هل تتلاقى ارواح الموتى مع الاحياء؟

[ام صوفيا]

هل تتلاقى أرواح الموتى مع الأحياء وكيف

قصه جميله لابن القيم عن الإحياء والأموات

هل يمكن إهداء عمل صالح لروح ميت ؟؟

بن القيم له تفصيل جميل جدا في هذا الأمر، وهو يجيز إهداء كل أنواع العمل الصالح للميت، ويقول أنها كلها تصل للميت بإذن اللهو الصوم والعمرة والحج والصدقة كلها يمكن، القيام بالنفل منها بنية إهدائها إلى روح أحد الأموات، فتصله في قبره بإذن الله.

هل تتلاقى أرواح الموتى ؟

أبن القيم يقول أن الأرواح قسمان : أرواح معذبة وأرواح منعمة، أما المعذبة فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي، أما المنعمة المرسلة غير المحبوسة فتتلاقى وتتزاور وأيضا تتذاكر ما كان منها في الدنيا

هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات ؟

يقول بن القيم أن أرواح الأحياء تلتقي بأرواح الأموات عبر المنام، بل وتتحدث معهم وتخبرهم بأمور الدنيا وضرب لنا قصة رائعة حيث يقول: أن عوف بن مالك والصعب بن جثامة كانا صديقين فاتفقا أيهما يموت أولا : فإن استطاع أن يأت للآخر في المنام فليفعل، فمات صعب بن جثامة فرآه عوف في المنام..فسأله عوف ما فعل بك فقال غفر لنا ولله الحمد فرأى عوف بقعة سوداء في عنق بن جثامة، فقال ما هذا فقال: عشرة دنانير استلفتها من فلان يهودي ستجدها في جعبة، في بيتي وشرح له مكانها، واعلم أخي أنه لم يحدث في أهلي شيء بعد موتي إلا وقد لحق به خبره، حتى هرة لنا ماتت منذ أيام فاستيقظ عوف بن مالك من نومه متعجبا، وقال في نفسه أن يذهب ليتحقق من الأمر، وفعلا ذهب لبيت صعب ووجد جعبة الدنانير في المكان الذي قال له، ثم ذهب إلى اليهودي وسأله إن كان صعب استلف منه دنانير فقال:نعم استلف مني 10 دنانير فقام عوف و ردها إلى اليهودي ثم عاد إلى أهل صعب، فسألهم ألم يحدث في بيتكم حادث؟ فقالت زوجة صعب: نعم توفيت لنا هرة منذ أيام.

ماذا نستفيد من هذه القصة وماذا نصنع براً بأقربائنا وأحبائنا الموتى:-

1-أن نصل أحبابهم ونحاول أن نصنع معهم ما كان يصنع أحبائنا أن أمكن وفاءً لأحبابنا من الموتى.

2-أن لا نهمل الرسائل التي تردنا منهم في المنام ولا نهمل العمل بها وأن أهم شيء أن ندعوا لهم بالرحمة والمغفرة فأن كل ميت نراه في المنام فليس أقل من أن ندعوا له بالرحمة مهما تكن علاقتنا معه في حياته، وأن أمكن أن نتصدق له أيضاً.

3-أن لا نهمل وصيته مهما كانت مادامت لا تتعارض مع الدين والشريعة، وأن نعمل بها قدر ما نستطيع فهي أمانة يسألنا الله عنها.

4-أن نعمل على إسعاد موتانا بكل عمل يسعدهم فصلاحنا وصلاح أحوالنا يسعدهم في حياتهم البرزخية، وكذلك دعائنا لهم وبرنا بأحبابهم.

5-أن نستحضر أنفسنا كل يوم ونعقد الرغبة في لقائهم والتمتع برؤيتهم في أحلامنا، واليكم هذا الدعاء الجميل لوالدينا المتوفين المجرب ولكن يجب أن يكون بالجوارح قبل اللسان حتى يتقبله الله (اللهم يا حنان يا منان يا واسع المغفرة يا كريم العطاء اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إن سئلت به أجبت أن تدخل أبي الجنة دون حساب ولا سابقة عذاب، اللهم ارحمه برحمتك ..اللهم أرني إياه في المنام، يا رب طمّني عنه يا رب، يا رب اجعل أبي الحبيب من المنعمين في القبر، يا رب أنت وحدك تعلم كم أشتاق إليه يارب طمنّي عنه يارب، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله. وهكذا تصيخ الدعاء للوالد او الوالدة أو الأخوة أو الأبناء وهكذا.

6-أن تكرار ظهور احد الأحباء في المنام في شكل حدث معين هو رسالة ملحّة منه يجب عدم إهمالها، ففي يوم من الأيام حلمت أنا وأخي في يوم واحد أن أمي رحمها الله تطلب منا أن نسقيها ماء، فاستغربت أن نرى أنا وأخي نفس الرؤيا، وكنا قد وضعنا لها براد ماء صدقة على نيتها بعد وفاتها فتبين لنا في نفس اليوم أن براد الماء عطلان والناس لا تشرب منه فأصلحناه، وقد رأيت أبي في المنام يأمرني بالتصدق بصفحة من مصحفه الذي كان يقراء فيه، فعندها قمت بحمل المصحف بيدي وتقليب صفحاته حيث سقطت منه مئة ريال، فقمت بالتصدق بها نيابة عنه، وهكذا مئات الرسائل تأتي للأحياء من أحبائهم الأموات فلا يعملون بها وللأسف الشديد.

7-من فاته بره بوالديه في حياتهما فليبرهما بعد وفاتهما بالتصدق لهما والدعاء لهما والبر بأحبابهما، وصلة الأرحام