القلوب صناديق وهنا مفاتيحها

[شموخي غير..]

|[ القلوب ]|
صناديق مغلقة .. وهنا مفاتيحها ..



إنها مثل الصناديق الأثرية .. ذات المنعة والقوة ..
التــي يحفظ فيها ما خف وزنه وغلا ثمنــه ..
فهــي تحتــوي علــى كنــوز ثمينــة ..
وتوضع عليها أقفال ليست مثل الأقفال الأخرى!! ..



لابد أن تكون مما يصعب كسره ..
أو فتحه ..
إلا بـمفتــاحــه الخــاص ..
الذي لايوجد منه إلا نسخة واحدة ..



فيحرص صاحبه عليه ..
فتجده يلفه في خرقة
( قطعة من القماش )
ثم في خرقة أخرى ..



هكذا نجد |[ القلوب ]| ..
فما أصعب الدخول إليها ...
وما أصعب الخروج منها ..



ارتبطت بالجسد والروح .. فكانت محركه ..
والحواس تعكسه وتكسبه ..
ما أسرع كسرها ..
وما أصعب جبرها ..



|[ تقول إحدى الاخوات ]|

في درس من دروس معلمتي الفاضلة .. في مادة التفسير ..
في احدى مراحل عمري الدراسية في المرحلة المتوسطة ..



قرأت علينا الآية الكريمة :
[ ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) ] سورة الحشر ..



ثـم شرعت فــي شرحهـا
جعلت أعيننا تفيـض بالدمع ..
وتشوقنا أن نكون مثل هؤلاء ..
أحببناهم ولم نراهم ..



هذا حال الأنصار عندما قدم المهاجرون إليهم فقاسموهم الأموال والديار ..
لايجدون في صدروهم حاجة ( حسدا ) على أخوانهم ..
برئت قلوبهم من ذلك كله.



يقدمون أخوانهم على أنفسهم في حاجتهم ولو كان بهم حاجة ..
وقد أفلحوا ( فازوا ) لاتصافهم بهذا ..



ولننظر لبقية الصفات .. الدعاء لاخوانهم ..
وأن لايجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ..



فهل نعجز ان نوطن أنفسنا على مثل هذا ؟! ..
كلا والله ..



هـذه مفاتيــح القلــوب ..
حب لاختكِ ما تحبين لنفسكِ ..
وكوني في حاجتها إن إستطعتِ ..
واعتذري إن عجزتِ ..
فما على المحسنين من سبيل ( ملامة ) ..





|[ هنا أقف لأسطر تجربتي ]|


فمنذ ذلك الوقت وأنا ولله الحمد أطبق هذه الصفات ..
وخصوصا ما استطيـع عمله وهــو الدعــاء ..
فإن عجزت عن خدمتها وقضاء حاجتها فليكن الدعاء ..



لا أخفيكم سرا أن الله رزقنـي خبــرة في الحاســب الآلــي ..
وبعض صديقاتي يطلبن مساعدتي في صيانته فأخدمهن بكل سرور ..



يعرفــن أنــي لا أخــذ مالا علـى ذلك .. بل أرفضــه ..
فيدخلن إلى بيتي بعض الهدايا .. منها المتواضع ومنها الثمين ..
مع عتابي لهن عن ذلك وتهديدي بعدم خدمتهــن مستقبــلا ..
حتى لايكلفن على أنفسهم ذلك ..



بل أحب أن أعمل مثل ما عمل الأنصار للمهاجرين ..
وأزكي عملي وعلمـي .. وأكون من المفلحيــن ..




تمر الأيام بي أحيانا في ضائقة مالية ..
يفرجها ربي بهدايــا صديقاتــي ..



ذات مرة تعطــل حاسوبــي عن العمــل
وعجزت ماليا على ان اوفر ما يمكن اصلاحه ..
وإذا بمن تمد يديها بمبلغ مالي كبير إلى جيبي
وتقسم بالله أن أخذه .. ساعدني ذلك على توفير أفضل جهاز ..


لم أحمل غلا لاحد ..
بل كنت دائما اعفو عمن أخطئ في حقي
وادعو لها في ظهر الغيب ..



تمر أيام حياتي بسعادة لاتوصف ..
اتذوق فيها طعم الإيمان ..



عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري و مسلم .




فمن تحب أن تدخل تلك القلوب ؟!

|[ هذه مفاتيحها ]| ..


م/ن