كلمة التوحيد لا إله إلا الله ما معناها وماذا تحوي من فضائل وخصائص؟
إن العروة الوثقى في دين الله هي ((لا إله إلا الله)) التي جاءت مشتملة على الدين كله، وعلى التوحيد كله، وهي أعظم كلمة، ذكرت في أعظم آية، فيها أعظم اسم، فهي الكلمة التي من أجلها خلق الله السموات والأرض، ومن أجلها خلق الله الملائكة والإنس والجان، ومن أجلها بعث الله الرسل وأنزل الكتب، ومن أجلها تتزلزل الأرض وتسير الجبال، وتنشق السماء وتنفطر وتتطاير النجوم وتنكدر، ويحشر العباد وتتطاير الصحف، وتوضع الموازين، وينصب الصراط، ومن أجلها خلقت الجنة والنار، واختصم فيها الناس إلى متقين وفجار، فمثوى المؤمنين بها جنات عند ربهم، ومثوى الكافرين النار، لذا كان أول واجب على العباد أن يعلموها حق العلم وأن يعملوا بمقتضاها.
ومعنى هذه الكلمة أي : لا معبود بحق إلا الله . فهي جامعة للنفي والإثبات , فـ( لا إله ) نفي لجميع ما يعبد من دون الله - كالأصنام والأوثان والملائكة والأنبياء والأولياء والجن الذين عُبدوا من دون الله - و ( إلا الله ) إثبات العبادة لله وحدة لا شريك له في العبادة دون غيره من المعبودات .
وأما ( محمد رسول الله ) فمعناها : طاعته فيما أمر , وتصديقه فيما أخبر , واجتناب ما نهى عنه وزجر , وأن لا يعبد الله إلا بما شرع . وهذا التعريف لمعنى شهادة محمد رسول الله شامل لها , لأن العبادة لابد أن تكون موافقة لما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلا يُعبد الله بالبدع , والخرافات , وما يستحسنه الناس من عند أنفسهم .
إقرأي أيضا : تعرفي على معنى الحوقلة و فوائدها وماهي أفضل اوقاتها
يتلخص فضل قول لا إله إلا الله فيما يأتي:
براءة من الشرك، وهي كلمة التقوى والإخلاص والتوحيد، إذ إنَّ الله تعالى خلق الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب لأجلها، ولها أيضًا أعدّ الله دار الثواب ودار العقاب، وأمر الرسل لأجلها بالجهاد.
مفتاح الجنة، ودعوة الرسل، ومن فضلها أنَّه من كانت آخر كلامه في الدنيا دخل الجنة، فوجبت بها المغفرة، كما ينجو بها المسلم من النار.
سبب في دخول الجنّة والعتق من النار، إذا استوفت شروطها، وانتفت موانعها.
نعمة أنعمها الله على عبادة أن عرّفهم بها، كما يُعصم بها دم قائلها وماله، أمّا من أباها فإن ماله ودمه مهدور.
أفضل الكلام، وأحبّه إلى الله تعالى، وهي أوّل ما دعا إليه الرسل الكرام عليهم السلام، وأوّل ما دعا إليه خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما خصائص كلمة التوحيد فمنها :
أنها لا تشتمل على حرف منقوط . قال ابن عبد الهادي الحنبلي : ( ومن خواصها أن حروفها كُلها مهملة ليس فيها حروف معجمة تنبيهاً على التجرد من كل معبود سوى الله تعالى )وقال محمد بن أبي الفتح البعلي : ( ومن خواصها أن جميع حُروفها جوفية , ليس فيها شيء من الشفوية , إشارة إلى أنها تخرج من القلب ).
فضل قول لا إله إلا الله في السنة النبوية إنَّ كلمة الشهادة (لا إله إلا الله) هي أفضل الذكر بعد القرآن الكريم،وهي أثقل شيءٍ في الميزان، تمحو الخطايا والذنوب وتجدد الإيمان، وحين يتلفظ بها المسلم فإنّها تصعد إلى السماء وتخرق الحجب حتى تصل إلى الله جلّ جلاله، وهي أفضل الأعمال، تحفظ المسلم من الشيطان الرجيم، وتضعف الأجر وتعدل عتق الرقاب، ومن قالها مخلصًا فإنّها تحرّم عليه النار.
إقرأي أيضا : تعرفي عزيزتي القارئة على فضل وشروط قراءة القرآن
وفي الصحيحين عن ابن المسيب عن أبيه , قال : ( لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل , فقال له : (( يا عم قل : لا إله إلا الله . كلمة أحاج لك بها عند الله )) فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟! فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا , فكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب . وأبى أن يقول لا إله إلا الله , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لأ ستغفرنَّ لك ما لم أنه عنك )) فأنزل الله عزوجل : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }[ التوبة / 113 ] وانزل في أبي طالب : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء }[ القصص / 56 ] ) .
وهذا يدل على عِظم هذه الكلمة الجليلة , فأبى طالب مات على ملة الشرك , ملة أبيه عبد المطلب بسبب عدم نطقه لهذه الكلمة العظيمة .
وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في فضلها أنه قال: (من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. في يومٍ مائةَ مرَّةٍ، كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه).
إقرأي أيضا : تعرفي على فضل الأذكار بشكل عام والاذكار عقب الصلاة