مآب طفلة توحدية ترسل لكم رسالة باليوم العالمي للتوحد
بمناسبة اليوم العالمي للتوحد أرغب كطفلة توحد و بقلم أمي بأن أوصل حروفي هذه التي لا أستطيع أن أركبها لتكون كلمات من جمل مفهومة تعبر عم بخاطري وهذه أول وسيلة تواصل بيني وبين الآخر فاللغة صعبة عليّ لا تنزعج من تعبيرات وجهي فوسائل التعبير متعددة كالإبتسامة فأجعلها كافية لتعبر عن رضاي أو موافقتي على أمرٍ ما أو حتى على خجل...
ٍ أما حينما أعبس بوجهي فلا تنزعج لأنه يعبر عن إنزعاجي من أمرٍ ما و تذكر قول الرحمن (عبس وتولى) ...أو من ممكن أن يكون خجلاً....أنا نجمة ساطعة لها بريقٌ و بريقها إما يجذبك نحوي أو يبقيك بعيداً عني !!!!
لا أريد اللوم منك حينما تراني أتصرف بغرابة ..فغرابة تصرفاتي إما تكون عشوائية أو نمطية تعودت عليها ....لا تتعجب حينما أضع يديّ على أذني فالأصوات العالية تزعجني و تخيفني وتؤلمني فحواسّي تخونني و فيها خلل !!! بمعنىأن الأضواء و ملمس الأشياء والروائح و المذاقات والأصوات العادية في الحياة اليومية قد تسبب لي ألماً أو إنزعاجاً و لهذا تجدني لا أصافح يدك عند السلام !!!
أو أرفض الإحتضان ...
لا تنزعج مني و توبخني عندما أُخطئ و لا تقل لي كيف أعمل هذا ....بل أريني كيف أعمل هذا وتكرّم بتكراره فالتكرار يرسّخ الأمر بذهني وكذلك الإدراك البصري مثل الصور المعبرة والقصص المصورة أو فيديو أو مشهد تمثيلي...
هذا ما يساعدني في عملية التعلم وان كنت/ي معلماً أو طبيباً أو مرشداً أومدبرة منزل فإجعلي من علمك صبراً عليّ ولا تديري ظهرك لي و إن كنت/ي والداً أو أخاً أو أختاً أو عم/ة أو خال/ة فإحتووني بحبكم وحنانكم وعطفكم ...
قد يبدو لك يا من تراقبني بأنني لا أريد اللعب والاختلاط مع قريناتي... بل أريد و لكن لا أعرف كيف أتحاور معهم ؟
كيف أبدء معهم ؟
ليتك تتكرم و تشجعهم بأن يلعبوا ويشاركوني بدل أن أشاركهم و سأكون ممتنة و سعيدة...
ولا تلم والدتي بأنها ليست أهلاً لتربية طفلة وإعلم بأنها عملت جاهدة في تعليمي و تحسين سلوكي الخاطئ ولكن تعليمي يأخذ وقتاً أطول...
كطفلة توحد عنّي وعن قريناتي و أقراني الذين ينطقون أو الذين لا يستطعون النطق :
إلى أمي و أمهاتهم أمي أحبك و أعشقك و أفتقدك وليس لي سواك فأنا محتاجة لك كل يوم وفي أي مكان و زمان يا قلباً محباً معطاءً و إعلمي بأنني جنتك....