قلة دم الدورة ومتي بكون طبيعي أو غير طبيعي
تُعرف حالة قلة دم الدورة عند النساء بأنّها حالة خروج كمية أقل وأخف من الدم في موعد الدورة الشهرية عن الحالة المعتادة والطبيعية للمرأة، حيث تلاحظ المرأة انخفاض كمية النزف ومدته بشكل ملحوظ عن دوراتها السابقة والمعتادة.

بشكل طبيعي، يحصل الطمث (خروج دم الدورة) كل 21 إلى 35 يومًا، ويستمر النزف من يومين إلى سبعة أيام.
بالطبع قد تختلف كمية الدم ومدة النزف وموعد الدورة بشكل كبير عند كل امرأة، وذلك بسبب ظروف مختلفة قد تعاني منها، كالتعب النفسي والإرهاق على سبيل المثال.
تعد هذه التغيّرات أمرًا طبيعيًا في حال حصولها على فترات متفرقة وغير مستمرة، ولكن عند ثبات واستمرار حالة قلة دم الدورة قد يشير الأمر إلى وجود مشكلة عند المرأة تستدعي الفحص والعلاج
أسباب طبيعية لقلة دم الدورة:
الحمل:
يسبب حدوث الحمل عند المرأة انقطاع في الدورة عادةً
لكن في بعض الحالات، وخصوصًا في الفترة الأولى للحمل، وقبل أن تظهر أعراض الحمل بشكل واضح عند المرأة وتدرك بأنّها حامل، قد يحدث لديها نزف خفيف لمدة يوم أو يومين
تظنّ المرأة بأنّه دم الدورة
يُدعى بالنزف الناتج عن تعشيش البيضة الملقحة في الرحم عند بداية الحمل (Implantation bleeding).
الإرضاع:
بعد الولادة وبداية عملية إرضاع الطفل، لا تعود دورة المرأة إلى وضعها السابق بشكل فوري، بل تتأخر لأشهرًا عدة وهذا يسبب قلة دم الدورة.
السبب في ذلك هو وجود هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج الحليب عند المرأة المرضع
يمنع هذا الهرمون حدوث نزف الدورة ويؤخرها
خلال هذه الفترة قد يحدث عند المرأة خروج لدم خفيف وقليل، فتعتقد بأنَّ لديها دم دورة قليل.
بداية سنّ اليأس أو سنّ الضهي:
هو العمر التي تتوقف فيه دورة المرأة الشهرية بشكل كامل، وتصبح غير قادرة على الإنجاب بعده
يحدث عادةً بين عمر (45- 55) عامًا
تعاني المرأة قبل فترة من الوصول إلى مرحلة سنّ اليأس وانقطاع الدورة من مجموعة من الأعراض والاضطرابات في دورتها الشهرية
من ضمنها حدوث قلة في دم الدورة
أسباب مرضية لقلة دم الدورة:
حيث يوجد عدد كبير من الاضطرابات والأمراض التي تؤثر في دم الدورة الشهرية وتسبب قلته، وأهم هذه الأمراض والاضطرابات هي:
الضغط والإرهاق:
وُجد أنَّ الحالة النفسية للمرأة تؤثر على دورتها الشهرية وتسبب اضطرابها
عندما تعاني المرأة من التوتر والإرهاق والضغط النفسي الكبير قد تتأخر دورتها في الظهور
أو يحدث قلة في دم الدورة
بل وحتى يمكن أن تتجاوز دورة شهرية كاملة دون حصول أي نزف على الإطلاق
مشاكل في التغذية:
يؤثر سوء التغذية وقلة الوزن عند المرأة في دورتها الشهرية، ويسبب قلتها، وحتى غياب الدورة.
السبب في ذلك هو حدوث مشكلات وتبدلات، وحتى نقص في الهرمونات عند المرأة، نتيجة قلة التغذية والوزن.
متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS):
تُعرف هذه الحالة بأنّها وجود مجموعة من الكيسات (الجريبات) المملوءة بسائل
تتوضع وتنمو في مبيض المرأة تسبب هذه الكيسات مشكلات هرمونية عند المرأة بالتالي تؤثر في الدورة الشهرية وكمية الدم المرافق للطمث (النزف) قد تسبب زيادة في دم الدورة أو قلة فيه
استعمال حبوب منع الحمل:
تُستخدم هذه الحبوب لمنع حدوث الحمل عند المرأة، أو لمعالجة اضطرابات الدورة الشهرية.
لكن هذه الحبوب بحدّ ذاتها من الممكن أن تتسبب في تأثيرات جانبية، مثل قلة في دم الدورة أو حتى غيابها أحيانًا.
متلازمة أشرمان (Asherman's syndrome):
تُعرف هذه المتلازمة بحصول نُدب والتصاقات في جوف الرحم، ناجمة عن إجراء تداخلات على الرحم كعملية توسيع وتجريف الرحم
يسبب التجريف المبالغ فيه حصول جروح في بطانة الرحم
عندما تُشفى هذه الجروح تخلّف وراءها ندبًا والتصاقات في جدار الرحم
هذه الالتصاقات تعيق عملية خروج دم الدورة وتسبب احتباسه وقلته