اسمحو لي بداية أن أشير إلى خطأ شائع درجنا على الأخذ به.. وهو وصف الزوجين بالعقم.. إذ أن هذه التسمية من وجهة نظري.. تسمية خاطئة تماماً نظراً لأن مشكلة العقم .. مشكلة نادرة الحدوث.. في حين إن التسمية الصحيحة يجب أن تكون مشكلة ( الحمل المتأخر) وليس العقم.
عقم أم تأخير
ما الفرق إذن بين العقم.. والحمل المتأخر ؟!
كلمة العقم.. جاءت من التعقيم وتع**** عدم قدرة أي من الزوجين على الإنجاب لعدة أسباب.. منها ما هو قدري.. ويكاد يصل لنسبة 10% وبعضها بسبب عدم وجود مبايض عند المرأة.. أو عدم وجود حيوانات منوية عند الرجل.. وهذه أمثلة على سبيل الذكر لا الحصر.. أما تأخر الحمل.. فهو يعني عدم قدرة الزوجين على الإنجاب في ظل وجود بعض المشاكل الخلقية أو التشريحية أو المرضية، ولكن بعد معالجة هذه العوائق وإزالتها يمكن للحمل أن يحدث بعد إرادة الله سبحانه.
أسباب تأخر الحمل:
هل لنا أن نعرف طبيعة هذه الأسباب.. ومن ثم طبيعة علاج كل منها؟!
نعم.. فبالنسبة لقناة فالوب .. فنظراً لوجود أنابيب مفتوحة لنقل البويضة من المبيض إلى الرحم.. وباعتبار ذلك من الأمور الأساسية لإتمام عملية التلقيح.. لذلك يعتبر فحص الأنابيب للتأكد من عدم انسدادها من الأمور المهمة خلال مراحل العلاج.. ويمكن تشخيص ذلك عن طريق التصوير بالأشعة الملونة للأنابيب... وقد يتطلب هذا عمل منظار للبطن وأحب أن أشير هنا إلى أنه وبالرغم من إمكانية علاج الكثير من حالات انسداد الأنابيب جراحياً.. إلا أن بعض الحالات تفشل.. وتستدعي اللجوء إلى عملية طفل الأنابيب.
مشاكل التبويض:
وماذا عن أسباب التبويض.. وكيفية علاجها؟!
يعتبر نظام الدورة الشهرية للمرأة من الأمور المهمة نظراً لأن الدورة المنتظمة تعني عادة وجود مبايض صحيحة.. وتبويضاً منتظماً.. وطرق التأكد من وجود التبويض كثيرة.. منها القياس اليومي لحرارة الجسم.. أو فحص البول خلال فترة منتصف الدورة للتأكد من ارتفاع هرمون اللوتيني .. أو عمل سونار للمبايض بالإضافة لقياس نسبة هرمون البروجيستيرون في منتصف الجزء الثاني من الدورة.
فإذا اتضح عدم انتظام التبويض لدى المرأة.. يمكن هنا استعمال الأدوية المنشطة للتبويض.. وتم البدء عادة بالأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم لفترة تتراوح بين 4-6 أيام مع التأكد من حدوث تبويض أو عدمه عن طريق إتباع إحدى الوسائل المذكورة أنفاً.
وفي حال عدم نجاحها.. يستعان آنذاك بالعقاقير الأخرى الأقوى مفعولاً عن طريق الحقن مع متابعة مراحل نمو البويضات بتحليل الهرمونات .. وسونار المبايض.
عنق الرحم:
وماذا بشأن مشاكل عنق الرحم.. وكيفية التغلب عليها؟!
هناك بعض التغيرات التي تطرأ على عنق الرحم تؤدي إلى تأخر الحمل.. وللتأكد من ذلك يمكن عمل تحليل بعد الجماع حيث يتم أخذ العينة قبل موعد التبويض بفترة قصيرة.. وتساعد هذه العينة على تقويم حالة مخاط عنق الرحم والحيوانات المنوية.. وتفاعلهما بعضهما مع بعض.. فإذا اتضح بالفحص أن عدد الحيوانات المنوية النشيطة في العينة أقل من الطبيعي.. فقد يكون ذلك بسبب مشكلات في تكوين الحيوانات المنوية نفسها.. أو في وسيلة إيصالها إلى المهبل.. أو إن هناك مشكلات في عنق الرحم نفسه.. أو اضطرابات مناعية لوجود أجسام مضادة ويمكن عموماً معالجة هذه المشكلات إما بالمضادات الحيوية أو الهرمونات .. أو بالتلقيح الصناعي.. كما أنه من الضروري هنا إبلاغ الطبيب المعالج عما إذا كانت المرأة قد عملت عينة أو جراحة أو مسحة سابقة لعنق الرحم.. وعما إذا كانت والدتها قد تعاطت بعض الأدوية خلال فترة الحمل.
وإذا لم يتم ذلك عن طريق الأدوية والهرمونات المنشطة للمبايض..أو إذا كان السبب انعدام حركة الحيوان المنوي أو ضعفها.. فلا يوجد أمامنا آنذاك إلا الاستعانة بعملية التلقيح الاصطناعي.. أو بطفل الأنابيب.