مرض أمي.. يوجعني.. دعواتكم

[شوق وحنين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



لم يمض عام على إنهاء والدتي فترة العلاج الكيماوي،،
وكنا قد احتفلنا مؤخراً برؤية شعرها الذي نما من جديد،،
وعم الفرح قلوبنا جميعا..
ولكن مشيئة الله فوق كل شيء،،
فقد عاد المرض إليها،،
وكم كانت صدمة كبيرة علينا..

قبل فترة ركض والدي بها إلى الطوارئ لمعاناتها من صعوبة في التنفس، ثم قضت 3 أسابيع عصيبة في المستشفى بسبب تجمع الماء على رئتها.. وتم تركيب أنبوب لينزل الماء منه إلى علبة كبيرة معلقة على السرير.

وإثر ذلك عانت من آلام قاسية في الأسبوع الأول وكانت طريحة الفراش في حالٍ يرثى لها.. ثم أعطيت المزيد من المسكنات التي سيطرت على الألم بفضل الله.

وقد كنا متأملين بأن يكون عَرضاً عادياً ويُعالج وينتهي بسلام.

قبل أيام وبعد أن سئمنا من عدم الحصول على إجابة من الأطباء عن وضعها ومتى يتم ترخيصها، توجهت مع أبي إلى مكتب الدكتور الذي صارحنا بوضعها، قائلاً بأن الورم قد عاد للنمو، وهذه المرة في رئتها!

لن أنسى أبداً أبداً ردة فعل أبي حبيبي، فقد كان واقفاً وفور أن سمع بالخبر جلس على كرسي وفقد وعيه لثوانٍ، وأنا أبكي وأناديه: يبة شفيك.. يبة شفيك.
وهرع الطبيب ومساعده لغسل وجهه بماء بارد ثم وعى وهو مستغرب.

واضطررت لمسح دموعي وكتم أحزاني لكي أخفف عنه وعن والدتي. كما جائت في تلك الليلة أختي التي تعيش في بلد أخرى لتكون في المنزل إلى جانبه.

أمي الغالية هي حبيبتي التي قضت عمرها في الاعتناء بنا وبأبنائنا، وهي المبتسمة دائماً المحبة للحياة.

أمي هي الصابرة التي منحها ربي قدراً كبيراً من القناعة والرضا.

كم أنا حزينة وخائفة من أن أفقدها،،
فقبلها فقدنا جدتي واثنين من خؤولتي لنفس المرض.

وكل ما أفكر فيه الآن هو كيف أعبر لها عن حبي الشديد..
فعلاقتي بها جميلة وأنا أراها بشكل شبه يومي ونجلس ونتكلم، إلا أنني أريد أن أكون أقرب إليها، كأن أعانقها أو أضع رأسي في حضنها وأقول لها كلاماً جميلاً وأعبر لها عما في خاطري.
كما أود أن يراني طفلي هكذا لكي يكون حنوناً علي إذا كبر.
لكني لم أعتد على فعل هذه الأمور..
فأتمنى منكن أخواتي أن تشجعنني وتخبرنني كيف بإمكاني أن أفعل ذلك.
أرجوكم فإن قلبي يتقطع..


لا أراكم الله مكروهاً في عزيز