بينما كنت جالسة في غرفة اﻹنتظار في إحدى عيادات تأخر الحمل .. والمشاعر في داخلي مهزوزة والكآبة مرتسمة على ملامح وجهي.. حتى عينآي كانتا ضدي.. فبعد ما اخبرتني الطبيبة ان بي بطانة الرحم المهاجرة، تغير كل شئ من حولي..
الى أن ارسل الله إلي من تبعث في نفسي اﻷمل ، وتبث في حنايا صدري التفائل بأن الغد لابد أن يكون أفضل، فقط اذا توكلنا على الله ..
لن أطيل الحديث عليكم ولا حتى السرد ، فليست العبرة بطول القصة وإنما بمضمونها..
جلست بجانبي بعد ان لمحت اليأس في محياي وروت لي هذه القصة..:
( إحدى قريباتي ابتلى الله قوة صبرها.. وثبات إيمانها بتأخر حملها...ظلت 20 سنة تحاول جاهدة أن يتحرك في احشائها جنين يناديها أمي.. بذلت الغالي والنفيس لاجل هذا الحلم .. ولكن سبحان الله كل الاقدار وضعت لحكمة... اراد الله لها ان تكفل يتيما "عسى الله ان يجعلها هي والحبيب المصطفى في الجنة كهاتين"..
اخذت بنتا يتيمة الاب واﻷم واحسنت تربيتها وتعليمها.. اصابها مرض السكري والضغط..وبالرغم من هذا كانت صابرة شاكرة حامدة..
في احد الايام احست بشئ من التعب.. فاتجهت الى احد المراكز الصحية ..وعندما قاموا ببعض الفحوصاتت..رجعوها اليها وان هنالك ضرورة قصوى لوضعها في تحت الملاحظة... ارتعدت بطلة قصتنا سألتهم عن مرضها.. فقالوا لها من أجل سلامة جنينك يجب ان تظلي معنا .. خبر كالصاعقة نزل عليها ..لم تستوعب ما قالوه ..عشرون سنة وهي تنتظر هذا الخبر ..عشرون سنة وكانت تترقب ..فسبحان الله عندما رزقها الله كانت قد اوقفت العلاج وانشغلت باليتيمة ..فرزقها الله بلا حول منهﻻ ولا قوة.. والاروع في قصتهاانها كانت قد وصلت الشهر السادس فدورتها الشهرية كانت غير منتظمة فلا تكترث ان تقدمت او تاخرت..ظلت ثلاثة اشهر في المستشفى الى ان رزقها الله بمولود ذكر)
هذه رحمة الله وعنايته بنا ..
اما آن الاوان ان نتوكل عليك ونلتجأ اليه ..
فرحمته وسعت كل شئ..
خرجت من العيادة بعدها وانا بداخلي كومة أمل وتفائل لا يسعها الكون بأسره...
محبتكم :
أميرة عبدي