أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
أكثروا من هذا الدعاء (ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)
ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين
إن من أعظم نعم الله تعالى على العبد أن يرزقه الله زوجة صالحة وذرية طيبة،
فالزوجة الصالحة هي سكن وأُنس لزوجها، قال سبحانه : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(1). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة)(2)، والذرية الطيبة هم زينة الحياة الدنيا (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)(3)، وباجتماعهما ؛ أي الزوجة الصالحة والذرية الطيبة يكتمل متاع الحياة الدنيا (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)(4) . ورجل له زوجة سيئة الخلق كرجل بلا زوجة كلاهما سيّان فرد لا أنيس له ولا سكن، وكذا رجل له ولد عاق كرجل بلا ولد كلاهما وحيد لا وارث له. تأمل هذا المعنى في دعاء زكريا عليه السلام كما في قوله تعالى (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) فكانت الإجابة : (
وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )الأنبياء: ٨٩ – ٩٠ قال العلامة الطبري رحمه الله تعالى:[واختلف أهل التأويل في معنى الصلاح الذي عناه الله جلّ ثناؤه بقوله( وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) فقال بعضهم: كانت عقيماً فأصلحها بأن جعلها وَلُوداً. وقال آخرون: كانت سيئة الخلق، فأصلحها الله له بأن رزقها حسن الخلق. قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أصلح لزكريا زوجه، كما أخبر تعالى ذكره بأن جعلها ولودا حسنة الخُلُق، لأن كل ذلك من معاني إصلاحه إياها، ولم يخصُصِ الله جلّ ثناؤه بذلك بعضا دون بعض في كتابه، ولا على لسان رسوله، ولا وضع ، على خصوص ذلك دلالة، فهو على العموم ما لم يأت ما يجب التسليم له بأن ذلك مراد به بعض دون بعض](5). فإلى كل مَن أراد صلاح زوجه وإلى كل من أراد ذرية طيبة أكثروا من هذا الدعاء (ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)