ولادة الأطفال الذكور أصعب من ولادة الإناث
لندن: «الشرق الأوسط»*
تتداول النساء بالوراثة الاخبار حول مشاق ولادة الاطفال الذكور التي تعود الى عصور سحيقة من تاريخ البشرية. هذا ما تقوله حتى الدراسات الطبية القديمة التي عثر عليها محفورة على الطين المفخور في بابل وعلى جرائد النخيل في مصر. الا ان دراسة بريطانية جديدة ارادت التأكد من مدى صحة هذه الظاهرة.
ميف أ. يوغان وزملاؤه في مستشفى الولادة في دبلن (ايرلندا)، كتبوا في «المجلة الطبية البريطانية»، ذاكرين ان دراسة شملت آلاف الولادات تثبت بشكل لا يقبل الشك ان ولادة الاطفال الذكور اصعب واعقد بكثير من ولادة البنات. وعموما فإن ولادة الصبيان اطول من ولادة البنات. واحصى الباحثون ان ولادة الذكور اطول من ولادة البنات بنحو 24 دقيقة كمعدل. ان عملية ولادة الاطفال الذكور وما يرافقها من آلام تستمر كمعدل حوالي 6 ساعات و 16 دقيقة مقارنة بمعدل ولادة الاناث التي تستمر حوالي 5 ساعات و 52 دقيقة. وهذا ليس كل شيء لأن ولادة الصبيان بواسطة العمليات القيصرية كانت اكثر مما هي في ولادة البنات بنسبة %50. وتبلغ نسبة الولادات بواسطة العمليات القيصرية عند ولادة الصبيان %6.1 كمعدل و %4.2 كمعدل عند ولادة البنات.
وولادة الصبيان لا تستغرق وقتا اطول وتتطلب التدخل الجراحي اكثر، وانما تترافق عادة بآلام اقوى. وتشير الدراسة الى ان اطباء الولادة يستخدمون العقاقير المضادة للألم عند ولادة الصبيان اكثر بكثير مما يستخدمونها عند توليد الاناث. مع ذلك، ورغم تقدم النظرة في المجتمعات الاوروبية، ورغم صعوبة ولادة الصبيان، فإن الصبيان مفضلون لدى الكثير من الاهالي.
ويقول الباحثون الايرلنديون ان محيط رأس الطفل الذكر اكبر عادة من محيط رأس الطفل الانثى. وهذا يصعب الولادة بعض الشيء الا ان ذلك لا يكفي لتفسير هذا الفرق الواضح بين ولادة الاطفال من الجنسين. ويعتقد الباحثون بوجود اسباب اخرى لم يكشفها العلم بعد، ولا بد من اجراء المزيد من الدراسات بهدف الكشف عنها. وتوصل فريق العمل الى هذه النتائج من خلال دراسة تقارير ولادة 4070 صبيا وتقارير ولادة 4005 بنات جرت بين 1997 و 2000. وحرص الاطباء على اختيار هذه الولادات لأمهات يلدن للمرة الاولى (مولود بكر) وكان حملهن طبيعيا ولم يكن بحاجة الى عقاقير لحض الولادة لديهن. ويبدو ان لمستقبل وضع الاطفال المعرفي، سواء كانوا ذكورا أم اناثا، علاقة وثيقة بوزن الجسم عند الولادة وبالطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها الوالدان. اذ تشير دراسة اعدها «مركز الدراسات الولادية والاحصائيات البيولوجية» في لندن الى ان وزن جسم الطفل عند الولادة وطبقته الاجتماعية يلعبان دورا مهما في تطور مؤهلاته المعرفية لاحقا. واستخدم الباحثون المعطيات الطبية والاجتماعية حول 10845 صبيا وبنتا ولدوا في اسبوع معين من عام 1958. وتم تحليل المعطيات لديهم بالعلاقة بين وزن الجسم والطبقة الاجتماعية ومعامل الذكاء والمستوى التعليمي.
وكانت نتائج فحص الذكاء والاختبارات المعرفية الاخرى افضل بكثير لدى الاطفال الذين جاءوا الى هذا العالم بوزن يزيد بضعة غرامات عن غيرهم. وكان مستوى الاطفال في الرياضيات افضل كلما كان وزنهم اثناء الولادة اكبر.
وكانت العلاقة بين الطبقة الاجتماعية ومستوى الحالة المعرفية عند الاطفال واضحين ايضا حسب رأي الباحثين. اذ كان مستوى اطفال الطبقات الراقية في الرياضيات عموما افضل منه بين اطفال الطبقات الدنيا. وكان تفوق ذوي الاوزان الاكبر والطبقات الاثرى ظاهرا في مختلف الاعمار ولم يتحدد بعمر معين او بمرحلة واحدة.