هل من الممكن أن يتكرر الحمل خارج الرحم ولماذا؟
عندما تقع الحامل ضحية حمل خارج الرحم، فإن خسارتها تكون مزدوجة. فإلى جانب فقدانها الحمل والجنين الذي كانت تترقبه بفارغ الصبر، فإنها تضيع أيضا إحدى قنوات فالوب لديها. هذه القناة التي يضرب عندها الحيوان المنوي والبويضة موعدا للقاء و التلاقح. مما يؤدي إلى انخفاض خصوبتها وتهديد كفاءتها وأهليتها لتحقيق الحمل لاحقا. لذلك لا تنتهي محنة هذه المرأة بمجرد خروجها من المستشفى وتماثلها للشفاء. حيث تفكر منذ تلك اللحظة في مستقبل وظيفة الولادة لديها، بل تثور داخلها أسئلة ملحة حول ما إذا كان هذا الحادث مجرد عثرة لن تتكرر في مقبل الأيام. أم أنه مقدمة فقط لسلسلة من الحوادث التي ستعدم خصوبتها وتجهز عليها للأبد؟.
ولعلكم تفهمون بالبداهة لماذا كل هذا الخوف؟ ولم كل هذا التوجس؟ فأنتم ولاشك تقرون معي أن ما وقع مرة واحدة يمكن أن يتكرر للمرة الثانية وأنه إذا أخفقت إحدى قناتي فالوب في تأمين حمل سوي فقد تلحق بها القناة المتبقية بدورها خلال حمل لاحق، خصوصا وأنهما ملك لنفس المرأة وتنتميان لنفس الجهاز التوالدي وعاشا بالتأكيد نفس الأحداث ويمتلكان نفس التاريخ المرضي وتعرضا لنفس الأمراض ولنفس المشاكل.
و الطريقة السليمة التى يمكن من خلالها أن يحدث الحمل فى أسرع وقت، فممكن تناول المنشطات مع ضرورة عمل متابعة للتبويض طوال فترة تناولها، حتى يتم معرفة حجم البويضة والوصول بها إلى الحجم الأمثل لحدوث الحمل.
إقرأي أيضا: الحمل خارج الرحم اسبابه و تشخيصه و التدخلات الطبية لعلاجه
وبالنسبة لفرص حدوث الحمل خارج الرحم مرة أخرى، فهذا الأمر لا يستدعى القلق، وخاصة فى حالة حدوث واكتمال حمل سابق بشكل طبيعى، مع العلم أن فى بعض حالات الحمل خارج الرحم يكون السبب هو إجراء عمليات جراحية فى السابق مثل الزائدة الدودية، والتى قد ينتج عنها وجود التصاقات بالأنبوب القريب من مكان العملية، وبالتالى يحدث به الحمل خارج الرحم، وهذا لا يعنى أن الأنبوب الآخر به نفس الضرر، وكل ما هنالك هو أن فرص الحمل مرة أخرى قد انخفضت للنصف.
أن أسباب حدوث الحمل خارج الرحم هي متعددة ومختلفة, منها ما هو معروف، ومنها ما هو غير معروف, فمثلا وجود التهابات في الحوض أو وجود جراحة سابقة في البطن، أو في الحوض قد تكون خلفت التصاقات حول الأنابيب هي من الأسباب المعروفة, لكن في كثير من الحالات يكون كل شيء طبيعيا عند السيدة، ومع ذلك يحدث الحمل خارج الرحم.
فالبويضة يتم تلقيحها في الثلث البعيد من الأنبوبة, ثم تبدأ بالانقسام، وبنفس الوقت بالتدحرج ببطء لتصل إلى جوف الرحم بعد أيام قليلة, ويساعدها في ذلك حركة الأهداب التي توجد على سطح الخلايا في الأنابيب, فإن تأخرت البويضة الملقحة في الأنبوب، ولم تنزل بالوقت المناسب, فإنها تستمر بالانقسام وتعشش في الأنبوبة، ويحدث الحمل خارج الرحم.
في الحالة الطبيعية نسبة حدوث الحمل خارج الرحم هي بحدود 2%, لكن عندما يحدث عند المرأة حمل خارج الرحم، فإن نسبة تكرر الحالة ترتفع للأسف, لتصبح مابين 10% إلى 15%.
إقرأي أيضا: طرق الوقاية من حدوث الحمل خارج الرحم
ولتقييم خطر هذه الانتكاسة لابد أن نبين أن الحمل خارج الرحم يحدث ضمن سياقين اثنين: حمل خارج الرحم بسبب عيوب خلقية في قنوات فالوب أو أضرار مكتسبة لديهما نتيجة التعرض لأمراض الاتصال الجنسي. وفي مثل هذه الحالة نكون أمام مرض الحمل خارج الرحم. فتكون الحادثة قابلة للتكرار و لوقوع انتكاسة جديدة مما يعني مآلا غير جيد. ثم هناك الحمل خارج الرحم الذي ينجم عن سبب طارئ ومؤقت كوجود خلل في التبويض أو عدم وجود تناغم هرموني كالذي يعقب عملية استحثاث للتبويض قام بها الطبيب. وهنا نكون أمام واقعة ذات مآل أحسن لأنها حتما قد لا تتكرر .
أول عوامل الخطورة الذي ينبغي أن نتقصى حوله هو ما إذا كانت المرأة قد سبق لها حمل خارج الرحم، لأن مثل هذه المعلومة تدفعنا لتدبير مبكر وضروري وهو التحقق من أن الحمل الحالي هو في مكانه الطبيعي. ثم هناك التعفنات التي تصيب الجهاز التوالدي للمرأة خصوصا عندما يقع تلف لإحدى قناتي فالوب أو كلتيهما مسببة تضييقهما أو انغلاقهما مما يمنع البويضة الملقحة من السفر بسلام من الثلث الخارجي لقناة فالوب نحو تجويف الرحم. كذلك قد ينجم هذا الحمل المرضي عن التهابات الحوض والتهاب الزائدة الدودية وعن جراحة للبطن أو للحوض خضعت لها المرأة في سابق أيامها مما يسبب التواءات والتصاقات يترتب عنها إعاقة مرور البويضة وبقاؤها داخل القناة.
ولكن وعند حدوث حمل جديد بإذن الله فيجب عمل عيار لتحليل الحمل بالدم كل يومين لهرمون الحمل BHCG لمتابعة الزيادة, وعند وصول النسبة إلى رقم بين 1500 إلى 2000 وحدة، فيجب عمل تصوير تلفزيوني عن طريق المهبل من أجل التأكد من وجود الحمل في داخل الرحم بإذن الله.
إن لم ترغب السيدة بالتصوير المهبلي, ولم يكن لديها شكوى مثل الألم أو نزول الدم, فهنا يمكن الانتظار إلى أن يبلغ التحليل بين 5000 إلى 6000 ، وعمل التصوير عن طريق البطن لرؤية كيس الحمل في داخل الرحم.
إقرأي أيضا: ضرورة تجنب النشاط البدني المفرط بعد الحمل خارج الرحم