كظم الغيظ

meso · 01-13-2013, 08:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

( قال الفقيه) رضى الله تعالى عنه, عن أبى سعيد الخضرى رضى الله تعالى عنه , قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم , أن الغضب جمرة من النار فمن وجد ذلك منكم فإن كان قائما فليجلس , وإن كان جالسا فليضطجع .

قال المسيبعن محمد بن مسلم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه , أن رسول الله صل الله عليه وسلم , قال إياكم والغضب فإنه يوقد فى فؤاد بن آدم النار ألم تر الى احدكم إذا غضب كيف تحمر عيناه , وتنفتح أوداجه فإذا أحس أحدكم بشى من ذلك فليضطجع , وليلصق بالارض.

وقال إن منكم يكون سريع الغضب سريع الفىء فأحدهما بالآخر
يعنى يكون أحدهما بالآخر وخيركم قصاصا ومنكم من يكون بطىء الغضب سريع الفىء , وشركم من كان سريع الغضب بطىء الفى .

**وروى أبو أمامة الباهلى رضى الله تعالى عنه , عن رسول الله صل الله عليه وسلم , أنه قال : من كظم غيظا وهو يقدر على أن يمضيه فلم يمضيه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا , ويقال مكتوب فى الانجيل ياابن آدم اذكرنى حين تغضب أذكرك حين أغضب وأرض بنصرتى لك فإن نصرتى لك خير من نصرتك لنفسك .

وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : لرجل أغضبه , ولولا أنك أغضبتنى لعاقبتك أراد بذلك قول الله تعالى :
((والكاظمين الغيظ )) وذكر أنه رأى سكران فأراد أن يأخذه فيعزره فشتمه السكران , فلما شتمه رجع عمر فقيل له يا أمير المؤمنين لما شتمك تركته قال : لآنه أغضبنى فلو عزرته لكان ذلك لغضب نفسى و لا أحب أن أضرب مسلما لحميه نفسى .

وروى ميمون أن جاريه له جاءت بمرقة فعثرت فصبت المرقة عليه , فأراد ميمون أن يضربها فقالت الجارية يامولاى , أستعمل قول الله تعالى ((والكاظمين الغيظ )) , فقال قد فعلت : فقالت اعمل بما بعده (( والعافين عن الناس )) قال : قد عفوت فقالت أعمل بما بعده (( والله يحب المحسنين )) , فقال ميمون : أحسنت إليك , فأنت حرة لوجه الله تعالى.

وقد مدح الله تعالى خليله إبراهيم عليه السلام : بالحلم
فقال تعالى (( إن إبراهيم لحليم أواه منيب ))
فالحليم المتجاوز
ولأواه الذى يذكر ذنوبه, ويتأوه .
والمنيب الذى أقبل على طاعه الله تعالى : وقد أمر الله تعالى
نبيه صل الله عليه وسلم , بالصبر والحلم وأخبره أن الأنبياء
الذين كانوا قبله كانوا على ذلك
قال تعالى : ((فأصبر كما صبر أولى العزم م الرسل ))
يعى أصبر على تكذيب الكفار وأذاهم , كما صبر الأنبياء
الذين أمروا بالقتال مع الكفار , وأولى العزم هم ذوى الحرم
وهم الذين يثبتون على الامر ويصبرون عليه.

وقال الحسن فى قول الله تعالى : ((وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما )). يعنى قالوا حلما وإن جهل عليهم حلموا.

وروى عن وهب بن منبه رضى الله تعالى عنه قال :
كان عابد فى بنى إسرائيل أراد الشيطان أن يضله فلم يستطع
ان يضله , فخرج العابد ذات يوم لحاجة , وخرج الشيطان
معه لكى يجد منه فرصة فأتاه من قبل الشهوة والغضب ,
فلم يستطع منه على شى فأتاه من قبل الخوف وجعل يدلى
عليه صخرة من الجبل , فإذا بلغته ذكر الله تعالى : فنأت عنه , ثم جعل يتمثل بالأسد والسباع فذكر الله تعالى فلم يبالى به, ثم جعل يتمثل له بالحية وهو يصلى فجعل يتلوى على قدميه وجسده حتى بلغ رأسه وكان إذا أراد السجود التوى فى موضع رأسه من السجود ,يعنى وجهه فلما وضع رأسه ليسجد فتح فاه ليلتقم رأسه فجعل ينجيه حتى استمكن من الارض ليسجد فلما فرغ من صلاته وذهب جاء إليه الشيطان
فقال: أنا فعلت بك كذا وكذا فلم أستطع منك على شى , وقد بدا لى أن أصادقك , ولا أريد ضلالتك بعد اليوم , فقال له العابد , لا اليوم الذى خوفتنى بحمد الله ماخفت منك , ولا لى حاجه اليوم فى مصادقتك , فقال له ألا تسألنى عن أهلك ما أصابهم بعدك فقال له العابد : أنا مت قبلهم فقال له : ألا تسألنى عما أضل به بنى آدم قال : بلى فأخبرنى بالذى تصل به الى ضلال
بنى آدم قال : ثلاثة أشياء الشح ,والغضب ,والسكر,فإن الإنسان إذا كان شحيحا قللنا ماله فى عينه فيمنعه من حقوقه
ويرغب فى أموال الناس , وإذا كان الرجل غضوبا أدرناه
بيننا كما يدير الصبيان الكرة بينهم , ولو كان يحي الموتى
بدعوته لم نيأس منه, فإنما يبنى ونهدم فى كلمة واحدة ,
وإذا سكر قدناه الى كل سوء كما تقاد الغنم بإذنها حيث نشاء
فقد أخبره الشيطان أن الذى يغضب يكون فى يد الشيطان كالكرة فى أيدى الصبيان , فينبغى للذى يغضب أن يصبر لكيلا
يصير أسير الشيطان , ولا يحبط عمله.

والحمد لله رب العالمين.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم.

اللهم أغفر لنا وتب علينا أرحمنا برحمتك التى وسعت كل شى.