الرتابة نقصد بها سير الحياة على وتيرة واحدة من دون تطوير وتغيير يراعي مقتضياتالتطور في الحياة.
وقد ورد في لسان العرب أن : "عيش راتب معناه ثابتدائم,والترتب :الأمر الثابت".
ونحن نقصد من الرتابة في الحياة الزوجية,أن يعيشالزوجان مع بعضهما البعض حياة آلية لاجديد فيها ولاتقدم,بل أن تتحول هذه الحياةنتيجة الرتابة الى حياة مملة تؤدي بعد فترة الى حالة من النفور بين الزوجين قد يسببالطلاق,ففي بداية الزواج يمون كلا من الزوجين يعيشان حالة من الحب كبيرة ولا يصدقالرجل اللحظة التي ينهي بها عمله حتى يعود الى بيته ليلتقي زوجته التي تكون مشتاقةاليه,ويعيشان حالة من العشق والهيام,ولكن بعد فترة تصبح كل هذه الامور عادية وتصبحالحياة الزوجية مجرد برنامج روتيني يقوم به كلا من الزوجين من دون معنى,وإذا اطلعناعلى البرنامج اليومي الرتيب لزوجين نجده على الشكل التالي:
عند الصباحيستيقظ كلا من الزوجين وبعد تناول الفطور يذهب الزوج الى عمله,وتتفرغ الزوجة لعملهافي المنزل إن لم تكن امرأة عاملة وبعد أن تجهز أولادها للذهاب الى المدرسة,الزوج فييوم عمل شاق والزوجة في عم لمنزلي شاق ايضاً,ثم ياتي دور استقبال الاولاد بعدعودتهم من المدرسة,والمشاكل التي ستواجهها من خلال عدم التزام الأولاد بأوامرها,أوعدم قيامهم بواجباتهم المدرسية,فيعود الزوج من عمله وهو متعب ليقابل في البيت زوجةتواجهه بمشاكل اليوم بأكمله,فتقول له :الحق عليك أنت تذهب الى عملك وتتركني أحملالمسؤولية وحدي وأتحمل أولادك ( وكأنهم أولاده لوحده ).
والزوج يكون فيالعادة مرهقاً الى درجة لايستطيع معها أن يتحمل اي كلام,مما يحدو به الى رفضالاستماع اليها, وقد يقوم ونتيجة لإرهاقه بمقابلتها بأسلوب جاف معبراً عن رفضهالاستماع إليها,ما يحدو بها أن تصر على أن يستمع منها,وقد يؤدي هكذا إشكال في بعضالى خلاف مستحكم يؤدي الى الطلاق