كيف اتواصل مع ابني ، التربية السليمة للطفل

[عروسة المنتدي]

كيف اتواصل مع ابني ، التربية السليمة للطفل
كيف اتواصل مع ابني ، التربية السليمة للطفل
كيف اتواصل مع ابني ، التربية السليمة للطفل


هل تتحدثين مع أبنائك؟ هل تتواصلين معهم؟

لو طرحنا هذا السؤال الذي يبدو بسيطًا للغاية في الوهلة الأولى على الآباء والأمهات لأجاب معظمهم بكلمة واحدة وهي: طبعًا أتحدث مع أبنائي.

وليس من الغريب أن يفكرون بينهم وبين أنفسهم في مدى سذاجة السؤال – أو ملقيه – وحتمًا سيعلق أحدهم ساخرًا: وهل هناك من لا يتواصل مع أبنائه؟!

ولكن قبل أن نجيب على السؤال دعونا نفكر قليلًا!!!

لو أن لكِ صديقة لا تحدثكِ الا لتلقي عليكِ أوامرًا بخصوص ما تريد منكِ أن تفعليه لأجلها فهي تريد أن تحضري لها هذا الكتاب أو ذاك القلم، أو أن تحضري لها كوب ماء من المطبخ أو حقيبتها من الطابق العلوي. وربما أرادت أن تمري على الجارة لجلب الأغراض التي نسيتها هناك أو أن تذهبي إلى السوبرماركت لشراء ماتحتاجه لحفلة العشاء التي ستقيمها.

لو أن هذه الصديقة لا تحدثكِ إلا لتعطيكِ أمرًا ما، فهل تظنين أنها تتواصل معكِ؟!

ولو كان لكِ صديقة أخرى لا تحدثكِ الا لتنتقدكِ، فهي ترى أن طريقتكِ في الحديث غير لائقة، وطريقتكِ في التفكير متهورة، وأنكِ لا تجيدين تنظيم أوقاتكِ وترتيب أولياتكِ. وترى أنكِ تبالغين في الاهتمام بمظهركِ، وأنكِ لا تهتمين بانتقاء علاقاتكِ، وأن حياتكِ بمجملها ليست سوى ضرب من ضروب الفوضى.

لو أن هذه الصديقة لا تحدثكِ إلا لتنتقد تصرفاتكِ، فهل تظنين أنها تتواصل معكِ؟!

وماذا لو كان لديكِ صديقة أخرى لا تسمعين صوتها إلا لتلقي عليكِ خطبًا ومحاضرات عن مبادئها وقيمها وكيف أن الأزمنة السابقة كانت ملئية بالخير والبر وعن كل ما كانت تفعله في عصور صباها المجيدة وطفولتها التليدة. وإن لم تتحدث عن مجدها الماضي فهي تتحدث عما يجب وعما لا يجب، عن ما يليق بنا أن نفعله وعن ما يجدر بنا أن نتركه. وهي دائمًا مثالًا للكمال ومضربًا للأمثال ولا يعرف الخطأ أو النقص طريقًا لحياتها.
حوامل


لو أن هذه الصديقة لا تحدثكِ إلا وتلقي عليكِ إحدى محاضراتها، فهل تظنين أنها تتواصل معكِ؟!

ومارأيكِ في صديقة أخرى لا تسمعين منها سوى التهديد والتذكير، (فإياكِ)، (واحذري)، (وانتبهي)، (أرأيتِ؟ قد أخبرتكِ) هي مصطلحات لغتها الدائمة.

لو أن هذه الصديقة لا تحدثكِ الا لتهددكِ أو تذكركِ، فهل تظنين أنها تتواصل معكِ؟!

لو اتفقنا على أن التوجيهات والإنتقادات والمحاضرات والتهديدات والإستجوابات ليست من التواصل في شيء، فما رأيكم؟ هل مازلنا نتواصل مع أبناءنا؟؟؟!!!