حروف بـ نكهة الحبر الأسود .!

[fony]

السلآم عليكم ورحمةة الله وبركآته



هيَ مُجـرد فوضى من المشآعر لمْ تجد لهآ مكآن ،

أو ربمآ هي كلمآت ضآعت مكنونآتهآ فـ تآهت في دوآمة الزمن ،

أحآسيس دفنتهآ ريآح وأعـآصير القدر ،

ذكريآت بقيت حبيسة في دوآخلي يصعب البوح بهآ ،


هي ليست سوى حروف بـ نكهة الحبر الأسود ..











قرأتُ كثيراً عن الفرآق ، وعرفتُ بشأنه الكثير ،

لمْ أجربه يوماً مع أشخآص أحببتهم ، لمْ أعش لحظآته وأتجرّع مرآرته ،

كنتُ لأ أصدق بـ أنَّ الفرآق قد يُبكينآ يومـــاً .!

لمْ يكن يخطر في بآلي أنّ الفرآق مُـر ، وأنّ الفرآق عُلقــم يجبُ تجرّعه !

سألت نفسي كثيراً : لمَ تبكي جدتي في كل مرة تقآبل أحدى بنآتهآ بعد فرآق جهيد .!

لمْ أعلم يومـاً بـ أنني سـ أشرب من نفس الكأس .!

كآن كثيراً مآ يخبرني أخي الأوسط قبل مُغآدرتي لهم : لقد مللنآك ! متى سترحلين .!

أجل لمْ يكن ينطقهآ مزحـاً ، بل كآن يريد خوض حيآة جديدة بدون أخته الكبرى ،

لـ يعلم كيف ستكون ؟ ومآهي تبعآتهآ ..!

بدأت رحلة الفرآق ، ووصلنآ إلى مُفترق الطرق .!

كآنت تلك من أصعب المرآحل حينهآ ! ولكن الآن آعتبرهآ آسهل مرحلة مررت بهآ في الفرآق .!

شعرتُ بـ لوعته ، وتكبدّت مرآرته ، في كل مرة كنت أتحدّث فيهآ إلى أمي !

من السهل أن نقول سـ نعتآد على الفرآق ، ولكن صعب هو الآعتيــآد عليه ،

كثيراً مآ كنت أقول غداً سـ آنسى وأكمل حيآتي وكأنني لم اُفـآرَق يوماً .!

ولكن !

كيف أصبحتُ أرى ملآمحهم في كل وجه أقآبله .!

وآسمعُ لحن كلمآتهم في كل كلمة أنطقهــآ .!

مؤلمٌ جداً هو ذآك الشعور الذي يغزينآ حين نبتسم لـ يُذكرنآ بـ عذآب الوآقع ،

مؤلمٌ جداً حين نرى أشخآصاً يشبهونهم في ضحكآتهم ، كلمآتهم ، و أفعآلهم .!

وكأنهم يخبرونآ بـ أنهم كـ الأشبآح يتآبعوننآ ولآ نرآهم ، فقط نشعرُ بوجودهم حولنآ .!

تحدثتُ مرة إلى أبي ، قآل : أتعلمين مآ الذي حدثَ البآرحة على طآولة العشآء .!

تعجبتُ وآستنكرتُ حديثه ! مـآ الذي يمكنُ أن يحدث .!

أكمل بـ نفس نبرته : كُنّـآ نجلس بـ هدوء فقآطعنآ أخآك الأوسط بنبرة حزن قآئلاً : متى ستعود أختي ؟! ضحكتُ وأخبرته : ولكنكَ لآ تريدهآ ، وكنتَ كثيراً مآ تتمنى رحيلهآ .!

سكتَ ولم يقل شيئاً ، فـ أجآبته وآلدتكك بنبرة علآ عليهآ الحزن وبكلمآت حطّمتْ قلبهآ حتى تدرك معآنيهـآ : لقد تزوجتْ ! ولن تعود يوماً !

أتعلمون مآذآ حدث ! نعم ! لقد بكى أخي الذي لآ يتجآوز عمره الآثنتي عشرة عآماً !

بكى وكأنني رحلتُ لـ عآلم آخر لآ ينتمي هو إليه ، وكأنني لنْ أرآه ثآنية !

هو لآ يكفيه أن أقآبله سآعآت ، ثم يعودُ بعدهآ مسلسل الفرآق !

بكتْ بعده العآئلة ، وتحوّل العشآء إلى عزآء !

أيُعقل أن يُبكي الفرآقُ أطفــآلاً ، لمْ يخوضوآ غمـآر الحيآة ولمْ يدركوآ يوماً معنآهآ !

حين يبكي طفل في العآشرة على فرآق أمه ! أو يبكي آخر في التآسعة على رحيل وآلده !

شعور يمزقني حينَ أرآهم ، الآن فقط أصبحت أشعرُ بـ مآ يشعرون !

أصبحت أعي معنى دموعهم ، وأتفهّم لمكنونآت دوآخلهم ، فهم مشآعرهم ليس بالسهل كمآ كُنّآ نظن !


ليسَ هنآكَ أسهل من تروي لأحدهم قصة عن الفرآق ! كـ من يتحدث عن مرآرة السجن فقط لأنه سَمعَ أخآه يروي معآنآته !


ولكن ! هكذآ الحيآة : لقآء وفرآق ، ضحكآت ودموع ، حزن وفرح .

وهكذآ القدر ، ولآبد أن يأتي الفرج .










لحظة الفرآق : إجعل لـ عينيكَ الكلآم ، ولـ إذنيكَ الإصغآء لآخر الكلمآت ،

إجعل من قلبكَ مخزناً لبقآيآهم ، فـ ستحتآجُهآ كثيراً في المستقبل ،

إجعل آخر لوحآتك ضحكة من قلبكَ لهم ، وإجعل من يديكَ منديلاً يمسحٌ دموعهمْ ،

لآ تقفْ صآمتاً وكأن شي لن يكون ، بل عش لحظة الفرآق كمآ يجب أن تكونْ !













بـ قلميْ