أكلة محبة!!!

[نايا الخوري]

جلست أم يوسف البالغة من العمر سبعين عاما كعادتها بين جاراتها الصغيرات قائلة لهن:


سأعلمكن الليلة أكلة لذيذة جدا وأتمنى من كل واحدة أن تطبخها لزوجها حسب المقادير المعطاة تماما

ا
قالت أم يوسف: أحببت زوجي كثيرا وهو أيضا وقد عاملته بكل لطف وتضحية ووفاء
وكان زوجي يحب الطعام كما كل الرجال وكان ذواقا من النوع الأول
ولا يعجبه العجب كما يقال ولكنني حرصت على التفنن في الطبخ وتعلم كل شئ كي أنال رضاه الدائم
ومرة طبخت طبخة سريعة وكنت بمزاج سئ وعندما تذوقتها كانت للأسف سيئة للغاية
ولم يكن لدي وقت لتغييرها لأن وقت قدوم أبو يوسف قد اقترب ...وفجأة جاء زوجي من العمل منهكا وجائعا و...ومتلهفا لمعرفة ما الأكلة التي تنتظره.......
...وقال أين أنت يا زوجتي الحبيبة الله يعطيك العافية أرجوك أحضري لي الطعام
فأنا جائع وبشوق لطبخاتك اللذيذة.................أما أنا فقلت أبشر ياحبيب عمري ورفيق دربي
اجلس يا زوجي الغالي وسكبت له في صحنه وأنا اقول تفضل يا عيون قلبي ووردة حياتي
تهنى وتأنى وانشالله مجاري الهنا ودروب الغنا تصيبك ومطرح ما يسري يمري
وتناول زوجي الملعقة وبدا الأكل بتلذذ وتمتع وتذوق وهو يقول:مممم.........ممم .....ممم............
ماأ لذ طعامك يا حبيبة عمري يا زوجتي الغالية...........وأنا أقول له بين اللقمة والأخرى
:ألف صحة ومئة عوافي عاقلبك ياتاج راسي
.................................................. .................................................. .............
برأيكم زوجي لم يشعر بأن الطعام ليس جيدا؟
زوجي لم يشعر بأن الطبخة ليست كما ينبغي؟
..........................................
بالتأكيد عرف وشعر وأحس..................
ولكن مذاق حياتنا الزوجية الرائع
طغى على طعم الطبخة غير الجيدة........
.............................................

شكرا للحب الصادق الذي يجعلنا لا نشعر بالطعم المر للحياة
وشكرا لكل زوج يقدر زوجته ويتغاضى عن هفواتها
وشكرا لكل زوجة تضع زوجها أولى اهتماماتها وتعامله بكل الحب
وشكرا لأم يوسف التي علمتنا هذه الأكلة الصادقة
.................................................
فما رأيكم أنتم يا أصدقائي؟؟
...............................
انتظروا أكلة محبة جديدة