التصرف الأمثل لحدث رسوب ابنك في نهاية العام الدراسي
ينتظر الأهل في نهاية كلّ عامٍ دراسي حصد ثمار شهورٍ من الجهد والمثابرة قضوها الى جانب أولادهم آملين في أن تكون النتيجة عند حسن ظنّهم. واذا كان تصرّفهما مع حدث النجاح متوقّعاً يحمل في ملامحه ايجابيّةً، فإن ردّة فعلهما حيال واقعة الرسوب تتصف عادةً بالسلبية حتى تصل في بعض الاحيان الى مرحلة العقاب واستخدام لغة الوعيد وحرمان الطفل من متطلباته. لكن وقبل الدخول في التفاصيل، على الوالدين أن يطرحا على نفسيهما هذا السؤال: "ما علاقة الرسوب المدرسي بالحرمان من حق الطفل في اللعب واقامة النشاطات الترفيهيّة وشراء الحاجيات؟ وهل سيؤدي هذا الفعل الى نجاحهما في السنة المقبلة؟". لا شكّ في أن الجواب الصريح عن هذا السؤال يتمثّل بالنفي. أما التصرف الأمثل لحدث رسوب ابنك في نهاية العام الدراسي فيبقى مرتبطاً بنقاطٍ عدّة أبرزها:
![](http://forum.hwaml.com/attachment.php?attachmentid=15307&stc=1&d=1562688543)
1. البحث عن مسؤولية الأهل الشخصيّة
قبل الشروع الى القاء كامل مسؤولية الرسوب على عاتق الولد، لا بد للأهل أن يبحثوا عن دورهم السلبي الذي أدى به الى عدم النجاح. حتى إن عدم تحمّلهم مسؤوليتهم الشخصية قد يكون هو السبب الاساسي للرسوب. المشكلة في هذا الإطار تتلخّص بعدم التنظيم المنزلي أو اللجوء الى تغليب الأمور الخاصة المتعلّقة بالوالدين على حساب مصلحة الأولاد التربويّة. وفي هذه الحالة يتمثّل الحلّ في اعادة بلورة هيكليّة تنظيميّة واضحة للحياة العائليّة، تفصل اهتمامات الأولاد وأنشطتهم عن اهتمامات أهاليهم التي غالباً يجب أن لا ترتبط بيوميات أبنائهم.
إقرأي أيضا : افضل طرق تربية الأطفال وتنشأتهم تنشأه سوية
2. العمل للغد بدلاً من التحسّر
لا يمكن جميع أنواع اللوم والتأنيب أن تفي بغرض نجاح الطفل في سنةٍ دراسيّةٍ فشل في انجازها. التحسر لا يفي بأي غرض سوى أنه يؤدّي الى زيادة الضغوط على الولد. من هنا يتوجّب على الأهل تصحيح الأخطاء والعمل على التخلص من نقاط الضعف التي منعت عملية النجاح. وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك بسيطاً ألا وهو عدم القدرة الاستيعاب نظراً لظروفٍ شخصيّة أو لها علاقة بالهيكل التعليمي أو المحيط المدرسي. أما الحل فيكمن في ضمان استيعاب #الولد كلّ ما فاته في العام المنصرم كي يدعّم معارفه قبل العودة الى المدرسة.
3. العطلة الصيفيّة تحكمها شروط وحدود
هي أصعب المقاربات على الاطلاق ان تدفع #الطفل الى التخلي عن حماسته الى العطلة الصيفية لصالح الدراسة. وهو في حال عدم اهتمامه او لا مبالاته بحدث رسوبه، عليه أن يعتاد تحمّل المسؤولية وان يعي بأن الصيف هو فرصة استثنائية له كي يخرج من واقعه المدرسي السلبي. الحل في هذا الإطار يكمن في قدرة الأهل على تنظيم وقته وبرنامج نشاطاته الصيفية واستخدام الحوار اسلوباً ايجابياً للتعامل وابعاده عن جميع الاجواء التي تعيق تقدمه العلمي والتي قد تكمن بالبيئة الاجتماعية المحيطة او عدم توافر المناخ المناسب للدراسة.
إقرأي أيضا : أهمية المدرسة والأسرة في المحافظة على اللغة العربية عند الاطفال