علاج لمرض الصرع والتشنجات
د.محمد عبد العليم
إن مرض الصرع يمكن علاجه ونسبة نجاح العلاج عالية جدًّا تصل إلى حوالي تسعين بالمائة، وعوامل نجاح العلاج بإذن الله تعالى هي المثابرة والالتزام التام بتناول الدواء، وأن تكون جرعة العلاج صحيحة ومطابقة لوزن المريض.
نحو ستين بالمائة من المرضى الذين يعانون من التشنجات الصرعية يمكن علاجهم من خلال تناول دواء واحد، أما البقية فمنهم عشرون بالمائة يحتاجون لدواءين، وهنالك نحو عشرة إلى خمسة عشر بالمائة قد يحتاجون إلى ثلاثة أدوية، وهنالك خمسة إلى عشرة بالمائة قد يحتاجون إلى أربعة أدوية.
إذن : المجال متسع جدًّا والفرص العلاجية متوفرة تمامًا.
الذي أنصح به هو أن يكون المريض تحت إشراف الطبيب المختص في أمراض الأعصاب، ويفضل من له خبرة واسعة في علاج مرض الصرع، وهذا التخصص ليس من التخصصات النادرة، والأطباء كُثر في هذا المجال.
بالنسبة ما مدى تقدم الحالة؟ أعتقد أن الحالة لا بأس بها، لكن الهدف المنشود من العلاج هو أن لا يحدث لابنك أي نوع من التشنجات الصرعية، وما دامت هذه النوبات تأتيه حتى وإن كان بعد فترات متباعدة فلابد أن يعاد النظر في العلاج، وإعادة النظر في العلاج تتم من خلال:
يجب أن يُحدد مستوى الدباكين في الدم، هل وصل إلى المستوى العلاجي أم لا؟ وجرعة الدواء دائمًا يتم التحكم فيها من خلال وزن الجسم، وكذلك مستوى الدواء في الدم، هذه نقاط مهمة جدًّا.
بالنسبة لتغيير الدواء، لا أرى هنالك داعي لذلك، فالدباكين دواء ممتاز جدًّا، ولكن على ضوء مستوى الدواء في الدم ربما تكون هنالك حاجة لإضافة دواء آخر، وهي كثيرة جدًّا، هنالك عقار (تجراتول) هنالك (كِبرا) هنالك عقار (لامكتال) هنالك (توباماكس).
هذه كلها تعتبر من الأدوية التي يمكن إضافتها، وأنا على قناعة تامة أن الأطباء في مجال طب الأعصاب على دراية تامة بكل الذي ذكرته لك، فكل المطلوب هو أن تذهب بابنك إلى الطبيب المختص.
بالنسبة هل سيستمر ابنك على نفس الحالة لمدة طويلة من عمره؟ كما ذكرت لك الهدف المنشود من العلاج هو أن لا تحدث نوبات، والذين لا تحدث لهم نوبات صرعية لمدة ثلاثة سنوات بعد ذلك يمكن أن يُنظر في إيقاف الدواء، ويتم إيقافه خلال ستة أشهر.
هذا نشاهده في نحو أربعين بالمائة من الناس، أي لا تكون هنالك أي حاجة لتناول الدواء لأكثر من المدة المقررة.
أما الأربعون بالمائة الأخرى فتكون هنالك حاجة للاستمرار على الدواء لمدة أطول، وفي حالة حدوث انتكاسات تشنجية متكررة سيكون من الضروري أن يستمر الإنسان على الدواء لفترة أطول، والفرص العلاجية واسعة جدًّا كما ذكرت لك.
بالنسبة هل هنالك علاقة بين المرض وبين الأمراض النفسية؟ الإجابة نعم، مرضى الصرع لديهم نسبة عالية نسبيًا من القلق وكذلك تقلبات المزاج، زيادة الانفعالات، ويعرف أن الصرع الذي يكون منشأه الفص الصدغي في الدماغ مرتبط كثيرًا بالتغيرات النفسية.
بخصوص المستشفيات والأطباء: أؤكد لك أن كل المستشفيات التخصصية بالمملكة العربية السعودية تعتبر مستشفيات متميزة جدًّا.
تطوير مهاراته الاجتماعية يعتبر أمرًا هامًا وضروريًا، وأرجو أن تعطيه الفرصة في ذلك بأن تكلفه ببعض المهام الأسرية، وكذلك الاجتماعية، وأن تجعله يتواصل مع أرحامه وأقربائه، كما أرجو أن تساعده في إدارة وقته، لأن ذلك يساعده كثيرًا في تطوير المهارات.