أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية. |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا |
|
المنتدى الاسلامي العام ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب منهج أهل السنة والجماعة |
|
07-01-2014, 12:31 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسلة تفسير اسماء الله الحسنى ( الملك )
بارك الله فيك طرح مميز |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-30-2014, 04:29 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
سلسة تفسير اسماء الله الحسنى ( القدوس )
القدوس تقدس في اللغة يعنيتطهر .. ومنها (التقديس) أي التطهير .. والقدس بسكون الدال وضمها تعني الطهر ومنهاسميت الجنة حظيرة القدس .. وسمى جبريل روح القدس. والقداسة تعني الطهر والبركة .. وقدس الرجل لله أي طهر نفسه بعبادته وطاعته، وعظمه وكبره ومنها قوله تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفةقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلمما لا تعلمون "30" (سورة البقرة)و(القدوس) بالضم والشد اسم من أسماءالله الحسنى وهو يعني المطهر. ولكن نبادر فنقول: إن مفهوم الطهارة الإلهية يختلف عنمفهوم الطهارة البشرية .. الطهارة البشرية لها أكثر من معنى .. منها الطهارة منالدنس .. ومن كل ما يكون سببا للإصابة بالآفات والأمراض كما في قوله تعالى: وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به (سورةالأنفال ـ 11) وقوله سبحانه وتعالى: وثيابك فطهر "4" والرجز فاهجر "5" (سورة المدثر) وقولهجل وعلا: فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهنحتى يطهرن (سورة البقرة ـ 222) ومنها أيضا الطهارة من الآفات القلبيةوالنفسية كالحقد والحسد والبغض والبخل .. كما في قوله تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} (سورة التوبة ـ 102) وكما في قوله: أولئك الذين لم يرد الله أنيطهر قلوبهم (سورة المائدة ـ 41) ومنها أيضا التخلص من كل عبادة غيرعبادة الحق جل وعلا .. والتخلص من معصيته. كما في قوله تعالى على لسان قوم لوط: أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أناس يتطهرون(سورة النمل ـ 56) أي يتطهرون من المعاصي. وقوله تعالى: إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا (سورة آلعمران ـ 55) ومن الطهارة البشرية أيضا .. الطهارة من الجنابة .. كما فيقوله تعالى: وإن كنتم جنباً فاطهروا (سورةالمائدة ـ 6) هذا عن الطهارة البشرية .. فماذا عن مفهوم القداسةالإلهية؟ هل يمكن أن تكون بمعنى الطهارة من الدنس أو الجنابة أو المعصية أو غير ذلكمن الوجوه المبطلة للطهارة البشرية؟ بالقطع لا يمكن أن تكون القداسة أو الطهارةالإلهية بهذا المعنى، بل أنها تختلف اختلافا مطلقا عن الطهارة البشرية. ولكي نفهمهذا الاختلاف ينبغي أن ندرك أن النجاسة ـ خاصة المادية ـ كالبول والبراز وخلافهمرتبطة بالبنية المادية للإنسان، فلولا الجسد لما كان هناك بول أو براز أو عرق أودم الحيض. ونظرا لأن الإنسان يتكون من روح وجسد فإنه لم يخل من كافة وجوه الدنسالمرتبطة بتركيبه المادي. أما الحق جل وعلا فهو مبرأ من المادة .. أي أن المادة لاتدخل في تركيبه، وكيف تدخل المادة في تركيبه وهي مخلوق من مخلوقاته عز وجل .. ولقدكان الحق تبارك وتعالى ولم يكن معه شيء على الإطلاق .. كان الله ولم تكن هناك مادة. وكونه سبحانه وتعالى مبرأ من المادة يجعله مبرأ تبعا لذلك من جميع وجوه النجاسةوالدنس التي تصيب البشر بسبب بنيتهم المادية. وإذا انتقلنا إلي النجاسة أو الدنسالمعنوي كالكفر والشرك والمعصية نجد أنها منتفية في حق الله عز وجل لأنه غير خاضعلتكليف حتى يوصف بهذه الأوصاف. وبالنسبة للآفات القلبية فهي أيضا منتفية في حقهتعالى، لأنه واحد أحد فرد صمد وليس له شبيه أو مثيل حتى ينظر إليه نظرة الحاسد أوالحاقد. فإذا كانت الطهارة الإلهية تختلف هذا الاختلاف الجذري عن مفهوم الطهارةالبشرية .. فماذا تعني القداسة أو الطهارة الإلهية إذن؟ نجيب على هذا السؤال فنقول: أن القداسة الإلهية تعني أن الحق جل وعلا مبرأ من كل عيب أو نقص يتعارض مع كمالهالمطلق. ولكن ما هي العيوب أو النقائص التي تتعارض مع الكمال الإلهي؟ قلنا من قبل:إن الكمال المطلق للحق تبارك وتعالى يقتضي كمال صفاته العلية، وهذا يعني أن جميعصفات الله عز وجل مطلقة وليست نسبية. خذ على سبيل المثال صفة القدرة .. هذهالصفة نسبية لدى الإنسان بمعنى أنه يقدر على أشياء ولا يقدر على أخرى .. بينما نجدصفة القدرة لدى الحق جل وعلا مطلقة .. بمعنى أنه سبحانه قادر على كل شيء .. فلايعجزه شيء .. ولا يقف ضد إرادته حائل. والقدوس في هذا الصدد تعني أنه تبارك وتعالىمطهر عن النقص والعجز في الصفات .. فجميع صفاته مطلقة .. أي تبلغ منتهى الكمال فيالوصف، فرحمته مطلقة وعلمه مطلق، وحكمته مطلقة وسمعه مطلق، وعزته مطلقة وعدله مطلق،وهكذا شأن جميع صفاته تبارك وتعالى. وقلنا أيضا: إن صفات الحق جل وعلا تنقسمإلي قسمين .. قسم مقابل .. وهو الأسماء الحسنى التي يكون عملها في مخلوقات الله عزوجل .. ومنها المعز المذل .. النافع الضار .. فالحق سبحانه وتعالى يعز من خلقه منيشاء ويذل من يشاء .. وينفع من يشاء ويضر من يشاء وقسم لا يقبل العكس أي أسماء ليسلها مقابل .. وهذه الأسماء هي أسماء للذات الإلهية العلية .. فمن أسمائه عز وجل (الحي) بينما ليس من أسمائه (الميت) .. لأن اسمه (الحي) من أسماء ذاته .. وأسماءالذات لا تقبل العكس. ومثل ذلك أيضا (العزيز) لا يصح أن نقول إن من أسماء الذليل. والقدوس في هذا الصدد تعني المطهر عما يناقض أسماء ذاته العلية .. فهو سبحانهوتعالى (الحي) المطهر عن الموت .. (العزيز) المطهر عن الذل .. (القادر) المطهر عنالعجز ..(الكريم) المطهر عن البخل .. (العليم) المطهر عن الجهل .. وهكذا شأن سائرأسماء ذاته الإلهية العلية. وهو سبحانه وتعالى مطهر عن أن يكون له مثيل أوشبيه. ونؤكد على هذه الحقيقة نظرا لأن هناك عقائد عبر التاريخ يعتقد معتنقوها أنالحق جل وعلا خلق الإنسان على صورته ومثاله. فتقول لهم أن هذا الاعتقاد باطل منجميع الوجوه، لأنه إذا قيل إن المماثلة في القالب المادي .. قلنا لهم أن الحق عزوجل ليس بمادة .. أي لا تدخل المادة في تكوينه على الإطلاق .. فالمادة مخلوق منمخلوقاته عز وجل .. فكيف يدخل المخلوق في تكوين الخالق تبارك وتعالى عما يصفون علواكبيرا. إذن المماثلة الشكلية يرفضها العقل متفقا مع ما قرره القرآن الكريم. وإذاقيل أن المقصود المماثلة في الصفات .. قلنا لهم: إن هذه أيضا يرفضها العقل .. ولتوضيح ذلك ينبغي أن نعلم أن صفات الحق تبارك وتعالى قسمين: قسم خاص به .. وهومجموعة الصفات الخاصة به والتي لا توجد في أي من مخلوقاته بأي درجة من الدرجات .. ومن هذه الصفات الوحدانية والخلق من العدم والإحياء والإماتة والبعث والأزليةوالأبدية والقيومية. وأنه سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم، وأنه سبحانه فعاللما يريد، وكونه سبحانه الأول والآخر. كل هذه الصفات خاصة بالحق جل وعلا ولا توجدلدى مخلوقاته مطلقا .. وهذه الصفات لا يمكن أن نتصور فيها المماثلة بين الله عز وجلوالإنسان لأنها غير موجودة لدى الإنسان. أما القسم الثاني فهو الصفات الموجودةلدى الله والإنسان كالسمع والبصر والكلام والقدرة وغيرها من الصفات المشتركة. ونقوللأنصار المماثلة: أنه حتى بالنسبة لهذه الصفات أيضا لا يمكن تصور المماثلة بين اللهعز وجل والإنسان .. لأن الاشتراك هنا اشتراك لفظي أو مجازي فقط وليس اشتراكا أومماثلة حقيقية. خذ على سبيل المثال صفة القدرة لدى الإنسان .. تجد أن جميع ما توصلإليه الإنسان من مبتكرات قد توصل إليه بقدرته العقلية أو البدنية أو الاثنين معا .. فإذا تساءلنا من خلق الإنسان وخلق له قدرته العقلية والبدنية؟ فسنجد أن الله سبحانهتعالى هو الذي خلق الإنسان ومنحه القدرة العقلية والبدنية. إذن انتفت لديناقدرة الإنسان وصارت مظهرا من مظاهر قدرة الله عز وجل .. وانتفت المماثلة تماما. وشتان بين أن نقول: إن الصفة لدى الإنسان تمثل مظهرا من مظاهر الصفة لدى الله عزوجل وبين أن تقول إن الصفة لدى الإنسان مماثلة للصفة لدى الله تبارك وتعالى. فالحقسبحانه وتعالى ولو كره الكافرون (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) .. وهو جل وعلامنزه ومطهر عن المثيل والشبيه والند والسمي والكفؤ والمضاد، فتباركت ربنا وتعاليت .. لا نتقول عليك شيئا فنتبوأ مقعدنا من النار، ولا نصفك إلا بما وصفت به نفسك فيكتابك أو على لسان نبيك .. وقد وصفت نفسك فقلت وقولك الحق: هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمنالعزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون "23"} (سورة الحشر).
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-30-2014, 06:37 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسة تفسير اسماء الله الحسنى ( القدوس )
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-30-2014, 09:02 AM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسة تفسير اسماء الله الحسنى ( القدوس )
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07-01-2014, 11:17 AM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسة تفسير اسماء الله الحسنى ( القدوس )
يااااااقدوووس
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07-02-2014, 04:20 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسلة تفسير اسماء الله الحسنى
السلام (سلم) من الآفاتونحوها أي برئ .. و(أسلم) أي انقاد، وتطلق أيضا على من يعتنق الإسلام .. وأسلم أمرهلله أي فوضه فيه، وسالم زيد أي صالحه .. وسلم بالأمر أي رضي به .. وسلم على القومأي حياهم بتحية الإسلام.و(الإسلام) هو الخضوع والرضا بالمسلم به. وتطلقأيضا على الدين الذي نزله الله عز وجل على نبيه محمد عليه افضل الصلاة وأتمالتسليم. و(السم) أي الصلح وقد يراد بها الإسلام. و(السلام) اسم من أسماء اللهالحسنى، وهو يعني في اللغة البراءة من العيوب والنقائص .. ويشمل في ثناياه معانيمتعددة كالسكينة والأمان والاستقرار والهدوء. وابن القيم ـ رحمه الله ـ لله حول هذاالاسم من الأسماء الحسنى قول مأثور جاء فيه ما يأتي: الله جل وعلا أحق بهذاالاسم من كل مسمى به، لسلامته سبحانه من كل عيب ونقص من كل وجه". "فهو السلام الحقبكل اعتبار، والمخلوق (أي المخلوق له) سلام بالإضافة، فهو سبحانه سلام في ذاته عنكل عيب ونقص يتخيله وهم، وسلام في صفاته من كل عيب ونقص، وسلام من أفعاله من كل عيبونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه الحكمة، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكلاعتبار، فعلم أن استحقاقه تعالى لهذا الاسم اكمل من استحقاق كل ما يطلق عليه، وهذاهو حقيقة التنزيه الذي نزه به نفسه، ونزهه به رسوله. فهو السلام من الصاحبةوالولد، والسلام من النظير والكفء والسمى والمماثلة، والسلام من الشريك". "ولذلكإذا نظرت إلي أفراد صفات كماله وجدت كل صفة سلاما مما يضاد كمالها، فحياته سلام منالموت ومن السنة والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب، وعلمه سلاممن عزوب شيء عنه أو عروض نسيان أو حاجة إلي تذكر وتفكر، وإرادته سلام من خروجها عنالحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم بل تمت كلماته صدقا وعدلا، وغناهسلام من الحاجة إلي غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه وهو غني من كل ما سواه،وملكه سلام من مشارك له فيها، بل هو الله الذي لا إله إلا هو، وحلمه وعفوه وصفحهومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بلهو محض جوده وإحسانه وكرمه. وكذلك عذابه وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه سلام من أنيكون ظلما، أو تشفيا، أو غلظة، أو قسوة، بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الأشياءمواضعها، وهو ما يستحق عليه الحمد والثناء كما يستحق على إحسانه، وثوابه، ونعمه، بللو وضع الثواب موضع العقوبة لكان مناقضا لحكمته ولعزته، فوضعه العقوبة موضعها هو منعدله، وحكمته، وعزته، فهو سلام مما يتوهم أعداؤه الجاهلون به من خلاف حكمته. وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم، ومن توهم وقوعه على خلاف الحكمةالبالغة". "وشرعه ودينه سلام من التناقص والاختلاف والاضطراب وخلاف مصلحة العبادورحمتهم والإحسان إليهم وخلاف حكمته ـ أي شرعه ودينه مطابق لحكمته عز وجل ـ بل شرعهكله حكمه، وحرمة، ومصلحة، وعدل، وكذلك عطاؤه سلام من كونه معارضة أو لحاجة إليالمعطي، ومنعه سلام من البخل وخوف الإملاق، بل عطاؤه إحسان محض لا لمعارضة ولالحاجة، ومنعه عدل محض وحكمة لا يشوبه بخل ولا عجز. واستواؤه وعلوه على عرشسلام من أن يكون محتاجا إلي ما يحمله أو يستوي عليه، بل العرش محتاج إليه وحملتهمحتاجون إليه، فهو الغني عن العرش وعن حملته وعن كل ما سواه، فهو استواء وعلو لايشوبه حصر ولا حاجة إلي عرش ولا غيره ولا إحاطة شيء به سبحانه وتعالى، بل كانسبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغني الحميد، بل استواؤه على عرشهواستيلاؤه على خلقه من موجبات ملكه وقهره من غير حاجة إلي عرش ولا غيره بوجه ما. ونزوله كل ليلة إلي سماء الدنيا سلام مما يضاد علوه، وسلام مما يضاد غناه.وكماله سلام من كل ما يتوهم معطل أو مشبه، وسلام من أن يصير تحت شيء أو محصورا فيشيء، تعالى الله ربنا عن كل ما يضاد كماله". "وغناه وسمعه وبصره سلام من كل مايتخيله مشبه أو يتقوله معطل وموالاته لأوليائه سلام من أن تكون عن ذل كما يواليالمخلوق المخلوق، بل هي موالاة رحمة، وخير، وإحسان، وبر كما قال عز وجل: وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملكولم يكن له ولي من الذل (سورة الإسراء ـ 111) فلم ينف أن يكون له وليمطلقا بل نفى أن يكون له ولي من الذل. وكذلك محبته لمحبته وأوليائه سلام منعوارض محبة المخلوق للمخلوق من كونها محبة حاجة إليه أو تملق له أو انتفاع بقربه،وسلام مما يتقوله المعطلون فيها. وكذلك ما أضافه إلي نفسه من اليد والوجه فإنهسلام عما يتخيله مشبه أو يتقوله معطل. فتأمل كيف تضمن اسم السلام كل ما نزهعنه تبارك وتعالى. وكم ممن حفظ هذا الاسم لا يدري ما تضمنه من هذه الأسرار والمعانيوالله المستعان. هذا ما جاء في حديث ابن القيم عن اسم الحق جل وعلا (السلام).ولقد ذكرنا مرارا أن المتأمل لكون الله عز وجل لابد أن يلمس لكل صفة من صفات الحقتبارك وتعالى أثارا لا تحصى. والسلام اسم من الأسماء الحسنى التي تمثل صفة من صفاتهعز وجل، فإذا تأملت الكون ستجد أن السلام كامن في كل بقعة من بقاعه، فالكون يسيروفقا لنظام محكم وثابت لا يعتريه خلل ولا عطب .. الأرض التي نعيش عليها تدور بسرعةكبيرة حول نفسها .. وتدور في نفس الوقت حول الشمس بما يترتب على ذلك من تعاقب الليلوالنهار وتعاقب فصول السنة. ورغم هاتين الحركتين تجد أن الكون سلام من الأعطابوسلام من الاضطرابات .. الشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض لا تتجاوزه بالنقص أوبالزيادة .. فلو اقتربت الشمس من الأرض لاحترقت كل الكائنات الحية .. ولو بعدتلتجمدت كل الكائنات من البرودة. الكواكب التي تدور في فلكها حول الشمس منها ما يمثلأضعاف أضعاف الكرة الأرضية من حيث الحجم والوزن .. فماذا لو خرجت إحدى هذه الكواكبعن مدارها فصدم الكرة الأرضية؟. لا شك أنه سيصيب الأرض بدمار شامل .. وهب أن الأرضفقدت جاذبيتها للأجسام التي تعلوها؟ ألن تتطاير تلك الأجسام إلي الفضاء الخارجيبلا ضابط ولا رابط وماذا لو ضعفت القشرة الأرضية أو تفككت؟ ألن تسقط الكائنات الحيةضحايا للزلازل والبراكين؟. إن الموجودات الكونية جميعها تؤدي عملها بلا توقف وبلاأعطال أو خلل، فالكون كله في سلام وأمان وسكينة واستقرار، وان كان الحق جل وعلايصيبنا ببعض الكوارث الطبيعة بين الحين والآخر، فإنها إصابة مقصودة ولحكمة إلهية.فقد قلنا من قبل أن الحق تبارك وتعالى يريد بهذه الكوارث أن يجعلنا نذكره ونلجأإليه لنطلب منه العون والنجاة. ويلاحظ أن هذه الكوارث تأتي في الغالب حين يكونهناك إعراض من الغالبية العظمى من الناس .. فتأتي الكارثة ليفيق الجميع من الغفوة،ويتذكر بعد النسيان. وقد تكون هذه الكوارث غضبا من الله عز وجل على من حلت بهملتجعلهم عبرة للمؤمنين. وقد تكون تذكرة لنا بنعمة السلام الدائم الذي نعيش فيه ليلنهار دون أن نلتفت إليها فنقدم من الحمد والشكر لله ما يكافئها. وقد غمرت صفةالسلام الكون بعد بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقبل الرسالة المحمدية كانالناس يعيشون في الجاهلية الأولى، وكانوا جميعا يفتقدون الأمن والسلام بسببأعمالهم. لقد كانوا يرتكبون كل المعاصي والجرائم بلا وزاع من دين أو ضمير: شربالخمر .. السرقة .. الزنا .. خيانة الأمانة .. الكذب .. النميمة .. الغيبة .. الرباوغيرها من المعاصي التي تجلب معها التناحر والحروب. وحتى الأديانالسابقة لم تقض على حالة الفوضى التي عاشتها البشرية قبل الإسلام .. فالدولةالرومانية كانت تعتنق المسيحية ورغم ذلك لم تختلف طبيعة الحياة فيها عنها لدىالقبائل الوثنية. وقد قرأنا عن الحروب الطاحنة التي كانت تشنها هذه الإمبراطوريةلكي تغزو سائر الدول وتضمها تحت رايتها .. فلما جاء الإسلام بعقيدته القويمةوعباداته ومعاملاته حل السلام الحقيقي بين الناس وانحدرت نسبة الجرائم لتوشك علىالانعدام في بعض الدول الإسلامية. وقد انتقلت الحضارة الإسلامية إلي دول أوربالتنقلها من ظلمات الجهل إلي نور العلم .. وهذه حقائق يرصدها التاريخ الأوروبي نفسهوليست مجرد افتراء بدافع الإحساس بالنقص كما يدعي البعض. بمجيء الإسلام اجتمعالسلام الكوني مع السلام بين الناس فصار الكون كله سلاما في سلام .. ولا ينقض هذهالحقيقة وجود بعض الخلافات والحروب بين بعض الدول، فالنزاعات والحرب سنن كونية ..وإنما الفيصل في الأمر هو حجم هذه الخلافات والحروب وما ينجم عنها من إخلال بالسلامالكوني. والإسلام سمي بهذا الاسم لما فيه من إسلام الوجه لله سبحانه وتعالى والخضوعله وطاعته .. ولما فيه من نشر السلام بين الناس. إن العبادات في الإسلام بما فيهامن تذكرة دائمة للإنسان بخالقه ولما فيها من تدريب على ضبط النفس وقمع الأهواء وبمايتخللها من إرشادات ونصائح كخطبة الجمعة وكالاستماع إلي تلاوة القرآن الكريم فيالصلاة وخارج الصلاة .. كل هذه المعاني الكامنة في العبادات الإسلامية تهذب النفسالبشرية وتجعل الإنسان في سلام داخلي مع نفسه ومع خالقه ومع الكون المحيط به وتجعلهفي سلام مع غيره من الناس. والإسلام قد نظم أيضا القواعد التي تحكم المعاملاتبين الناس .. هذه القواعد تغطي جميع صور التعاملات .. وبها من القواعد العامة مايكفي لاستنباط قواعد تفصيلية لكل ما يستجد من وجوه التعامل. ونذكر من هذه التعاملاتالبيوع، السلم، الشفعة، الإجارة، الكفالة، الوكالة، الحرث والمزارعة، الاستقراضوأداء الديون، الرهن، العتق، الهبة، الوصية وغير ذلك كثير. وتتسم هذه القواعدبتحقيق العدل بين الناس والتوازن بين مصالحهم المتعارضة، مما يؤدي إلي القضاء علىأسباب المشاكل بين الناس على مستوى الأفراد والدول .. فيقيهم شر الحروب الطاحنةوينشر بينهم السلام والود والأمان. وفضلا عن ذلك. وضع الإسلام عقوبات معينة لكلمن يرتكب جريمة من الجرائم كالقتل والزنا والسرقة وشرب الخمر وغيرها من الجرائمالمخلة بالأمن والسلام بين الناس .. فمن يرتكب أيا من هذه الجرائم يعاقب بالعقوبةالمحددة لها فتكون رادعة له ولكل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة. إنه نظاممحكم شيده الإسلام والسلام إلا من سلم المسلمون من لسانه ويده، وكيف يوصف به من لميسلم هو من نفسه؟ ويقول سفيان بن عيينة رضي الله عنه: أوحش ما تكون الخلق،ثلاثة مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه، أو يوم يموت فيرى قوما لم يكونعاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى فخص بالسلامفقال: وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعثحياً "15" (سورة مريم ـ 15) كأنه أشار إلي أن الله عز وجل سلم يحيىعليه السلام من شر هذه المواطن الثلاثة وآمنه من خوفها. فعلى هذا إذا سلم المسلمعلى المسلم فقال: "السلام عليكم" فكأنه يعلمه بالسلامة من ناحيته ويؤمنه من شرهوغائلته، كأنه يقول له: أنا مسلم لك غير حرب، وولي غير عدو. وقد أراد الحق سبحانهأن يكون الإسلام خاتما للأديان السابقة فقال:وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} وقالسبحانه:فمن يريد الله أن يهديه يشرح صدرهللإسلام (سورة الأنعام ـ 125) والسلام نعمة من الله يكافئ بها رسلهوعباده الصالحين .. كما قال جل وعلا:ولقد جاءترسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذٍ "69"(سورة هود) وكما قال عز وجل:وسلامعليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً "15" (سورة مريم)وكما قالسبحانه:وتركنا عليه في الآخرين "78" سلام على نوحفي العالمين "79" (سورة الصافات) وكما قال قوله الحق:وتركنا عليه في الآخرين "108" سلام على إبراهيم "109" (سورةالصافات) وكما قال ربنا تبارك وتعالى:وتركنا عليهما في الآخرين "119" سلام على موسى وهارون "120" (سورةالصافات) وكما قال سبحانه:وتركنا عليهفي الآخرين "129" سلام على آل ياسين "130" (سورة الصافات) وكما قالسبحانه:وسلام على المرسلين "181" والحمد لله ربالعالمين "182" (سورة الصافات) وكما قال عز وجل:قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم "69" (سورةالأنبياء) ولقد شاءت إرادة الحق جل وعلا ألا تكون الدنيا في سلام كامل؛لأنه لم يرد للدنيا أن تكون دار قرار .. ولكن الأمر يختلف في الآخرة حين يكافئ اللهعز وجل عباده المؤمنين الطائعين بالجنة .. فقد شاء تبارك وتعالى أن تكون الجنة دارالقرار .. دار النعيم الأبدي الذي لا يقطعه مثقال ذرة من شقاء .. دار السلامالكامل. فإذا كنا قد عانينا في الدنيا من الأمراض المختلفة فإننا سننعم في دارالسلام ـ إن شاء لنا المولى بالنجاة من النار ـ بصحة دائمة لا يقطعها مرض حيث لاحكمة ولا مسوغ له حينئذ .. وإذا كنا قد تناحرنا وتحاربنا في الدنيا على متاع منمتاعها فإننا سننعم في دار السلام بود لا يقطعه حسد أو حقد أو غل أو ضغينة .. ومنأين تأتينا هذه الآفات القلبية وليس في الجنة إنسان ينقصه شيء .. إن أقل أهل الجنةدرجات سيكون لهم فيها ما تشتهي الأنفس وهم فيها خالدون. حين يلقي المؤمنون ربهمسيحييهم بتحية السلام .. كما قال عز وجل:تحيتهميوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً كريماً "44" (سورة الأحزاب) وسوفتحييهم الملائكة بتحية السلام .. كما قال سبحانه:جنات عدنٍ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلكيجزي الله المتقين "31" الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلواالجنة بما كنتم تعملون"32" (سورة النحل) وكما قال عز وجل:وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين (سورةالزمر ـ 73) وكما قال ربنا:وأزلفتالجنة للمتقين غير بعيدٍ "31" هذا ما توعدون لكل أوابٍ حفيظٍ "32" من خشى الرحمنبالغيب وجاء بقلب منيب "33" ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود "34" لهم ما يشاءون فيهاولدينا مزيد "35" (سورة ق) وبعد أن يدخلوا الجنة سيكون السلام تحيتهمالدائمة من الحق جل وعلا في ذلك يقول عز وجل: خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام (سورة إبراهيم ـ 23) اللهم أخرجنا من الدنيا بسلام .. وابعثنا يوم القيامة آمنين في سلام واجعلنا منالخالدين في دارك .. دار السلام.
التعديل الأخير تم بواسطة ام وليد2005 ; 07-02-2014 الساعة 04:27 PM |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07-01-2014, 12:36 PM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسة تفسير اسماء الله الحسنى ( القدوس )
بارك الله فيك طرح مميز |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07-01-2014, 08:48 PM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسلة تفسير اسماء الله الحسنى ( الله)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07-02-2014, 04:13 PM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسلة تفسير اسماء الله الحسنى ( الله)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07-02-2014, 04:15 PM | المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ام وليد2005
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
رد: سلسلة تفسير اسماء الله الحسنى ( الله)
جزاكي الله عناخير الجزاء سلمتي وسلمت اناملكي تقبلي شكري
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد منتدى المنتدى الاسلامي العام |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طريقة سهلة لحفظ اسماء الله الحسنى | ام ارجواااااان | المنتدى الاسلامي العام | 14 | 05-05-2012 11:25 PM |
اكتب اسم من اسماء الله الحسنى ولك الاجر | اسيرة الذكرى | ملتقى عضوات حوامل | 190 | 02-22-2012 10:00 PM |
سجل دخولك باسم من اسماء الله الحسنى | حلاوه حلوه | المنتدى الاسلامي العام | 70 | 12-25-2011 07:12 PM |
اسماء الله الحسنى | dlo0o0o3h | المنتدى الاسلامي العام | 2 | 01-18-2011 01:41 AM |