سأروي لكم قصة وبشكل مختصر جدا كلمات ومشاعر وحياة انسانة غالية جدا كانت بيننا البارحة واليوم تحت التراب مع بداية اول شعاع بدأ يزيح ظلمة ليل طويل وهمسة عذبة ندية تعانق السماء وتنادي البشر حي على الصلاة انه أذان الفجر الطاهر يدعو الى الصلاة والى الطاعة ومحبة الله الواحد القهار سبحان الله وبحمده وقد استيقظ ابومحمد كعادته وايقظ زوجته ولبس عبائته البيضاء وهم بالخروج من البيت متجها الى المسجد كعادته يوميا ويمشي متثاقلا بمشيته لقد كبر ابومحمد وناهز السبعين من عمره ويدعو اثناء مشيته الخفيفة لكل احباؤه بالمغفرة ويسبح بحمد الله العظيم لااله الاالله محمد رسول الله وصل باب المسجد وهو يضع حذائه وقع نظره على شئ جمد الدماء في عروقه شيئا لم يكن ليتخيله ابدا انها طفلة رضيعة عمرها لايتجاوز ايام ملفوفة بملائة بيضاء وموضوعة بين الاحذية ياألهي تنهد وبكى بحرقة ومد يديه ورفعها عن الأرض واحتضنها مسكينة ترتجف من البرد والاعياء واضح عليها ولايصدر منها صوت وكانها تودع الحياة لم يتمالك ابومحمد نفسه وبكى ودعى الموجودين لرؤيتها وسألهم عن من وضعها ولاكنهم جميعا ووعيونهم تفيض بالدهشة والذهول والارتباك والعطف لم يعلموا من وضعها ولماذا ومن هو او هيا ذو القلب المتحجر الذي يرمي بطفلة وليدة ويتركها للموت انتبه ابو محمد الى ورقة صغيرة ملطخة بالدماء ومكتوب فيها كلمات بخط متعثر ان اماني ابنتي ورجائي من الله ان يحميها ويضعها بأيد أمينة وتستحلف من يجدها ان يعتني بها ويرعاها بتوسل الحيرة والذهول احاط بالحاضرين ابومحمد أخذ الطفلة فورا وعاد الى منزله محاولا الوصول بأقصى سرعة له وجد زوجته انهت صلاتها وروى لها ماحصل معه وحملتها ويديها ترتجفان وبكت لاكن صورة الطفلة التي تحتضر بين يديها انساها نفسها وضعتها على السرير ومن فورها اتجهت الى باب جارتهم ودقت عليها الباب وبسرعة شديدة روت لها القصة ومن فورها الجارة هرعت معها الى البيت ورفعت الطفلة ونظرت اليها وقامت بتحضير زجاجة حليب وبدأت بأرضاع الصغيرة وهي تمسك دموعها لان الصغيرة تشرب الحليب وكانها لم تذوق شيئا من ايام واخذتها الي بيتها ونظفتها وبعد حمام صغير بدأت الحياة في الصغيرة الهادئة التي لم نسمع لها يوما صراخا ولا بكاء دائما هادئة وجميلة جدا جدا وفوق ما يتخيل القارئ عندما تنظر اليها ينفطر قلبك حزنا ألما غضبا لاتدري ما يجول بخاطرك كيف يمكن ان تبلغ القسوة الانسان حتى يرمي طفلة ماذا حصل ومالذي حصل لم تعرف ابدا الى اليوم الحقيقة ومن هما والدي أماني لاكن مع الايام ذكر شهود بأنهم وجدو جثة أمراة متوفاة قريبة من المكان بحالة مريعة جدا وبجانب الشارع سيارة محترقة ومنظر السيارة يؤكد ان من فيها حتما احترقوا فيها هنا التفاصيل لن تهم القارئ كثيرا اذ يبدو ان والدة أماني ايقنت انها هالكة ومن الممكن انها كانت بالسيارة وانقذت ابنتها وزحفت على طول الشارع حتى استطاعت وضعها بالمسجد وحاولت العودة لمساعدة من كان بالسيارة لاكن دون فائدة لانها توفيت من جروحها قبل ان تصل ثانية الى السيارة هذا التفسير المؤكد الى يومي هذا أماني الصغيرة عاشت بين أم محمد و جارتها أسماء التي تعلقت كثيرا بالصغيرة ومع الايام أصبحت لاتفارقها ولا دقيقة مضت أكثر من سنة وتوفيت أم محمد وزوجها حزن جدا لوفاتها وبقيت أماني مع أسماء التي ربتها وأحسنت تربيها ولم تتوانى لحظة واحدة عن فدائها بنفسها لو اقتضى الأمر عاشت أماني ايام طفولتها بمنزل أسماء تعلمت منها الكثير وكل من يراها يتألم لقصتها وهيا لاتدري شيئا سوى ان امها أسماء ومرت الايام والطفلة الصغيرة كبرت واصبحت تذهب للمدرسة وكانت من المتفوقات وذكائها واضح وحضورها جميل لاكنها دائما هادئة وقليلة الكلام من يراها يخفق قلبه لها ويحزن لحالها الجميع احبوها أماني الجميلة ذات العييينن الزرقاوتين والوجه الصغير وشعرها الاشقر الذي ينسدل فوق جبينها الصغير وجسدها الهزيل ويداها الصغيرتين وبساطة نفسها وتواضعها ومحبتها واحساسها العالي لم ارى ولم اعرف الى يومي انسانة بمثل رهافة حسها ونبل مشاعرها وطيبة نفسها مرت الايام مسرعة والتحقت أماني بالجامعة وبمساعدة الجميع ل أسماء وبأنفاق المحسنين عليها السنة الاولى كعادتها متفوقة ومجتهدة ولاكنها لم تغيير طباعها وأن الانسان من الصعب عليه أن يبدل نفسه ويبقى على فطرته هادئة جدا لاتحاول ابدا انها تتدخل فيما لايعنيها ولا تتذمر من شئ ومطيعة لمن ربتها واحسنت تربيتها بالفعل ربتها على الصدق والامانة واحترام الآخرين وعدم الآساءة لاي كان وكانت تلك الحادثة المشؤومة كانت أماني عائدة الى مسكنها لاكن ماذا أقول كانت مجموعة من زملائها مع كل أسف اربعة شبان تربصوا بها ولحقوا بها وأضمروا لهاالشر حقدا وضغينة لماذا لانها لاتتكلم معهم ولاتحاول ابدا ان تتواصل مع اي كان سوى صديقتها مع كل أسف لحقوا بها وحاصروها بشارع خالي من المارة لاكنها ادركت بفطرتها انه يردون شيئا منكرا وركضت بأقصى سرعة واختبأت بمدخل أقرب بناء ولم يساعدها صوتها على الصراخ وطلب المساعدة وحشرت نفسها بمدخل البناء في قفص حديدي موجود بالداخل ولم يستطيعوا ان يمسكوا بها ولكنهم من فرط حقدهم الاسود خلعوا احزمتهم وانهالو على جسد الفتاة الضعيفة ضربا مبرحا وكانت سياطهم تصل اليها من القضبان لارأفة ولا رحمة وحاولوا المستحيل حتى يخرجوها ورغم كل توسلاتها وبكائها لم يمنع السفلة من ضربها ولكنهم وبحماية من الله لم يصلوا لشئ ولم يستطيعوا ان يمسوها لاكن آ ثار سياطهم ادمت مواضع وصولها لجسد أماني ونتيجة الضوضاء التي حصلت اخيرا اتى بعض الناس مسرعين يتسائلون عن مصدر الصوت وهرب الاوغاد وخرجت اماني من مخبأها والدم يغطي وجهها وقدميها ولاكنها من شدة رعبها لم تتمالك نفسها الا وقد اطلقت ساقيها مرة ثانية وبكل ما تملك من قوة حاولت الوصول الى منزلها وبمساعدة من حضر وصلت وهيا بحالة هستيرية من الرعب والذهول والذعر ارتمت بين يدى أسماء ولم تستطع الكلام الا بعد ايام حتى استردت شيئا من عافيتها وروت ما حصل معها المجتمع الكريه الذي نحيا به لا ينصف الفتاة ابدا ورغم معرفة هؤلاء الاوغاد لاكنهم لم ينالوا العقاب لمحاولتهم الاعتداء على فتاة ضعيفة يتيمة الابوين فقيرة هزيلة هيا وحياتها البائسة وحقدهم الاسود لانها متفوقة وتحاول شق طريقها في هذه الدنيا البائسة ويأتي من يتعسنا اكثر فأكثر هذه الحادثة اثرت بنفسية الفتاة وحولتها من انسانة كانت ترى كل شيء حواليها ابيضا وجميلا الى سواد قاتم وحقد غريب على كل من يحمل صفة الذكورة لانها رأت شيئا وأحست بأحساس رهيب لايمكن وصفه تجاوزت محنتها واكملت دراستها بامتياز انتهاء بالتخرج ولاكن ماجرى واحداث اخرى لم اذكرها هزت كيانها اضعفت شخصيتها واصبحت تخاف من الناس كثيرا وتلك الابتسامة الجميلة غاب نورها وتبدلت الى رعب قاتل ونظرة سوداء من اغرب ما شاهدت وتعايشت ولم أقدر يوما على تبديلها ورسم صورة جديدة لمعنى البشرية الجميل هل حقا نحن البشر اوفياء ونحب بعضننا بما امرنا به الخالق عزوجل لماذا التفاهات والحقد الاسود يسيطر على الاغلبية الساحقة ولماذا لانتمنى لبعضنا المحبة والسكينة وناكل لحم بعضنا علانية ودون اي ضمير او خشية من عقاب ربنا لماذا هذه الوحشية في التعامل مع من هم ادنى مننا كثييرة هيا التساؤلات لاكن لا اجابة الاجابة يوم الدينونة يوم الحساب سو تلقى ايها الانسان العقاب العادل ولن تستطيع ابدا الهروب من افعالك الشريرة سوف يلقى الجميع دون استثتاء الحساب العادل اماني لم تكن تعرف المحبة الا مع صديقتها المقربة وأسماء التي ربتها واحسنت اليها الاحزان تتوالى من والى توفيت أسماء الام الحنون التي كانت من ترعاها وتحنوا عليها في جنازتها حقيقة لم اعرف ان التي بجانبي هيا أماني لم ارى سوى فتاة اكتست بالسواد وحزن لايمكن وصفه وعند انزال المرحومة لقبرها ارتمت في الحفرة لاتريد الخروج منها وهي تبكي لمن تتركيني الايام الصعبة تظهر معدن الانسان وحبه الى الآخرين وتفانيه ورغم وقوفي وبكل ما اوتيت من قوة وحنان لم استطع مسح دمعة ولم استطع اذهاب الحزن الى ان انتهت القصة بوفاة صاحبة القصة شريط الذكريات يمر امامي يعصف بيا احن الى الماضي اتذكرهم احياء وادعوا لهم اموات ياتي الانسان غريبا ويذهب غريبا في دنيا لاتعرف الا الغرباء عنها ناتي طاهرين ونذهب مذنبين بأيدينا وما فعلته نفوسنا الحب العطاء الرحمة ارى انه لابد لا الانسان ان يراجع نفسه مرات ومرات وان يحاسبها اشد الحساب حتى لايتعرض للحساب الشديد يوم لاينفعه شي وان نتمى لبعضا الحب والخير ونجعله حاضرا بيننا لابد من ذلك حقيقة القصة ومافيها اطول مما تتخيلون ولايمكن تلخيصها بهذه الكلمات ولاكن اعلم ان الكثييرن لايطيقون قراة عشرة اسطر ولايحبون سماع النصح والاكثرية يريدون اللعب واللهو ولا يهتمون ابدا لمشاعر من حواليهم لن اكثر من الكلام اودعكم ولابد من كتابة قادمة اذكر بها بعض التفاصيل الدقيقة والى الملتقى ونهاية كلماتي