السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله ملئ السماوات والأرض وملئ مابينهما وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أخيتي العزيزة، الوقت يمر لا محالة وساعة الزمن تمضي بدون توقف، فماهو الأفضل لك؟ أن تحققي أهدافا اليوم وتصبحي فرحة بعمل قد أنجزته وكتب في صحيفة حسناتك، أم تضيعين الوقت في مالا يعني ويعدي اليوم تلو الآخر، دون تحقيق اي هدف إيجابي أو إنجاز يذكر؟ فهذا من شأنه أن يحبطك ويزود معاناتك ويشعرك وكأنك جامدة في مكانك لا تستطيعين التحرك ولا التقدم في حياتك،
لا تستسلمي للإبتلاءات بل إدفعيها بالتقرب إلى الله وفعل الطاعات وترك المنكرات، وأهم هذه الأعمال قيام الليل فهو دأب الصالحين ومن فرط فيه خسر الكثير من الحسنات، ففي كتاب الله أخبر الله تعالى عن صفات عباد الرحمن فقال في بعض صفاتهم: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً)، وأخبر أن المحافظين على قيام الليل هم المحسنون الذين وعدوا بالثواب العظيم (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
ثم الصدقة فهي سبب للشفاء والرزق ودفع البلاء، عن ابن عمر قال: قال رسول الله :{أَحبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد، (يعني مسجد المدينة) شهرا.. ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام}. (الصحيحة/ 906).
وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ﴾.
وقال تعالى: ﴿ومَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.
ومن ضمن الأعمال الصالحة كثرة الذكر وأهمها الإستغفار، خصصي ساعة فقط يوميا للإستغفار وستجدي نفسك قد إستغفرت 8آلاف مرة وبسهولة تامة!! فكم أتعجب من أناس في قمة الإبتلاءات ورغم ذلك معرضون عن الطاعات ومقبلون عن المنكرات، فيا أخيتي إرفقي بنفسك وارحميها بالتفريج عنها ولو بالإستغفار فقط لأنه لا يستوجب اي تضحية وهو متيسر لكل الناس فقيام الليل فيه تضحية بالنوم ولو أنه سهل للمتقين، والصدقة ظاهريا فيها تضحية بالمال وفي الحقيقة ليست كذلك، للذي عنده يقين بأنه ماتنقص الصدقة من مال، هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، فعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلا مَلَكانِ يَنْزلاَنِ، فَيقُولُ أحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تلَفًا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
أما الإستغفار فليس فيه أي تضحية ويعتبر من أسهل العبادات المتاحة للكبير والصغير على حد سواء.
وأخيرا قراءة القرآن من أسباب زوال الهموم وتفريج الكروب وفتح الأبواب خاصة البقرة، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» (مسلم: 804)، والبطلة: هم السحرة.
أسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا لكثرة الطاعات وترك المنكرات وان يفرج كروبنا جميعا ويرزقنا الذرية الصالحة عاجلا غير آجل ويحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء، اللهم آمين.