ارتكاب الكبائر بعد الحج هل يبطله ؟ لشيخ ابن باز
أحد الإخوة بعث يسأل، ويقول: لقد أديت فريضة الحج وأنا في سن العشرين ولم أتزوج بعد، وبعدما أديت الفريضة ارتكبت بعض المعاصي ومنها كبائر الذنوب -كما يقول- فهل بطل حجي؟
إقرأي أيضا : تفصيل عن محظورات الحج الخاصة بالرجال
الجواب:
حجك صحيح والحمد لله، إذا كنت أديت ما شرع الله لك حجك صحيح، والمعاصي ما تبطله بعد ذلك، حتى لو ارتد الإنسان لو كفر ما يبطل حجه إلا إذا مات على الكفر، لو ارتد ثم هداه الله ورجع إلى الإسلام بقي له عمله السابق، لأن الله شرط للردة أن يموت عليها، فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ [البقرة:217]، أما إذا هداه الله ورجع إلى الإسلام، أعماله تبقى له.
فهكذا المعصية من باب أولى المعصية لا تحبط الحج، فلو حججت وصمت رمضان، وصليت الصلوات ثم بعد ذلك حصل منك زنا، أو شرب مسكر، أو عقوق لوالديك، أو أكل ربا، هذا لا يبطل أعمالك، المعصية فيها الإثم وعليك إثمها، ولكن لا تبطل بها الأعمال السابقة، الأعمال على حالها، لكن يضعف إيمانك، المعاصي تضعف الإيمان تنقص الإيمان، وتسبب غضب الله ، لكن ما تبطل طاعتك الماضية، ولكن تنقص أجورها تضعفها.
إقرأي أيضا : تعرفي على اركان وواجبات الحج للشيخ ابن باز
إلا من استحلها استحل الزنا رآه حلال، استحل الزنا وهو يعرف أنه حرام واستحله بين المسلمين يعرف أن الزنا حلال أو استحل الخمر يكون مرتد عن الإسلام، فإذا مات على ذلك بطل حجه وعبادته كلها، كما قال سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[الأنعام:88] وقال سبحانه: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5].
فالذي يرتد عن دينه إذا مات على الردة بطلت أعماله، ومن ذلك من يستحل الزنا، أو الخمر، أو العقوق، يقول: إنه حلال وقد فهم السنة، وفهم الدليل فهذا يكون كافرًا ومرتدًا عن الإسلام نعوذ بالله، إذا مات على هذا تبطل أعماله نسأل الله العافية. نعم.