بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه .. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه التابعين لسنته والحافظين لبيانه ..
وبعد :
من أنتي؟ ومن تكوني؟ .. هل حددتي .. من ستكوني؟ .. هل جربتي .. كيف تكوني؟ .. هل تجرأتي على كل هذا أم _ كالعادة _ خابت الظنون !!
نرى في الناس أشكالاً وألواناً .. بيضٌ وسود .. شوكٌ وورود.. فئرانٌ وأسود .. فيهم المُحبّ .. وفيهم الحقود .. فيهم الراضي بعيشه .. وفيهم الحسود .. فيهم خِلٌ ودود .. وفيهم خَلٌ .. ودُود!!
أي هذي الناس نحن .. ومن نكون ؟ ..
نجري مقارنة بسيطة .. خذي مثلاً الزعماء .. واجمعي معهم الرؤساء .. وكبار الحكم السادة الأولياء .. كيف تراهم بالله عليكي ؟
لباس جميل .. قوام طويل .. ليموزين آخر موديل .. لو كان جسراً لوصل بين الفرات والنيل
رجال ( بودي جارد ) وأموال .. صفقات وأعمال .. هليكوبتر لا تضاهيها الأباتشي بأي حالٍ من الأحوال .. قوية متينة .. غالية ثمينة .. هييييييييييييييييه .. من أين لك هذا يا ...... أخينا ؟! يقول ........ بالحلال !!!
هذا هو الدارج .. لكن من الخارج .. أما الداخل فيحتاج أخصائياً في علم النفس معالج .. وندعوا له بالسلامة إذ الخوف عليه كبير من إصابته بفالج !! ( أقصد الأخصائي )
هؤلاء هم الزعماء .. ولا تنسوا يا أصدقاء .. إن ماتوا فلن يبقى من ذكرهم إلا مجرد أسماء .. ويأتي بعدهم من كان معهود له بالولاء .. وربما يلغي إسمهم شر إلغاء .. نعم .. فهذه لغة] بعض الأغنياء !!!
أيتها القارئة .. بربك .. هل فكرتي بمد جسرٍ صغيرٍ بين عقلك وقلبك ؟!
هل فكرتي ما الذي يحددكي .. أنتي أم مظهركي .. شكلك أم جوهركي .. هل فكرتي ؟؟
ما الذي يهمك في الحياة .. جمال قلبك .. أم جمال وجهك ؟! .. حسن جسمك أو نقاء سريرتك ؟! كبر عضلاتك أم كبر عقلك ؟! .. هل نحدد فضلاً من نكون ؟ هل نستطيع التحديد أصلاً ؟!
هل هو هذا المال الذي يتقرب من أجله الناس لحبك ؟ .. ماذا لو علمت أن رزقك محدد عند ربك ؟ .. نعم فلست أنتي من يصنع المال .. بل هو رزق مقدر لا محال ..
يقول رب العزة في الحديث القدسي :
" يا ابن آدم .. خلقتك لعبادتي فلا تلعب .. وقسمت لك رزقك فلا تتعب .. وفي أكثر منه فلا تطمع .. فإن رضيت بما قسمت لك .. أرحت نفسك وكنت عندي محمودا .. وإن لم ترض بما قسمت لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية .. ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمت لك وكنت عندي مذموما "..
هل تحليت أختي القارئة بصفات المؤمن ؟ .. أم بصفات من هو على جمع المال مدمن !!
هل أنتي في الصلاة خاشعة .. وإلى الركوع مسارعة .. قولك شفاء وصبرك تقى .. وسكوتك فكرة .. ونظرك عبرة .. تخالط العلماء لتعلم .. تسكت بينهم لتسلم .. وتتكلم لتغنم !!
هل أنتي كمن إذا استحسن استبشر .. وإن أساء استغفر .. وإن عتب استعتب .. وإن سفه عليه حلم .. وإن ظُلم صبر .. وإن جير عليه عدل ..
إختي القارئة :
لا تتعوذ بغير الله .. ولا تستعن إلا بالله .. كن وقوراً في الملا .. شكوراً في الخلا .. قانعاً بالرزق .. حامداً على الرخاء .. صابراً على البلاء .. حسبك هو الله في البأساء والضراء .. عندها سيكون جزاؤك خير جزاء ..
هنا يكمن الجوهر .. لا شكلٌ خدّاعٌ ومظهر ..
ولكن !!!
لا يصلح الجوهر إلا بصلاح الضمير .. فكروا فيها قليلاً .. إنه أمرٌ يسير ..
ولكن إن لم تقف لحظة هنا للتفكير .. فإن الأمر سيبدو عسير .. بل مستحيلاً .. نعم .. بهذا التعبير ..
والآن .. هل عرفت من تكوني ؟!
هل خرجت من حالة السكون ؟!
هل أنت راضٍية عن ضميرك ؟!
ما رأيكم .. أعضاء ومراقبون ؟
أرجو الله أن يكون جميع زميلاتي في المنتدى خير مثال على حسن الجوهر .. ونقاء السريرة ..
وفق الله الجميع