شـــرانــق رمــضــان

[جزائرية]

الدودة في مرحلة من مراحل حياتها لابد أن تتحول إلى شرنقة ثم إلى فراشة.. ( معلومة قديمة )


لكن الجديد الذي أحب أن تعرفه هو انه ليس كل الدود ينجح في التحول إلى فراشات بل بعضها يُؤكل والأخر يُستخرج منه الحرير والأخر يموت داخل الشرنقة ( ما علاقة ذلك برمضان ) ؟


هو أن الإنسان له دورة حياة اعقد من دورة حياة دودة.. لكن يبقى هناك شبه بينهما وهو التحول الجذري عند الانتقال من مرحلة إلى مرحلة؛


خذ مثال لذلك هو أنت.... كنت جنين وكان لك نمط من الحياة مختلف جداً ..تتنفس عن طريق سرك وليس انفك ( تصور لو أن الوضع لم يتغير كيف سيكون تفصيل ملابسنا )..!

ثم ننتقل إلى طفولة وهي نمط مختلف جداً حجم راسك ضعف حجم صدرك و أطرافك اصغر من ظهرك أربع مرات ( الله لو لم نتغير كيف يكون ركوب السيارات و طول الأبنية ..!)

وهكذا الحياة نركبُ طبق عن طبق وَ مرحلة بعد مرحلة ( أيضا ما علاقة ذلك بِـ الشرانق في رمضان)؟


نحن في رمضان نمر بمرحلة انتقالية ضخمة شرنقة نتحول فيها من دود حياتهُ أرضية همها الأكل فقط..؛
إلى فراشات سماوية همها الطواف حول نور العرش .


أخي يوم العيد تخرج الفراشات تحلق في مصلى العيد ويبقى الدود إما أن يموت أو لا ينجح في التحول .


إذا لابد أن نتحول رضينا أم لم نرضى .

رمضان كان فرصة لتحول وشرنقة رائعة تسمح لأرواحنا بالطيران والتحليق مع الملائكة لأن الشياطين مصفدة لا تستطيع أن تحول الشرانق إلى حرير وحبال تقيد الفراشات ؛

لكن يبقى القرار إلى الدود في اختيار وقت التحول لكن بعض الدود ينظر إلى الفراشات انه شي مستحيل أن يتحول إلى فراشة..؛

وبعض الفراشات تنسى انها في يوم من الأيام كانت دودة فتنظر إلى الدود بإزدراء وتأفف وتتعوذ من شره (سبحان الله)

أخي الدودة التي لم تتحول في شرنقة رمضان (عذرا على التعبير) و فضلت إن تبقى دودة واختارت شرانق أخرى لِـ التحول وأوقات أخرى لِـ تتحول ..؛


نقول لها نحن الفراشات المجربات :

أمامك عدة خيارات ونتائج /

1- الموت داخل الشرنقة ( لا تعلم نفس بأي ارض تموت ومتى تموت) النتيجة الندم ؛

2- اختيار البقاء دودة ( الله لا يغير علينا , ونحن أحسن من غيرنا)النتيجة لقمة سائغة لأصحاب الضلالات؛

3- اختيار شرنقة غير رمضان ( ادلوجيات معاصرة علماني لبرالي قومي) النتيجة تتحول إلى صرصور أو خنفساء و تبقى حياتك أرضية ولن تطوف حول نور العرش مهما كان؛

4- اختيار شرنقة رمضان ( رغم انف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له قل آمين قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم آمين) النتيجة فراشه ذات أجنحة رائعة تتغذا على رحيق الإزهار وتطوف حول الأنوار ؛



وأخيرا أرجو رجاء خاص من كل واحد فينا أن يحاسب نفسه بعد رمضان هل تحول إلى فراشه أم بقي دودة ؛

صدقني لن تستمر دودة لابد أن نتحول اليوم أو غدا..؛

ولك حرية الأختيار .

[الشوق عطري]

جزاك الله خير