نظرا لإزدياد نسبة المنفقات وظروف الحياة الاقتصادية القاسية فقد ارتفع عدد العاملات في وظائف الدولة أو القطاع الخاص وبالتالي فقد ازدادت مصادفة الحوامل العاملات وكثيراً ما نشاهد الحوامل في العيادات ومنذ الأسابيع الأولى وهن يطلبن إجازات مرضية متكررة علما بأن الغالبية العظمى منهن يكن في صحة جيدة وتزداد هذه المطالب في الشهرين الأخيرين من الحمل وفي الغالب يرفض الأطباء اعطاء الإجازات لكون المريضات في صحة جيدة وليس لديهن أي مشاكل طبية تستدعي الإجازة. ومما لا شك فيه بأنه يطرأ على المرأة نتيجة للتغيرات الهرمونية الحادثة في جسمها أثناء الحمل بعض التبدلات التي تنعكس على نفسيتها وتصرفاتها العاطفية وشعورها مما قد يؤثر على أدائها العملي فتارة تبدو على نحو جيد في حالة من السعادة والسرور وتارة تشعر بالتشاؤم والميل إلى الوحدة والانعزال مما يجعلها بحاجة ماسة إلى دعم عاطفي وطبي حتى تتجاوز هذه الفترة على النحو الأفضل حيث تقضي الحوامل اللواتي يلاقين دعما عاطفياً وطبياً وقتاً أكثر سعادة وبهجة أثناء الحمل وبالتالي يكون مردودهم الوظيفي عالياً جداً، وبذلك تزداد ثقتهن بالنفس وبالأمومة وتصبح التبدلات الطارئة على الحامل أقل وطأة عندما تجد حولها من تتبادل معه الحديث والشعور بالانجاز العملي وتأدية دورها الوظيفي على أكمل وجه.
ولكن يحدث الشعور بالخوف في أول الحمل خصوصا اذا كان هذا الحمل الأول لذلك تخشى من المشي والوقوف لفترات طويلة أثناء تأدية الدروس او الصعود على الدرج أو المكوث لفترات طويلة على المكتب أو أمام أجهزة الكمبيوتر ويجب أن نطمئن الأخوات بأن هذه الأعمال ليس لها أي مردود سلبي على الحمل ما دام لا يوجد مشكلة طبية واضحة تؤثر على سير الحمل بل العكس أن تمضية الوقت في الحمل يقلل من الشعور من القلق والوسواس التي قد يعتري المرأة.
ويجب أن نوضح أنه في أوائل فترة الحمل قد تكون أعراض الحمل مزعجة مثل حالات الغثيان والتقيؤ المتكرر وانتفاخ البطن والغازات وآلام المعدة وهذه الفترة تحتاج المرأة الحامل فيها لأخذ الراحة التامة والابتعاد عن العمل لأن أداءه سوف يكون غير مثمر وضار بالصحة.
اما في حالات وجود بوادر اجهاض منذر او ولادة مبكرة فيستوجب حضورها للمستشفى وربما التنويم داخل المستشفى إلى أن تزول هذه العوارض والبقاء للراحة لمدة اسبوع أو أكثر.
ولكن إذا كان سن الحامل وصحتها جيدة وسير الحمل طبيعي وكان العمل غير مرهق فيمكنها الاستمرار في الحمل حتى أوان الولادة خصوصا اذا تمت الولادات السابقة دون عراقيل تذكر.
أما اذا كانت طبيعة العمل تقتضي حمل أشياء ثقيلة فيجب طلب تبديل العمل بآخر أقل جهدا إلى أن تتم الولادة أما اذا كانت طبيعة العمل تؤدي إلى التعرض إلى مواد خطرة كأشعة وأبخرة ضارة وغازات مخدرة فيجب التوقف عنه واستبداله بعمل آخر اسلم منه إلى أن ينتهي الحمل. وننصح المرأة الحامل العاملة بأخذ أوقات للراحة للاسترخاء اثناء العمل وذلك لاراحة الظهر والتقليل من تورم القدمين ويجب توفر الأماكن المريحة والتي يوجد بها تهوية كافية في مقر العمل مخصصة للنساء الحوامل بالاضافة لاستخدام الملابس المريحة أما المريضات اللواتي لديهن ارتفاع في ضغط الدم أو هبوط المشيمة أو جود ولادات مبكرة أو ضعف نمو الجنين أو يكون وضع الجنين غير طبيعي فينضح بأخذ الراحة من العمل إلى أن تتم الولادة.
أما في نهاية الحمل خاصة في الاسبوعين الأخيرين من الحمل فيفضل أخذ الراحة التامة والتجهيز للولادة والترتيب لعمل المنزل خلال فترة غيابها عنه أثناء الولادة بالمستشفى خصوصا العاملات في مدن بعيدة عن المكان المخصص لولادتها ونذكر هنا المدرسات اللواتي يعملن في القرى والمناطق النائية حيث إن تنقلهم بالمواصلات فيه خطورة عليهن فلربما قد تحدث الولادة في أي وقت خلال الاسبوعين الأخيرين ولذلك يجب التنسيق بين الجهات الصحية ومقرات العمل للسماح لهن بالاجازة خلال هذه الفترة الحرجة ولكن اذا رغبت الحامل بالاستمرار بالعمل فيترك لها الخيار لاتخاذ القرار الملائم لظروفها بعد اعلامها بالأخطار الناجمة عنه. منقول