إخراج الغاز. و أنصحك بتعلم لغة إشارة الأطفال.
ارتاحي وتأكدى من حصولك على ما تحتجينه من النوم و الأكل حتى تستطيعين المواظبة على الرضاعة.
تعرفي على أشهر مشاكل الإرضاع و كيف يمكنك حلها. يمكنك مناقشتها مع مجتمع سوبرماما. من ضمن أشهر المشاكل إلتهاب الحلمة، وانسدادها وكذلك التكتلات المؤلمة. بالمناسبة، لا تعني أي من تلك المشاكل أن عليك الكف عن الإرضاع، كل مشكلة ولها حل.
لا تنتظرى حتى يبدأ رضيعك في البكاء لتطعميه. إبدأي عند رؤية علامات الجوع أو باستخدام التوقيت. لأن رضيعك عندما يجوع سيكون أكثر لهفة على الرضاعة مما قد يسبب لك الألم.
وأخيرا، لا تغسلي ثديك بالصابون قبل الرضاعة مباشرة لأن ذلك يضر رضيعك و يتسبب في تشقق الحلمات.

قصة اللبن الصناعي:

أحب أن أحكي لكم قصة بداية استخدام اللبن الصناعي الذي لا يجب أن يستخدم إلا في أقصى وأشد الظروف حيث لا يوجد حل أخر. قام هنري نسله في الستينات من القرن الماضي بتكوين هذه التركيبة ليستطيع إنقاذ حياة رضيع كانت أمه في غاية المرض ولا تستطيع إرضاعه. و نجحت تلك التركيبة بأعجوبة مع ذلك المولود ولكن لم يكن النجاح دائمًا، فنحن نعلم أن لا شئ يضاهي اللبن الطبيعي. ولكن انتشرت فكرة إبدال اللبن الطبيعي بالصناعي كطريقة تسويق مبيعات قد يقع فيها الأمهات اللاتي لا يعلمن أهمية اللبن الطبيعي.