من جهتها بررت الكاتبة آل الشيخ التغريدة في حسابها قبل اختفائها بقولها "أقصد هل أنت تسمع قدرة الله يحذف المضاف لمعرفته دون لفظه". وأضافت "قصدي واضح، وفسرته، ولستم ربي لأعتذر لكم. المضاف في اللغة معروف فهو موقع إعرابي ما مصيبتكم؟! صوت الله أي صوت مخلوق به".
حاولت أطبق كلآمها على قاعدة مواضع حذف المضاف .. لكن ..لم تستقيم ولن تستقيم الجمله..
وأمَّا حذفُ المضافِ وإقامَةُ المُضَافِ إليه مَقَامَهُ قِيَاساً؛ فضَابِطُه العَامُّ أنْ يكُونَ المضافُ إليه البَاقِي غَيْرَ صَالِحٍ في نَفْسِهِ لأنْ يُنْسَبَ إليه العَامِلُ الذي كان مَنْسُوباً قَبْل الحذفِ إلى المضافِ، وهذا الجِنْسُ يَقَعُ في كَثِيرٍ مِن مَوَاقِعِ الإعرابِ:
الأوَّلُ: أنْ يكونَ المضافُ قَبْلَ الحَذْفِ فَاعِلاً، ومِن ذلك قولُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} فقَدْ قَامَ دَلِيلُ العَقْلِ المَنْسُوبُ إلى قَوَاعِدِ الشَّرْعِ على أنَّ نِسْبَةَ المَجِيءِ إلى اللَّهِ تعَالَى بما يَقْتَضِيهِ مِن المَكَانِيَّةِ والانتِقَالُ مُسْتَحِيلَةً.
الثَّانِي: أنْ يكونَ المُضَافُ قَبْلَ حَذْفِه مُبْتَدَأً في الحَالِ أو في الأصلِ, ومِن ذلك قَوْلُ اللَّهِ تعَالَى: {وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ}؛ أي: ولَكِنَّ أَهْلَ البِرِّ مَنْ آمَنَ، ومِنْهُ قولُه سُبْحَانَه: {الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}؛ أي: زَمَنُ الحَجِّ أَشْهُرٌ، وهذا أَحَدُ احتِمَالَيْنِ في الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ.
والثَّالِثُ: أنْ يكونَ المضافُ قَبْلَ حَذْفِه خَبَرَ مُبْتَدَأٍ، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
*وَشَرُّ المَنَايَا مَيِّتٌ وَسْطَ أَهْلِهِ*
الأصلُ: وشَرُّ المَنَايَا مَنِيَّةُ مَيِّتٍ وَسْطَ أَهْلِه، والآيتَانِ المذكُورَتَانِ في المَوْضِعِ الثَّانِي تَحْتَمِلانِ هذا الوَجْهَ؛ فيَكُونُ تَقْدِيرُ الآيَةِ الأُولَى: ولَكِنَّ البِرَّ بِرُّ مَن آمَنَ، ويَكُونُ تَقْدِيرُ الآيَةِ الثَّانِيَةِ: الحَجُّ حَجُّ أَشْهُرٍ مَعْلُومَاتٍ.
والرَّابِعُ: أنْ يكونَ المضافُ مَفْعُولاً به قَبْلَ الحَذْفِ، ومِن ذلك قَوْلُ اللَّهِ تعالَى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ} الأصلُ: وأُشْرِبُوا في قُلُوبِهِمْ حُبَّ العِجْلِ.
والخَامِسُ: أنْ يكونَ المضافُ قَبْلَ حَذْفِه مَفْعُولاً مُطْلَقاً، ومِن ذلك قولُ الأَعْشَى مَيْمُونٌ:
أَلَمْ تَغْتَمِضْ عَيْنَاكَ لَيْلَةَ أَرْمَدَا = وَبِتَّ كَمَا بَاتَ السَّلِيمُ مُسَهَّدَا
الأصلُ: أَلَمْ تَغْتَمِضْ عَيناكَ اغتِمَاضَ لَيْلَةِ أَرْمَدَ.
والسَّادِسُ: أنْ يكونَ المُضَافُ قبلَ حَذْفِه مَفْعُولاً فيه، ومِنْهُ قَولُهم: (زَارَنَا طُلُوعَ الشَّمْسِ) و(حَدَثَ هذا إِمَارَةَ الحَجَّاجِ) يريدُونَ: زَارَنا وَقْتَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وحدَثَ هذا زَمَنَ إِمَارَةِ الحَجَّاجِ.
والسَّابِعُ: أنْ يكونَ المضافُ قبلَ حَذْفِه مَفْعُولاً لأجلِه، ومِنْهُ قَوْلُك: (زُرْنَا زَيْداً فَضْلَهُ) تريدُ: ابتِغَاءَ فَضْلِه، وهذا المَوْضِعُ ذَكَرَهُ ابنُ الخَبَّازِ.
والثَّامِنُ: أنْ يكونَ المضافُ قَبْلَ حذفِه مفعُولاً معَهُ، ومِنه قولُك: (جَاءَ زَيْدٌ والشَّمْسَ) تريدُ: جاءَ زَيْدٌ وطُلُوعَ الشَّمْسِ.
والتَّاسِعُ: أنْ يكونَ المُضَافُ قَبْلَ حَذْفِه حَالاً، ومِنه قَوْلُهُم: (تَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبَا) يريدُون: مِثْلَ أَيْدِي سَبَا.
والعَاشِرُ: أنْ يكونَ المُضَافُ قَبْلَ حَذْفِه مَجْرُوراً بحَرْفِ الجَرِّ, ومِن ذلك قولُه تعالَى: {تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ} الأصلُ: تَدُورُ أَعْيُنُهُم كَدَوَرَانِ عَيْنِ مَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ.
الحَادِي عَشَرَ: أنْ يكونَ المُضَافُ قَبْلَ الحَذْفِ مَجْرُوراً بإضافَةِ شَيْءٍ إليه، ومِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
*وَلاَ يَحُولُ عَطَاءُ اليَوْمِ دُونَ غَدِ*
فإنَّ الأصلَ: وَلاَ يَحُولُ عطَاءُ اليَوْمِ دُونَ عَطَاءِ غَدٍ.
ثُمَّ اعْلَمْ أنَّهُ قد يُحْذَفُ المضافُ ويُقَامُ المُضَافُ إليه مَقَامَهُ، ثُمَّ يَبْقَى في الكلامِ التِفَاتٌ إلى ذلك المحذوفٍ، وقدْ يُحْذَفُ المضافُ ويُقَامُ المضافُ إليه مَقَامَهُ ولا يَبْقَى في الكلامِ التِفَاتٌ إلى ذلك المحذوفِ، بَل يُقْطَعُ النَّظَرُ عَنْهُ تَمَاماً، وقد يُجْمَعُ في كَلامٍ وَاحِدٍ بَيْنَ النَّظَرِ إلى المحذوفِ وقَطْعِ النَّظَرِ عنه عِبَارَتَيْنِ= مِن عِبَارَاتِ الكَلامِ, وهذه الأساليبُ الثَّلاثَةُ صَحِيحَةٌ فَصِيحَةٌ وَارِدَةٌ في أَفْصَحِ الكَلامِ وأَعْلاهُ وهو القُرْآنُ الكَرِيمِ.
فمِثَالُ ما قُطِعَ فيه النَّظَرُ عَن المضافِ المحذوفِ قَوْلُه تعَالَى: {وَاسْأَلِ القَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}؛ فإنَّ الأصلَ: وَاسْأَلْ أَهْلَ القَرْيَةِ؛ لأنَّ الأَهْلَ هُم الذين يُتَوَجَّهُ إليهِم بالسُّؤَالِ، وقد حُذِفَ الأهلُ وهو المُضَافُ وأُقِيمَ المضافُ إليه – وهو القَرْيَةُ – مَقَامَهُ، ولمَّا أُعِيدَ الضَّمِيرُ في قَولِه سُبْحَانَه: {فِيهَا} أُعِيدَ إلى القَرْيَةِ ولم يُلْتَفَت إلى المضافِ المحذوفِ.
ومِثالُ ما بَقِيَ النَّظَرُ فيه إلى المُضَافِ المحذوفِ قَوْلُه سُبْحَانَه: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ}؛ فإنَّ الأصلَ: كذِي ظُلُمَاتٍ، بدَلِيلِ قَوْلِه تَعَالى مِنْ قَبْلُ: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً} فحُذِفَ المُضَافُ وهو "ذي"، وأُقِيمَ المُضَافُ إليه مَقَامَهُ وهو "ظُلُمَاتٍ"، ولَكِنْ لَمَّا أُعِيدَ الضَّمِيرُ نُظِرَ فيه إلى المُضَافِ المحذوفِ وهو ذُو الظُّلُمَاتِ فقِيلَ: {يَغْشَاهُ مَوْجٌ} ولو نُظِرَ فيه إلى الظُّلُمَاتِ لقِيلَ: يَغْشَاهَا مَوْجٌ، أو يَغْشَاهُنَّ مَوْجٌ.
ومِثالُ ما نُظِرَ فيه إلى المحذوفِ في عِبَارَةٍ، ونُظِرَ فيه إلى البَاقِي في عِبَارَةٍ أُخْرَى مِن الكلامِ قَوْلُه تَعَالَى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} أَصْلُ الكَلامِ: وكَمْ مِن أَهْلِ قَرْيَةٍ، فحُذِفَ المُضَافُ وهو أَهْلِ، وأُقِيمَ المضافُ إليه وهو قَرْيَةٍ مَقَامَهُ، ولمَّا أُعِيدَ الضَّمِيرُ نُظِرَ فيه مَرَّةً إلى البَاقِي وهو القَرْيَةُ، وقُطِعَ النَّظَرُ عَن المحذوفِ فقيلَ: {فَجَاءَهَا}، ونُظِرَ فيه مَرَّةً أُخْرَى إلى المَحْذُوفِ وهو الأَهْلُ فقيلَ: {أَوْ هُمْ قَائِلُونَ}.
معليش يمكن طلعت بره الموضوع بس عشان نفهم
في كل مكان و زمان هناك مقولة معروفة لا يجهلها أحد
وهي أن من أمن العقوبة أساء الأدب
اقول لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم اجرنا من فتن اخر الزمان