الأساليب الصحيحة للتعامل مع الخلافات الزوجية
المشاكل الزوجية الزّواج عبارة عن مؤسّسة تشاركية تجمع بين الرجل والمرأة، وربط بينهما بالميثاق الغليظ وهو عقد الزواج، ثم تتوسّع المؤسسة لتشمل الأولاد. وهذه المؤسسة لا يمكن أن تبقى بمعزل عن الظروف المحيطة والأشخاص المحيطين بها وتأثيرهم عليها، كأهل الزوج وأهل الزّوجة والأقارب والجيران الأصدقاء والظروف الاجتماعية والاقتصادية، فهذا كله له تأثيره السّلبي والإيجابي على الزواج بكونه كما عرَّفناه في البداية مؤسّسة تشاركية.
المشاكل من الأمور الطبيعية التي قد تعصف بأي علاقة زواج مهما كانت قويةً، فهي علاقة تجمع بين كيانين مستقلين مختلفين في الأفكار وطريقة التّعاطي مع الأمور ولهذا ستنشب في البداية خلافات ونزاعات حتى يعتاد الزوجان على بعضهما، وحتى مع التّقدم في العلاقة واعتياد كل طرف على طباع الآخر وشخصيّته، وقد تنشب خلافات ونزاعات أيضًا، وهنا يجب اتّباع الأساليب الصحيحة للتعامل مع هذه الخلافات.
■□ حلول للمشاكل الزوجية
▪ الحوار، وهو أساس أيّ علاقة سواءً أكانت شراكة عمل أو صداقة أو زواج، فهو الوسيلة التي من خلالها يعرف كل طرف طبيعة تفكير الطرف الآخر ووجهات نظره تجاه الأمور المختلفة، كما أنه يزيل أي سوء فهم قد يحدث، وفي حال نشوب خلافات بين الزوجين، فإنّ أول خطوة للتعاطي معها هي الحوار بين الزوجين والتّعرف على أساس المشلكة ومحاولة حلها قبل أن تكبر.
▪ الاحترام المتبادل مهما كان الخلاف، فالزواج علاقة احترام ومودّة ورحمة قبل أيّ شيء، والمحافظة على الاحترام بين الطرفين يضمن الحل الأسرع للمشكلة، أما استخدام الألفاظ أو الشّتائم غير اللائقة سيُصعّب الأمر ويزيد من مكابرة المقابل، وربما ردّ بالطريقة نفسها ممّا يزيد المشكلة ويُفاقمها.
▪ محاولة حل المشاكل دون اللجوء إلى طرف خارجي، حتى يُبحث في كلّ الجوانب مهما كانت حساسيتها، ولأن تدخل طرف خارجي في النزاع قد يزيد من عناد أحد الطرفين، أما في حال كانت المشكلة كبيرةً فعلًا، وتحتاج إلى تدخل خارجي، فيجب اختيار أكثر الأشخاص قربًا للطّرفين، بحيث يكون محايدًا في حكمه على الأمور ومعروفًا برجاحة عقله وقدرته على النظر للموضوع من كل الزوايا.
▪ الابتعاد المؤقت، فالزوج والزوجة يعتاد كل منهما على الآخر، ويمكن أن يسبب القرب الزائد لديهم شيئًا من الملل، ومن الحلول الناجحة في هذه الحالة الابتعاد المؤقت ليشتاق كل منهما للآخر، وليراجع حسابته ويعرف قيمة الآخر في حياته، بشرط ضمان أن هذه الطريقة لن تؤثر سلبيًّا على الأولاد.
▪ تقديم التنازلات من كلا الطرفين، فالحياة الزوجية مبنية على التشارك كما أوردنا في البداية، وعلى كل طرف تفهّم الآخر وتقبل وجهات نظره، وفي كل خلاف يجب أن يكون هناك طرف مبادر وقادر على التنازل لحل المشكلة، فالعناد لا يفيد ويؤدي إلى زيادة النزاع والخلاف.
▪ الابتعاد عن أسلوب النّقد وتوجيه الاتّهامات، وجعل الحوار قائمًا على أساس الحديث عن مشاعر المتحدث، كأن يقول أنا أحبّ، أنا أريد، أنا أشعر، أنا أفضِّل، وتجنب قول أنت فعلت أنت لم تفعل، فهذه الأمور تشعر الطّرف الآخر أنّه محطُّ اتهام، وأنّ الآخر غير مقدّر لكل ما يفعل، ممّا يجعله يعاند ويرفض التّحاور والصلح.
▪ صناعة جو رومانسي فيه الأشياء الجميلة التي تعيد الزوجين بالذاكرة إلى أيام الحب التي جمعتهما، فالذّكريات الجميلة تستفز الحب في كل منهما وتجعله يراجع حساباته ويعرف قيمة الآخر لديه.
▪ وضع الأولاد في عين الاعتبار، والتّفكير بهم قبل أي شيء، وتقديم مصلحتهم على أي مصلحة أخرى؛ لأنّ النزاعات تؤثر عليهم وعلى نفسيتهم كثيرًا، وهذا التّأثير سيبدو واضحًا على تحصيلهم العلمي وربّما على شخصيتهم، فهم الضحية الأولى في أي نزاع مهما كان.