
كثُرت الكتب حول كيفيّة إعداد النساء الحوامل اللواتي ينتظرن مولودًا في حين أننا لا نجد إلاّ عددًا ضئيلاً من الكتب التي تتضمّن نصائح حول كيفيّة إعداد المرأة التي تواجه صعوبة في الانجاب. فما الأمور التي يجب أن تتوقّعينها عندما تعجزين عن الحمل، وما هي المشاعر والأفكار والضغوطات الاجتماعية والثقافية التي ستواجهينها؟
منذ الطفولة، يتمّ تربية الفتيات وتدريبهنّ لكي يصبحن أمّهات المستقبل لدرجة أنّه في بعض المجتمعات يعتبرون الانجاب هو العامل الوحيد الذّي سيتمّ تقييم الفتاة على أساسه لاثبات أنوثتها. وعندما تواجه المرأة صعوبة في الحمل يصيبها شعور بالفشل وتشعر أنّها ليست امرأة كاملة وأنّها فشلت في واجباتها كامرأة. في الواقع، إنّ محاولة حدوث الحمل إمّا بشكل طبيعيّ أو بمساعدة طبيّة هي عمليّة مرهقة ومتعبة للمرأة. ستشعر بالفشل والاكتئاب والقلق والضغوط من المجتمع وزوجها بسبب عجزها عن الحمل. كلّ هذا الاجهاد العاطفي سيكون سببًا لمزيد من التأخّر في الانجاب.
فمن الصعب على المرأة التي تعاني صعوبة في الانجاب أن تسترخي لأنّها ستعتبر لا شعوريًا أن القدرة على الانجاب هو تحدٍّ شخصيّ من أجل اثبات قيمتها كامرأة وليتقبلها المجتمع ولكن في الواقع إنّ عدم قدرتها على الانجاب أو صعوبة الحمل ليست مقياسًا للأنوثة. كلّ هذه الأفكار هي من صنع المجتمع والمعايير الثقافية لذا لا تشعري أنّ واجبك يحتمّ عليك الانجاب وفي حال حصل العكس تكونين قد فشلت. إنّ جسمك سيصبح مستعدًا ما أن يصبح عقلك كذلك ولكن مهما تكن النتيجة فقيمتك وتقديرك لنفسك لن ينقصا أبدًا.