صيد البنات في السعودية - تقرير مجلة التايم الأمريكية‎

[متفائلة دائما]

عندما تذيب العولمة وهم الخصوصية


المجتمع السعودي نموذجا


بقلم الصحافية الأمريكية: أيرين بيكر


ترجمة وتعليق: د. حمد العيسى


ملاحظة: حقوق هذه الترجمة «مفتوحة» لكل من يرغب في نقلها أو نشرها بأي وسيلة بدون أذن المترجم بشرط «عدم تحريفها»

تقديم المترجم: هنا تحقيق ميداني للكاتبة الصحافية الأمريكية أيرين بيكر ونشر في مجلة تايم الأمريكية العريقة في منتصف عام 2011. أيرين بيكر هي رئيس مكتب الشرق الأوسط لمجلة تايم، وتغطي قضايا السياسة والمجتمع والجيش والحرب الإقليمية على الإرهاب. انضمت إلى مجلة تايم عام 2001. كما غطت أيضاً كلاً من باكستان وأفغانستان حيث كانت رئيس مكتب مجلة تايم هناك(2008-2010). ونلفت النظر إلى أننا ترجمنا مصطلحDate أوDating الإنكليزي ومشتقاته (الذي يقصد به في الغرب غالبا اللقاء بين رجل وامرأة بقصد ممارسة الجنس) ليصبح «مواعدة رومانسية». كما نلفت النظر إلى وجود مغالطات في المقالة لم نعلق عليها لضيق الوقت قبل نشر الكتاب، ولأنها أيضا - كما نظن - متهافتة ولا تخفى على أي «قارئ عادي»، فضلاً على «القارئ المتعلم» الذي يقبل على قراءة الكتب المترجمة بحسب خبرتنا.وهذه المادة تشكل الفصل الرابع من أصل عشرين فصلا يتكون منها كتابنا المترجم الأخير «ضد النساء: نهاية الرجال وقضايا جندرية أخرى». ونلفت النظر إلى أن عنوان التحقيق الأصلي هو «سعي نحو رومانسية» ولكننا فضلنا تغييره إلى العنوان الذي تطالعونه لأنه أكثر تعبيرا عن محتوى التحقيق في رأينا حيث سمعنا تحذيرات عن العولمة منذ منتصف التسعينيات ووجدت في هذا التحقيق بعض آثارها الثقافية التي حذرت منها حركات مناهضة العولمةالعالميةAnti-Globalizationوهي مجموعة من المنظمات والجمعيات غير الحكومية يجمعهم نقد النظام الاقتصادي الليبرالي الحالي برزت بقوة لأول مرة عام 1999 في مظاهرات في مدينة سياتل الأمريكية بمناسبة عقد مؤتمر وزاري لمنظمة التجارة العالمية WTOالتي اعتبرها المحتجون مسؤولة عن توسيع الهوة الاجتماعية والاقتصادية بين الأغنياء والفقراء في حين أنها تدعي العكس. وهناك فيلم سينمائي شبه وثائقي مذهل عن هذه الحركة وكيف قمعتها بعنف دموي شرطة سياتل وإف بي آي بعنوان معركة في سياتل Battle in Seattle.

عندما تذيب العولمة وهم الخصوصية

بقي 10 دقائق على منتصف الليل في يوم الخميس في الرياض أي في بداية عطلة نهاية الأسبوع السعودية. وعلى الرغم من أننا في منتصف فترة الامتحانات الدراسية، إلا أن شارع التحلية الشهير تحتله أسراب من الأطفال يقودون سيارات بورش وفيراري، لقضاء وقت ممتع. صوت الموسيقى المنبعث من السيارات يطغى على إزعاج تزمير السيارات. هدف سائقي السيارات ليس المرور السريع فحسب، بل لفت الانتباه إلى السائقين الشباب. إنهم مرتاحون على عروشهم الوثيرة مع المكيف البارد ويلقون بأذرعهم بلا مبالاة من نافذة مفتوحة تماماً إلى الأسفل مع عرض لساعات فاخرة. طواويس وصيادون على حد سواء، يسترخون في جلسات استرخاء مع كون العينين في حالة تأهب لاحتمال صيد فريسة في السيارات المارة : سائق أجنبي وحيد في خط الهجوم، وفي المقعد الخلفي، المحجوب بزجاج معتم ومرفوع إلى الأعلى مع فتحة صغيرة، يبدو كشكل غامض.. كأنه امرأة. ونلفت النظر إلى أن معظم أسماء الشخصيات في هذا التقرير مستعارة.
راقبت بنفسي ذلك المشهد في شارع التحلية من المقعد الخلفي لسيارة صديقي السعودي، مع ثقتي في خصوصيتي التي توفرها النوافذ المظللة. التزمير المزعج والعاجل من سيارة قريبة كسر سرحاني. شاهدت وميض كرايسلر بيضاء تلحق بنا ثم تسير إلى جانبنا وفي داخلها شاب يرتدي «شماغ» منشى ، ويلوح لجذب انتباهي. انحرف بسيارته بخطورة وهو يوجه المقود بركبتيه. أشار بإبهاميه إلى أعلى مع ابتسامة عريضة، ثم رفع لوحة عليها رقم هاتف. وبعد ثوان قليلة أي ما يكفي من الوقت بالنسبة لي لتدوين الرقم ، صرخ عبر النافذة: خلاص.. كتبتيه؟! كما لو كان هناك اتفاق، لعق شفتيه بشهوة ثم مص سبابته مع عبوس مبالغ ثم قذفها إتجاهي كأني مارلين مونرو ، ثم هدرت مكينة سيارته الفخمة وهي تبتعد بسرعة. مرحباً بكم في «صيد البنات» على الطريقة السعودية.

لابد أن سلمان شعر بخيبة أمل عندما استلم مكالمة هاتفية من صحافية أميركية. عندما التقينا في مقهى عصري مشهور بعد بضعة أيام، اعترف أنه تلقى ما لا يقل عن 10 مكالمات في تلك الليلة، ولم يكن متأكداً أيهن كانت أنا! بدا خبيراً بالبنات وهو يحاول إقناعي بأنه «رقّمني» (بتشديد القاف بالعامية أي أعطاني رقم هاتفه)، لأنني كنت «جميلة جداً». وعندما أشرت إلى احتمال وجود امرأة مسنة وراء الزجاج المعتم، تساءل محتجا: «كيف إذاً يمكنني مقابلة البنات؟».

وصف سلمان لي مشهد صيد بخبرة هائلة ونحن نشرب عصير فيرجن موهيتو Virgin Mojito المثلج. لا توجد دور سينما في السعودية ولا بارات. ويتم فصل الجنسين في حفلات الزفاف، كما هي الحال في المدارس؛ في السعودية، حيث التقاليد والدين يتآمران لمنع أي اتصال غير منظم بين الجنسين، فإن الشباب والشابات يضطرون لعمل أساليب متطرفة للسعي نحو الرومانسية.

في الرياض كما يقول سلمان، أسلوب «الترقيم» يتربع على القمة. الذكور المتنافسون في الصيد يستأجرون أحياناً سيارات فاخرة لزيادة فرصهم في الصيد والتعارف. يقول سلمان بأسى إن «البنت لا تهتم بالشخص إذا كان وسيماً أو لطيفاً، بل تهتم بالثراء فحسب». ويدعي سلمان أنه في السنوات الخمس التي مارس فيها سلمان الترقيم، نجح في الحصول على عدة «مواعدات رومانسية»(Dates) ، بل وتمكن من الحصول على صديقة سعودية (غيرل فريند) لفترة قصيرة. ولكن الآن وهو في سن 24، قال سلمان إنه يبحث عن شيء أكثر جدية» ، أو كما يقول «بالتأكيد صداقة رومانسية». وأضاف: «إذا ما وجدت فتاة لطيفة ومحترمة بهذه الطريقة، فلا مانع من أن أتزوجها»!!!

جنسين منفصلين تماماً

نغمة «لا أستطيع الحصول على أي متعة في حياتي»، بالتأكيد لم تكن تتردد في الثورات العربية. ولكنها قد تكون تماماً موجودة ضمنياً، على الأقل وفقاً لخبير الشرق الأوسط الشهير المستشرق البروفيسور برنارد لويس، الذي جادل مؤخراً في مقابلة مع صحيفة الجيروزاليم بوست، أن الإحباط الجنسي كان سبباً «جزئياً» في تغذية الانتفاضات العربية. قال لويس «في العالم الإسلامي، الجنس ليس متاحا بطريقة كاجوال على النمط الغربي» وأضاف لويس: «إذا كان الشاب يريد ممارسة الجنس، لا يوجد سوى احتمالين: الزواج أو الدعارة؛ فلديك هذه الأعداد الهائلة من الشباب الذين ينشئون من دون مال للدعارة أو لتكاليف الزواج مع رغبة جنسية متأججة؛ فمن ناحية، يمكن أن يؤدي هذا إلى تكوين مقاتل انتحاري. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي إلى إحباط وخيبة أمل كبيرين قد تنتج منهما ثورة»
ونتج من نظرية لويس السالفة، بعض الردود المخالفة وبعض الردود الموافقة. بعضها، مثل د. هبة قطب المصرية المتخصصة في علم الجنس، التي تعتبر فكرة لويس عن عدم استطاعة الرجال الزواج مجرد هراء. وتضيف: انظري فقط إلى نسبة الزواج المبكر في الطبقات الدنيا (في مصر) مقارنة مع الأغنياء. وتؤكد د. قطب أن الزواج المتأخر هو «اختيار». لكن الطالب الجامعي المصري محمود تقي (19 عاماً) يختلف مع د. قطب: «الشاب العاطل بالكاد يستطيع أن يتزوج». ويضيف: «قد يضطر الشاب إلى الانتظار حتى الثلاثين قبل أن يحصل على وظيفة، ولذلك سيصبح محبطاً بطبيعة الحال. لقد ثرنا بسبب الظلم والفساد والبطالة، ولكن الإحباط الجنسي كان – بالتأكيد - جزءاً من كل ذلك». بعض الرجال، كما يقول محمود، يذهبون للبغايا ولكن هؤلاء ليسوا من المتدينين.
بالطبع، قد يكون الشخص الذي في الـ 19 من عمره، أكثر قلقاً حول الجنس، من القلق حول الزواج. ولكن الواقع بالنسبة إلى الكثيرين في الشرق الأوسط هو أن الزواج ليس بسبب الجنس المسموح به دينياً فحسب، بل هو يعني تأسيس والعثور على موقع في المجتمع. وتقول د. قطب: «العاهرات والإباحية على الإنترنت قد تساعدان في تهدئة بعض الإحباطات، وحتى عندما تسبب الشعور بالذنب والعار، لكنها لا تستطيع أن توفر الألفة والنضج الاجتماعي»
بينما لا تزال معظم الزيجات في السعودية تتم بصورة مرتبة تقليدياً، فإن العزاب والعازبات فيها مفتونون بشكل متزايد بالرومانسية على طريقة أفلام هوليوود التي تبث عبر الفضائيات والإنترنت.

شكل فريد من الرومانسية

وبينما يحاول العزاب والعازبات السعوديون الإبحار بين التقاليد والحب الحديث، فإنهم يتعثرون بعقبات الثقافة السعودية، ما أدى إلى ابتكار شكل فريد من «المواعدة الرومانسية» (Dating) هو في الوقت نفسه بحث جاد للتواصل مع الجنس الآخر، ولكنه محفوف بمخاطر عظيمة. الفصل بين الجنسين له جذوره في كل من الإسلام والتقاليد القديمة للقبائل البدوية في شبه الجزيرة، التي كانت تعتبر إخفاء المرأة عن أعين الجمهور دليل شرف - وفي حقبة سبقت الاختبارات الجينية، اعتبرت أيضاً بطريقة ما وسيلة لضمان شرعية نسب الأطفال. وقد انتشرت هذه الثقافة البدوية عبر شبه الجزيرة، بالرغم من أنها أضعف في مدينة جدة على البحر الأحمر بسبب بقاء بعض الحجاج الأجانب فيها، حيث تركوا عبر القرون بصمات أكثر ليبرالية وتحضراً. كان الرجال والنساء يصلّون معاً دائماً في الحرم المكي، ولكن هذا لا يحدث حالياً حيث يرى رجال الدين المحافظون أن قوانين الفصل بين الجنسين الصارمة المتعلقة أصلاً بزوجات النبي محمد (ص) ينبغي أن تطبق على النساء كافة.
آخرون يبررون الحظر المفروض على الاختلاط بالإشارة إلى مشاكل اجتماعية في دول أخرى. يقول الشيخ عبد الله (الذي يصف نفسه بأنه عالم دين معتدل): «هذه القواعد تساعد المجتمع على تجنب الفوضى التي نراها في الغرب مثل: الأطفال غير الشرعيين، والإجهاض، والأمهات من دون أزواج، والأطفال في دور الأيتام». ويضيف نقلاً عن إحصائية يقول إنها حديثة، إن 40 في المئة من جميع حالات الحمل في الولايات المتحدة هي غير شرعية. قوانين منع الاختلاط تجعل من النادر لقاء العزاب والعازبات. وهناك كذلك فصل بين الجنسين في معظم أماكن العمل، ما عدا مجال الطب، حيث يؤثر الفصل في جودة ونوعية الرعاية الطبية. وكما قالت لي بعض طالبات الطب: هذا هو أحد الأسباب، لاختيارهن هذه المهنة، وبحسب إحداهن: «أفضل مكان للقاء شخص مناسب للزواج هو في مكان العمل تماماً كما هو الحال في أمريكا، وبالنسبة إلينا هذا يعني المستشفى». وطلبت مني عدم استخدام اسمها خوفاً من اتهامها بأنها منحلة لأنها اعترفت باهتمامها بالرجال.(يتبع)

عندما تذيب العولمة وهم الخصوص


البنات تردن الحصول على المرح واللهو فحسب

البنات السعوديات – مثل الأولاد - يخرجن من المنزل للبحث عن فريسة، لكن قواعد لعبهن أكثر صرامة من الأولاد. وعندما تخرجن، يجب عليهن لبس العباءة (العباية) وهي ثوب أسود فضفاض يغطي كامل الجسد. في الرياض اللون الأسود هو الطاغي. ولكن ما يظهر من بعيد كأنه لباس موحد للنساء، يبدو عن قرب كرمز جريء للتواصل؛ إن هناك وميضاً براقاً مثل فلاش الكاميرا ملفتاً للنظر من الألوان على الأكمام أو ما يكفي من كريستال شوارفسكي (Swarovski Crystal) لشغل ثريا ضخمة. تقول مها (22 عاماً) «بالطبع الأولاد يلاحظون جمال عباياتنا». عباءة مها لها أكمام مصممة بروعة وتكشف عن بطانة جميلة من الساتان الأبيض. إنها ليلة الجمعة في مول شهير في الرياض، ومها تضع ماكياجاً كاملاً يصلح لحفلة زواج، ولم تنس استكمال الرموش الصناعية. وتضيف مها «كل الفتيات تردن الظهور بشكل جيد، ولذلك نضع الماكياج ونسرح شعرنا جيداً قبل الخروج». وبالفعل تنجحن في الصيد. مها تقول إنها التقت صديقها السعودي (البوي فريند)، في مجمّع للتسوق عندما توجه نحوها ورقّـمها (بتشديد القاف، أي أعطاها رقمه مكتوباً على ورقة). وعى الرغم من أن رقمه لم يكن مميزاً (أي من المرجح أنه ليس ثرياً)، إلا أنه كان وسيماً كما تقول. والمفارقة أنه حتى هنا في السعودية تطبق البنات «القواعد العالمية للمغازلة» حيث قالت مها بخبث: «تركته ينتظر لمدة أسبوع ، ثم اتصلت به حتى لا يظن أنني فريسة سهلة»!!!

ولمدة شهرين، كانت مواعيدهما الرومانسية Dates تقتصر على المكالمات الهاتفية كل ليلة تقريبا. ولكن الآن تذهب مها أحيانا إلى منزله لتناول العشاء بوجود والدته أو أخته الأكبر سناً؛ وفي بعض الأحيان، تتشابك أيديهما أو يسرقان قبلة عذرية (!!!) إذا لم يكن أحد قربهما. لكن الأمر لا يزيد على ذلك مطلقاً. تعترف إنها عملت قبلة فرنسية مع ولد ذات مرة، ولكن لن تفعل ذلك مع «البوي فريند» الحالي. وأضافت «القبلة الفرنسية ليست لائقة في هذا الوقت، لأنه الرجل الذي أريد أن يتزوجني»!!!

وعندما يتجاوز الولد والبنت مرحلة الترقيم والمكالمات الهاتفية، فإن العثور على مكان مناسب للقاء يعتبر أمراً ليس هيناً. لا يسمح هنا للرجل والمرأة غير المتزوجين أن يجتمعا معاً في الأماكن العامة، وإذا قبض عليهما، يتعرضان للغرامة أو السجن. بالنسبة إلى المرأة، هذا قد يعني وصول مكالمة مذلّة لوالدها مع وصمة عار تقضي على سمعتها. الخوف من الوقوع في قبضة الشرطة الدينية يمكن أن يحوِّل نزهة ممتعة إلى ليلة متوترة ومرهقة؛ فمجرد ذكر اسم المطاوعة، أو الشرطة الدينية أثناء تلك الخلوة، يسبب رعدة ورعشة خوف ورعب وقلق لهما. قالت لي امرأة في المول وهي تنظر حولها بعصبية: «أوه، أرجوك لا تذكري اسمهم، لأن ذلك سيجعلهم يأتون!». وقبل بضعة أسابيع، نجت مع صديقها (البوي فريند) عندما اختبئا وراء جدار (فاصل ، بارتيشن) متحرك داخل مطعم مشهور باللقاءات الرومانسية، عندما داهم المطاوعة المطعم.
يوسف طالب هندسة حيوية، لطيف ويملك خبرة لعدة سنوات في المواعدات الرومانسية الناجحة؛ يقترح توقيت المواعدة لتكون صباحاً مع وجبة الإفطار، لأن احتمال قيام «أصحاب اللحى» (كما يسميهم) بجولاتهم يكون ضعيفاً في ذلك الوقت المبكر. ويضيف يوسف حيلة أخرى وهي الذهاب إلى مول أو فندق يملكه شخص نافذ من الذين لديهم اتفاق ضمني مع المطاوعة بحيث لا يداهمون ممتلكاته. مكان يوسف المفضل هو قمة «برج المملكة» الراقي في الرياض، حيث يوفر الجسر المعلق منظراً خلاباً للمدينة –إضافة إلى ميزة فريدة – كما يؤكد يوسف مبتسماً «إذا كنت شاباً محظوظاً، فسوف تتظاهر البنت أنها تشعر بالدوار وتميل عليك»، ويضيف: أحياناً تعتبر صعوبة عمل المواعدة الرومانسية مصدراً للمتعة.
منار التي تزوجت للتو من البوي فريند السعودي الذي تعرفت عليه منذ سنتين تقول - وهي تضحك - إنها تفتقد متعة المغامرة: «لقد أصبحت مواعداتنا الرومانسية بعد الزواج مملة كثيراً ومن دون طعم مقارنة بمتعة فترة الصداقة»
وبالطبع، ليس كل المواعدات الرومانسية تؤدي إلى الزواج. يقول يوسف: «الشاب يأمل دائماً أن يجد البنت المناسبة، ولكن معظم المواعدات الرومانسية هي فقط للحصول على المتعة واللهو». إضافة إلى ذلك، يقول يوسف : عندما يحين وقت الزواج، فسوف يختار والداه زوجة مناسبة له. وأخيرا يتناقض يوسف مع نفسه عندما يقول: «يجب على العائلات حماية بناتهن، وإذا كن تغازلن الأولاد، فلسن من نوع الفتيات العفيفات اللاتي ينبغي الزواج بهن»

سمعتك مهمة

المملكة العربية السعودية اليوم تعيش في جو يمكن للروائية الرومانسية البريطانية جين أوستن (1775-1817)، التعرف عليه. الزيجات تهدف إلى العثور على شريك مناسب، بمثل ما تهدف إلى تحقيق تحالفات عائلية. ومن المتوقع أن تتمتع العروس الشابة بسمعة نظيفة تماماً؛ والتسكع وقتاً طويلاً مع صبي في الأماكن العامة يمكن أن ينهي فرصتها للزواج. كانت عذرية الفتاة سابقا أهم شيء تملكه هنا، ولكن اليوم، عندما أصبح من الممكن استعادة العذرية وزرع غشاء بكارة جديد بواسطة عملية تجميل، وبرحلة سريعة إلى بيروت أو أوروبا، فإن موضوع السمعة أصبح هو الهدف الأهم من العذرية! وقد يطلب والدا العريس فحص سجلات هاتف الفتاة الجوال ، للتأكد من عدم وجود علاقة سابقة. لهذا السبب، فإن بعض السعوديين الأثرياء، مع إذن آبائهم، يختارون عمل المواعدات الرومانسية خارج البلاد. إنهم يتزاحمون في الذهاب إلى بيروت أو باريس أو لندن، حيث يمكن أن يلتقوا بسعوديين وسعوديات مناسبين من دون خوف من تداعيات هذه اللقاءات نفسها في الوطن.

وبالرغم من ندرة ممارسة الجنس، إلا أنه يحدث أحياناً. ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج يعتبر تابواً كبيراً. وإذا حملت الفتاة، فإن عائلتها تجبرها في الغالب على الزواج. السلبية الأخرى للمواعدة الرومانسية السرية كما يقول عالم نفسي سعودي، هو أن الشابات لا تتعلمن أن لديهن الحق في قول «كلا» لدرجة أنها تصبح سهلة المنال جنسياً، وبعد ذلك تضيع في دوامة «لقد فقدت عذريتي: ترى، ماذا الذي يجب أن أقوم به، ومن سيتزوجني؟ إنه اضطراب نفسي مريع»

الفصل الصارم بين الجنسين غالباً ما يؤدي إلى التجريب مع الجنس نفسه. وفقاً لطالبة جامعية حدثتني؛ فمثل الأفلام الإباحية، فإنه بالنسبة إلى البعض البديل المقبول دينياً لخطيئة الزنا الكبرى، وبخاصة إذا كان يحدث بين الشابات. يقول الشيخ عبد الله: «إن أثمن شيء هو عذرية الفتاة، وإذا كانت لديها علاقات مع صديقاتها الإناث، فلا بأس لأنه أمر مؤقت فحسب» (تعليق المترجم: هذا غير صحيح البتة)

أما بالنسبة إلى الذكور، فإن العديد من الشباب السعودي يؤجلون الزواج حتى يصبح لديهم وظيفة لائقة. ولكن مع معدل البطالة الرسمي الذي يبلغ 11 في المئة، فإن العثور على وظيفة لائقة يصبح أكثر صعوبة. وعلى أية حال، كما يقول الداعية التلفزيوني السعودي أحمد الشقيري، الذي يهتم بقضايا الشباب، فإن مثل هذا التفكير غير متناغم مع البيولوجيا والثقافة التي تشدد على العفة. ويضيف: إن الهم رقم واحد للشباب في كل مكان هو الجنس، ولكن خلافاً لما يحدث في الولايات المتحدة، حيث تعتبر ممارسة الجنس من دون زواج مقبولة اجتماعياً، ولكن في السعودية «المجتمع والدين يقولون لك: لا يمكن أن تنفِّس عن هذه الرغبة إلا إذا كنت متزوجاً، وهو الأمر الذي قد يتأخر في هذه الأيام حتى سن الثلاثين. ولكن، ماذا نتوقع أن يحدث للشاب من سن 14 حتى سن 30؟ إنها قنبلة تنتظر أن تنفجر، وكل ما يقوله لك رجال الدين هو: عليك بالصيام». الشقيري يقترح خفض سن الزواج للجنسين لكي يتناغم بصورة أفضل مع البيولوجيا.

المواعدة الرومانسية في نهاية المطاف حتى لو لم تتعدَ مجرد قبلة سريعة على الخد، تعتبر بمثابة فتح صمام الضغط العالي للتنفيس عن الاحتقان كما يقول سلمان الذي رقمني وهو يقود الكرايسلر كما أسلفت؛ فبينما ينتظر سلمان أن يرن هاتفه بعد ليلة حافلة بالترقيم، إلا أنه لا يفكر في الجنس بمثل تفكيره في اشتعال شرارة الحب المحتمل. لو كان هناك طرق أخرى طبيعية للقاء البنات، فإنه ورفاقه سيصبحون أقل ميلاً للانخراط في سلوك خطير من هذا القبيل. ويتحدث بأسى عن مدينة جدة، حيث يمكن للنساء تخفيف ضوابط الحجاب قليلاً ويقول: «في جدة، يمكنك أن تلتقي الفتيات في المقهى أو على الشاطئ. الوضع هناك طبيعي أكثر من هنا»
ولكن بطبيعة الحال وفقاً للمعايير السعودية، فإن جدة لا يمكن أن تعتبر طبيعية. هناك العديد من المنتجعات الساحلية الممتدة على شاطئ جدة حيث يلعب الشباب من الرجال والنساء من "الطبقة المخملية" في السعودية – وبخاصة من المثقفين الصاعدين إلى الأعلى-- كرة الطائرة الشاطئية ، ومن ثم يشتركون في تدخين الأرجيلة بعدما تغرب الشمس. ولكن كما قال لي شخص كان يلعب كرة الطائرة الشاطئية: «كون الرجال والنساء يتمتعون بحرية أكثر في جدة أكثر من باقي مدن السعودية، فإن هذا لا يعني أن الحب يصبح قريب المنال وسهل التحقيق». وتقول رؤى (28 عاماً) التي تدير شركتها المتخصصة في الدعاية: «في مثل سني، بدأت أقلق بشأن الزواج». وتضيف: «لكن يجب أن أتزوج من شخص أحبه، وليس من السهل العثور عليه». في الواقع، هذا الأمر صحيح في السعودية، وفي كل بلد في العالم!

الثلاثاء 03 جمادى الثانية 1433هـ - 24 أبريل 2012م

صيد البنات في السعودية

بقي 10 دقائق على منتصف الليل في يوم الخميس في الرياض أي في بداية عطلة نهاية الأسبوع السعودية. وعلى الرغم من أننا في منتصف فترة الامتحانات الدراسية، إلا أن شارع التحلية الشهير تحتله أسراب من الأطفال يقودون سيارات بورش وفيراري، لقضاء وقت ممتع. صوت الموسيقى المنبعث من السيارات يطغى على إزعاج تزمير السيارات. هدف سائقي السيارات ليس المرور السريع فحسب، بل لفت الانتباه إلى السائقين الشباب. إنهم مرتاحون على عروشهم الوثيرة مع المكيف البارد ويلقون بأذرعهم بلا مبالاة من نافذة مفتوحة تماماً إلى الأسفل مع عرض لساعات فاخرة. طواويس وصيادون على حد سواء، يسترخون في جلسات استرخاء مع كون العينين في حالة تأهب لاحتمال صيد فريسة في السيارات المارة: سائق أجنبي وحيد في خط الهجوم، وفي المقعد الخلفي، المحجوب بزجاج معتم ومرفوع إلى الأعلى مع فتحة صغيرة، يبدو كشكل غامض.. كأنه امرأة. هذا مقدمة تقرير صحفي كتبته الصحفية الأمريكية أيرين بيكر، ونشرته مجلة التايم الأمريكية منتصف العام الماضي، أي في ذروة الاحتجاجات العربية، وفي ذلك التوقيت إشارة ما، رغم أنها أرادت أن تشير في تقريرها حسب العنوان إلى: عندما تذيب العولمة وهم الخصوصية: المجتمع السعودي نموذجاً. نموذج هذا الشاب الذي يمارس «صيد البنات» كما تصفه الصحفية الأمريكية، في تقريرها الذي ترجمه حمد العيسى، يظن وبكل سذاجة أنه «رقَّم» - بفتح القاف وتشديدها - الأمريكية ذاتها، أي أنه منحها رقمه الخاص كي يواعدها، بينما هي سايرته لكي تخرج بهذا التقرير الصحفي الناجح، ولكن هل كانت نتيجة تقريرها صحيحة؟ أي هل أن العولمة أذابت وهم الخصوصية الذي أشغل بعضنا بعضاً في ترداده، والمزايدة عليه كثيراً؟ وهل خصوصيتنا التي بحثنا عنها هي المحافظة على تراثنا وثقافتنا، كما تفعل فرنسا أو اليابان مثلاً أمام الثقافة الأمريكية؟ طبعاً لم تكن كذلك، ولا تعني أننا نريد أن نحافظ على نمط الحياة التقليدية، والمحافظة على هويتنا، كما هي لدى الدول المتقدمة التي لا تريد إذابة وجهها في العولمة، بل إننا بكل بساطة نخشى الجديد والمغاير لما اعتدنا عليه، ونحاربه دون أن نستوعبه ونحتويه، وحينما يفرضه علينا قانون الزمن، نستخدمه في وسائل غير سويّة، هاهي الأمريكية تصطاد في تقريرها شباب التحلية وهم يطوفون الشارع في استعراض ذكوري، كما لو كانوا مجموعة ديوك، وتعمل أجهزة الجوال في جيوبهم بكل ما هو مسيء لهم ولوطنهم. هل تفيد رقابة هؤلاء ومطاردتهم كما نفعل في بلادنا على مدى خمسين عاماً؟ وهل وصلنا إلى نتيجة تذكر، وهل حوّلنا الشباب من سلوكياتهم المسيئة إلى نشاطات إيجابية؟ أم أن الحالة تتكرر من جيل إلى آخر؟ أكاد أجزم أن هذا الأمر يرتبط بالطفولة، له علاقة بالتربية السويّة، بحيث يدرك الإنسان، ومنذ مرحلة مبكرة، حق الآخرين في التجوال دون اعتراضهم ومضايقتهم، فمن أبسط حقوق المرأة خاصة، والإنسان عموماً، أن يسير بأمان وطمأنينة في الأماكن العامة في بلاده، دون أن يتعرض للإيقاف والتحرش والمضايقة.

*نقلاً عن صحيفة "الجزيرة" السعودية

[memaya]

انا مش عارفه هما الامريكان عايزين ايه زعلانين من عفه المجتمعات الاسلاميه واخدينها على قلبهم اوى كدا ليه
المجتمع السعودى تكثر فيه العفه ليه بيحاربوا الالتزام الدينى فيه حتى لو فيه ما بسمى بالترقيم والكلام دا ما كل مجتمع ليه شواذ
اقول للأمريكان يروحوا يحلوا مشاكلهم احسن قبل ما يشغلوا نفسهم بمشاكل غيرهم ويشوفوا نسب الاطفال من دون النسب عندهم اولى
يا ريت المجتمعات تتمسك بالدين والعفه وترجع فطرة الاسلام من تانى " اللهم اعز الاسلام والمسلمين"
وعلى فكره انا مصريه مقيمه فى السعوديه وبحب البلد دى دينيا وكمان عشان ناسها طيبين

[أم أصيـــل]

حسبي الله ونعم الوكيل,,,
جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعه
بإذن الله,,
ماراح يقدروا يغربوا السعوديه وبلدان المسلمين لو يصير فيها
بلاوي,,ومصير المذنب يتوب وكل هذولا البنات والشباب
راح يندموا فيوم ويتوبوا لله مافي شي بيضل
ودوام الحال محال,,
والحمدلله الإسلام أعز المرأة بالحجاب
عشان يحميها من أصحاب القلوب الضعيفه والمريضه
لو تفكر هالكاتبه شوي بوضع
المجتمع الأمريكي المزري
أمراض جنسية وأطفال غير شرعيين
لدرجة إنو البنت تحمل فسن المراهقه
ومن خوفها ترميه فالشارع
والأسوء من كذا لما تضطر للعمل عشان لقمة عيشها
هيا وطفلها,,وأكبر مثال إبنة المرشحه الأمريكيه سارة بايلن
خلت بنتها تطلع فكثير من الإعلانات التوعوية إللي
تحذر البنات من العلاقات فسن المراهقه,,
وأتوقع 40% من أطفال المجتمع الأمريكي غير شرعيين
حتى مع زواج الوالدين
وتردي أوضاع الأمهات العازبات في ظل ظروف البحث
عن عمل ويمكن تموت من الجوع وهيا ماحصلت شي,,
أنا أقول ياآيرين بيكر روحي حلي مشاكل مجتمعك
المنحط والمتحلحل,,
ودعي شؤؤن السعودية للسعوددين
الحمدلله نحنا بنعمة وبخير مادمنا متمسكين بديننا
ونصيحه لكل مسلم ومسلمه من كان مع الله كان الله معه
لما بكون قريبه من الله بقلبي وعقلي وجسدي
إش بيضرني ؟؟؟؟
والله ماأشوف غير راحة بااال وحياة سعيده
حتى فأصعب الظروف,,
ومن لم يستطع الزواج عليه بالصلاة والصيام
والرياضه,,,
ومثل مايحاربونا على فضائل مجتمعاتنا ويحاولوا يزعزعوها
بفلسفتهم الجنسيه
راح نحاربهم فرذالتهم وحقارتهم ونفضحهم
وخير مانحاربهم به هو نشر تعاليم ديننا الحنيف,,,,
وصلى الله وسلم على نبينا خير البريه ومعلم البشريه....

[memaya]

عشره على عشره كلامك يا ام اصيل