
يا رجل الغياب...
أبلغوني أنك سترحل إلى أرضٍ غير أرضي...فحزنت....وبكيت....ثم قضيتُ ليلي في لملمة أجزائي المتبعثرة....
لِـــمَا صادرتَ كل الأحلام الطاهرة....؟؟ واقتلعتَ كل بذرة حب غرسناها معاً..؟؟
لِــمَا ألبستني السواد وملئتني بالخيبة والحسرة؟؟ فتركتَ روحي تتمايل بها رياح الوجع..لتتسع مساحة الجرح في قلبي..
لِــــمَا......... ولِـــــمَا......... ولِــــمَا.......
وأنا التي كنتُ أتباهى في كل أحاديثي بنبضات قلبك الصادقة....وأراهن على أنك الرجل الأنقى..
خذلتني يا هذا.....ونكّستَ كل رايات الصدق...فكسرتَ هيبة كل ما تبقى بيننا...
كيف أقدمتَ على انتشالي من محيطات العشق لتقذف بي في صحراء حارقة تلتهب فؤادي وتشعل جمرها في صدري لأبات بعد كل هذا الحب ..... رمــــاد !!!
اليوم قد خسرتُ رهاني.... فتهاوى حلمي الذي نسجته ذات مساء معك.... وانتحرت كل الأماني التي مددناها بلا انتهاء....
كنتَ تحاول أن تجعل مني امرأة مسلوبة من كل شئ..... لأصبح تحت رحمة يداك التي تطحنني بأساليبها الملتوية..
كنتَ تعبث معي من جميع الاتجاهات...وترمي بزيف كلماتك لتصطاد ما هو أكثر من قلبي!!!
ولأنك رجل لا يحمل من الرجولة سوى اسمها ....اخترتَ أن تُزهِق نبضي عند أول محاولة مني لمقاومة هذا السلب..
فمددتَ يدك إما لقتلي...أو لطحني مرة أخرى تحت طوع يداك...
ولأنك كنتَ فارسي...كنتُ أهبك عودة منكسرة تحت مسمى "تضحية بلا حدود"
وبالرغم من أن رائحة الكذب والخديعة كانت تفوح من أحاديثك...إلا أنني كنتُ لا أشتم سوى رائحة الورد المغروس لك في صدري..
يــــاااااااه.....كيف عصفتَ بروحي؟؟...ونسفتَ كل معالم الحب في وطني!!!
كيف شوهتَ ملامح الكبرياء فيني!!! .. لتحيلني إلى بقايا امرأة مغفلة آلمها الإنكسار..
ولأنني... لا أسمع ... لا أرى ... لا أتكلم ...إلا بالحب كنتَ تمطرني بزخات من الوجع... وتسحقني بسخط عباراتك...لأصبح ضعف لا يتماسك إلا برضاك..
يا إلهي .... كنتُ أعتصر ألماً ... وأنتثر دماً لا دموعاً ... بينما أنت تمارس الخديعة في مكان آخر دون أن تأبه بألمي...
حزينة....ويلوك بقامتي التعب....وتعبث برأسي أسئلة مهترئة...
أ لأنني أحببت....أ لأنني أعطيت... أ لأنني منحت قلب يغفر لكل خطيئة...
أهكذا يداس قلبي بأقدام الجحود والنكران؟؟؟
وتشنق في أرضي عصافير الشوق؟؟؟
أهكذا تباع عواطفي في مزاد رخيص؟؟
وتنفى روحي من موطنها؟؟
أموت ألف مرة...ومرة....في صقيع شتاء الحب...بسياط صواعق الانكسارات!!!
آآآآه....هذا كسب يدي......حلقتُ في مواسم ليست بمواسمي....وحين نحرني الصقيع....صحوتُ متأخرة!!
لأجد نثار روح.....ومطر لا يطفئ حرائق الوجع ......ومعطف لا يدفئ ارتطامات الألم !!!
واليوم يا رجل الغياب.....
ماجئتُ أستجديك رضاءً وعطفاً....ماجئتُ لأمنحك غفراناً لخطيئة لا تغتفر!!
جئتُ لأخبرك بأنني ماعدت هي......تلك المرأة المسلوبة من كل شئ إلا من الذكرى التعيسة....
اليوم جئتُ أحمل جثمانها بين يداي فخذها... ولا تعجب لخطواتي المتمردة التي لم تعهدها يوماً... فأنا قد نهضتُ من سقوطي ارفع بثقل أقدامي نحو العلو...بكبرياء لا يكسره الإحباط...وبقلب لا يسكنه سيد لابد أن يطاع كي أتقي الموت وقسوة الغضب!!!
سأحياء من جديد امرأة لاتعرف الهزيمة ولا الإنحناء للألم..وسأقاوم وجعي...وأقف صامدة أمام ريح الأسى... وألغي كل العناوين المؤدية إليك...
هاأنذا أفرش روحي لكم.....لأكون عظة لكل امرأة أحبت بلا حدود في زمن تعرت فيه مسميات العطاء..