أختى الحبيبة لاتكونى سببا فى هدم بيتى

[Om Rodina]

أختــااااااااه .... لا تهـدمى بيتـى

كانت صرخة مدوية في قلبى بعد أن أفقت من غفلتى وعصبيتى ...

قلتها ثانية بصوت هادئ داخل قلبى .... لا تهدمى بيتى ولا تُبعدينى عن زوجى

قد طلبتُ نصيحتك .... لكنكِ أخطأتِ

تبدأ القصة عندما واجهتُ مشاكل مع زوجى ليست مشاكل عادية ولكنها مشاكل كبيرة
التى هى فى الأصل معصية لله عز وجل فاحترت ماذا أفعل مع زوجى؟؟
فهو يتحدث لفلانة بإسلوب غير لائق ويضحك مع فلانة, وأخرى تهاتفه, وأخرى ... وأخرى ...
يشاهد أفلام يسمع أغانى !!! يا إلهى أين زوجى!!
أين الذى كان لا يفعل محرّماُ أين الذى كان حريصا على الصلاة جماعة, أين الذى يدعو الناس للاستماع للقرآن
ويقول غذاء الروح وشفاء الصدور, أين زوجى وماذا حدث له؟؟ أين إخلاصه ووفاءه؟؟ أين حياؤه من الله والخوف منه؟؟

لم أحتمل هذا فكيف أعلم هذا عن زوجى وأصمت يجب فعل شيء
اتصلتُ على صديقتى أفيدينى ماذا أفعل؟؟؟ أعطتنى خطوات وخطوات ولا يهمنا الآن التفاصيل
وأصبحنا ننتظر النتائج التى من المفترض أن تحدث ولكن لا شيء يحدث من النتائج
فأزدادُ غضبا .. وأنغص حياة زوجى أكثر وأكثر, ازدادت المشاكل بل تضخمت جدا

فكل خطوة أفعلها أنتظر نتيجتها فإن لم تظهر نتيجتها أصبحت قاسية تلقائيا دون قصد معه, فغضبتُ منه جدا وحزنت
ولا أجد حلاً لمشكلتى, ضاقت عليّ الأرض بما رحُبت

كيف يحدث هذا ونحن لم نكمل عامين من الزواج يا إلهى !! لا تعاقبنى!!!

فقالت لى صديقتى وأختى كلمة كادت تهدم بيتى
أنها لو كانت مكانى لطلبت الطلاق ولا تعيش معه لحظة واحدة
فشعرتُ أنى أتحمل فوق كل الطاقات وأصبحتُ أفكّر فى الطلاق بجدية
أصبحت أفكر فى نتائجه السلبية والإيجابية

قلت لنفسي مهلاً ... لا تطلبى الطلاق .... أهو جائز أن أطلب الطلاق .... أخشى ألا يكون هذا بأس فلا أجد ريح الجنة
فأخسر دنيتى وآخرتى ... ليس أمامى إلا أن أستفتى شيخاً صادقاً أتوسم فيه الإخلاص

وفعلا اتصلت به وأخبرته بقصتى ... فقال لى زوجك يفعل معصية هو معترف أنها خطأ ويريد التخلص منها أليس كذلك؟
فقلت نعم فقال لى فأين البأس يا أختاه إن كان يُنفق عليكِ ويُحسن إليكِ ويؤدى كل حقوقكِ دون تقصير
فقلت لكنه على معصية فقال لى كلمة لا أنساها لو كل فتاة تطلقت من زوجها لأنه يفعل معصية لتطلقت كل نساء المسلمين!!!
من منّا بغير ذنوب بدلاً أن تنصحيه وتقفى بجانبه وتساعديه تكونين ضده!! تتخلين عن زوجك وتنغصي حياته بالمشاكل كل ليلة
وتنسى أن له حقوق كما أن لكِ حقوق ... أين صبرك أين لجوؤك لله تعالى ؟؟ أين حفاظك على بيتك وعلى زوجك؟؟؟
هذا التصرف لا يخرج من زوجة ملتزمة وفيّة لزوجها

فندمت أشدّ الندم على تفكيرى السطحى الغبى وفعلا رأيت زوجى مرارا يبكى على ذنبه ويتضرع لله أن يغفر له دون أن يرانى
فقلت هو فعلا أفضل منى

يكفى أنى لا أرى إلا ذنوبه وأتتبع عوراته وأفعاله وأحسابه كأنه ملكى ونسيت أن الحساب لله
فعلت الكثير من المحرمات دون أشعر , غضبى أعمى قلبى ... غضبى أحرق قلبى

وبعد أن هدأت تذكرت صديقتى وأنا على يقين أنها تحبنى وتريد لى الخير ولكن لم تُحسن نصيحتى

فلكل أخت لديها مشكلة , لا تذهبى لأخت قريبة منكِ تحبيها لتساعدك, بل اذهبى لمن لديه الحكمة والخبرة والبصيرة
اذهبى لمن له علم وعلى هدى من الله

وأيضا كل أخت جاءتها أختها تبث لها أحزانها اجعليها ترى الجانب المشرق وتنسى الجانب المظلم
اجعليها تقول الحمد لله رضيت بقضاء الله لا للسخط ولا للقنوط ولكن الصبر والدعاء والرجاء فى رحمة الله
وكله خير من الله تعالى سبحانه

ذكريها أن البلاء لا ينزل إلا بذنب ولا يُرفع إلا باستغفار
اجعليها تبحث في ذنوبها فلربما هى سبب البلاء عليها