و هَذِه بَعْض صِفَات الْشَّجَر:
1ـ إِحْتِوَائِه لِجَمِيْع الْكَائِنَات
هَذَا هُو الْشَّجَر .. يَحْتَوِي بِدَاخِلِه أَصْنَاف الْكَائِنَات وَيَحْمِي الآنْسَانْوَجَمِيع مِن الْتَجَأ إِلَيْه مِن الْحَيَوَانَات وَالْحَشَرَات
ـ فَفِي أَغْصَانُه تَهْدَأ الْطُّيُوْر وَتُتَّخَذ بُيُوْتَا لِصِغَارِهَا
ـ وَفِي أَعْمَاقِه تَسْتَكِيْن الْحَشَرَات و لَهَا أَجْمَل الْمَمَالِك
فَكُن مِثْل هَذَا الْشَّجَر .. لَا تَرْفُض مَن أَتَى إِلَيْك .. وَاحْضُن كُل مُحْتَاج يَأْتِيَك ..
ـ فَقَد جَاءَت إِلَى عَائِشَه رَضِي الْلَّه عَنْهَا امْرَأَه تُرِيْد شَيْئا تَأْكُلُه .. وَلَم يَكُن فِي بَيْت الْرَّسُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
سِوَى تَمْرِه .. وَلَكِنَّهَا أَخَذْتُهَا وَاعْطَتْهَا لَهَا فَقَسَمَتْهَا تِلْك الْمَرْأَه بَيْنَهَا وَبَيْن طِفْلَتِهَا مِن شِدَّة الْجُوْع
وَلَمَّا جَاء الْرَّسُوْل اخْبَرَتْه بِخَبَرِهَا .. فَقَال ( اتَّقُوْا الْنَّار وَلَو بِشِق تَمْرِه )
نِصْف تَمْرِه تَقِيَك مِن الْنَّار .. كَيْف وَنَحْن نَمْتَلِك فِي حَيَاتِنَا أَكْثَر مِن هَذَا بِكَثِيْر ..؟؟
ـ إِهْتَم بِمَن حَوْلِك .. حَتَّى وَلَو كَان حَيْوَانَا أَو حَشْرة غَيْر ضَارَّه
فَهُنَاك مَن دَخَل الْجَنَّه بِسَبَب شَرْبَة مَاء أَعْطَتْهَا إِلَى كَلْب
وَهُنَاك مَن دَخَل الْنَّار بِسَبَب قَطَّه حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَت
فَلَا تَسْتَحْقِر .. مِن الْمَعْرُوْف شَيْئ ,,,, وَلَا تَسْتَحْقِر .. مِن الْمُنْكَر شَيْئ
2ـ الْرَّحْمَه
كُن رَحِيما مَثَل الْشَّجَر ،،
فَالشَّجّر يُفْرَد أَغْصَانُه .. لِيَكُوْن ظِلّا لِلْآَخِرِين مِن حُرْقَة الْشَمْس فِي تَعَب الْصَّيْف
وَيَتَحَصَّن فِي أَحْضَانِه مَن كَان يَشْكُو قَسْوَة الْبَرَد .. وَرِيَاح الْشِّتَاء
3ـ الْكَرْم
مَن مِنَّا ذَهَب لِيَقْطِف مِن ثِمَار الْشَّجَر .. فَمَنَعْتُه الْشَّجَرَه عَن قُطُوْفُهَا ..؟؟
فَلَا تَمْنَع مِن كَان جَائِع .. وَاسْق الْعَطْشَان .. حَتَّى وَلَو كَان حَشْرة أَو حَيَوَان
4ـ الُتِضْحَيْه
ـ وَكَيْف يُضَحِّي الْشَّجَر ..؟؟
عِنَدَمّا .. يُسْمَح لَنَا بِالْدِّفْئ الْمَأْخُوْذ مِن بَيْن أَغْصَانُه .. أَي يَمْنَحُنَا الْحَطَب وَالْضَّوْء بِنَارِه
ـ فَكُن لِلْآَخِرِين دِفْئَا وَنُوْرَا إِن قَتْلَهُم بَرَد الْعَالَم وَانْطَفَأ فِي عُيُوْنِهِم الْأَمَل وَاجْتَاحَهُم الْإِحْتِيَاج
5- الْتَّسَامُح
تَهُب الْرِّيَاح .. وَتَكْثُر الْعَوَاصِف .. وَالْشَّجَر فَاتِحَا ذِرَاعَيْه لَهَا .. لَا يُهِمُّه وَلَا يَهُم أَغْصَانُه أَنَّهَا مَرَّت مِن خِلَالِه
ـ فَكُن مُتَسَامِحا وَافْتَح ذِرَاعَيْك وَرَوْحِك لإِسَاءَة السَّفِيْه .. وَدَعْهَا تَمُر وَلَا تَلْتَفِت لَهَا
لِأَنَّهَا لَن تُغَيِّر مِنْك شَيْئ .. فَأَنْت صَنَعَت نَفْسُك .. فَلَا تَتْرُك غَيْرُك يُدَمِّرُهَا
6ـ الْأَمَل
فِي لَحَظَات الْشِّتَاء .. يَمُوْت وَرَق الْأَشْجَار وَيَدُوْر فِي دَوَاخِلُنَا أَن الْشَّجَر مَات ,, وَلَكِن
سَرَعَان مَا تُزْهِر وَتُنْبِت تِلْك الْأَوْرَاق وَتَكْتَسِي بِالخُضُرِه وَتَطْرَب أَعْيُنِنَا لَهَا
ـ فَكُن مُتَفَائِلَا ,, فَإِن سَقَط مِنْك شَيْئ أَو ضَاع مِنْك شَيْئ ,, فَتَأَكَّد أَنَّك سُتَعَوَّضَه فِي يَوْم مِن الْأَيَّام
وَتَأَكَّد .. (إِن مَع الْعُسْر يُسْرَى إِن مَع الْعُسْر يُسْرَى) ذَكَرَهَا الْلَّه فِي الْآَيَه مَرَّتَيْن
وَقَال بَعْض الْعُلَمَاء لَا يُغْلَب الْعُسْر الْيُسْر مَرَّتَيْن
ـ ارْسِم الْأَمَل .. حَتَّى وَلَو كَان مُجَرَّد رَسْم .. فَرُبَّمَا تُظْهِر اللَّوْحَه جَمِيْلَه
7ـ الْصَّبْر
ــ يَغْرِس الْشَّجَر جُذُوْرَه بِالْأَرْض .. لَيُوَثِّق حَيَاتِه عَلَيْهَا .. وَهُو يَبْتَغِي فِي ذَلِك الْغِذَاء
فَكُن مِثْلِه وَالْتَمَس وَسَائِل الْرِّزْق .. وَلَا تَقُل سَوْف يَأْتِيْنِي مّاهْو مَكْتُوْب
وَاصْبِر عَلَى الْأَذَى .. وَالْتَعَب وَعَلَى الْجُوْع وَالْعَطَش وَاحْذَر أَن يُدْخِلُك الْيَأْس فَتَمُوْت وَيَغْلِبَك فِي ذَلِك الْشَّجَر
8-وُجُوْدُهَا فِي كُل مَكَان
ـ أَكْثَر الْأَحْيَاء فِي الْكَوْن هِي الْأَشْجَار .. تُتَأَقْلَم فِي كُل مَكَان وَمَع أَي زَمَان
ـ كُن إِجْتِمَاعِيَّا مَع كُل مِن حَوْلِك .. مَع مَن عَرَفْت وَمَن لَم تَعْرِف
ـ كُن مُتَوَاجِدَا .. وَاجْعَل لِتَوَاجُدُك مَعْنَى جَمِيْل مَع مَن حَوْلَك
ـ لَا تَنْطَو عَلَى نَفْسِك .. فَتَخْرُج لَتَجِد نَفْسَك غَرِيْبَا عَمَّن حَوْلَك
تَح ـيـآآتَي جنةhwaml 7
</B></I>