نقد اكثر من رائع ولهذا أريد رأيك في قصته الثانية
(((ياسر : افعليها ولا تجزعي !!! )))
قصة واقعية عاصرتها
* مكانها (المنطقةالشرقية ـ كورنيش الخبر)
* زمانها (قبل بضعة ايام الساعة الخامسة مساء)
... وبعد ان كتبت بسم الله الرحمن الرحيم ... اكملت ... والصلاة والسلام على الهادي الأمين
... وبعدها ترددت ... كثيرا ترددت ... هل انثر مافي خاطري مما رأيت وسمعت من انين ... واحترت ...
وبعدها توقفت ... هل اكتب ماتقرؤنه من كلمات ام اكتمها واكتم معها الدموع والعبرات ... وعزمت وبعدها جزمت بل قررت ان لا اكتب تلك الواقعة الأليمة ولا انقل تلك المشاهدالحزينة ... لكن بعض من حولي اجبروني على نقل تلك الواقعة وقال البعض منهم (امسك بمجدافك وابحر) ولا تهاب الموج وعندما ايقنت بل تجهزت لأستقبال عبراتي فهي الموج الذي لم يعلمه صاحبه نعم علمت انني والبعض الآخر ستتحرر دموعهم ولكن اقف هنا قليلا واسترجع ماكان من تلك الأيام واسطر لكم القصة .............
كنت في رحلة مع احد اصحابي الى المنطقة الشرقية وبالتحديد كورنيش الخبر جلسنا على ذلك البساط الأخضر الذي ارتوى بالماء وتقابلنا مع ذلك الشاطئ الذي ارتوى بهموم الناس فكل من اتاه رمى همومه على عاتق ذلك الشاطئ وسرى .... وهاهي السماء ملبده بالسحاب الذي يهديك اشواق الأهل والأحباب .... وهاهي طيور النورس ترحب بك كل ترحاب ......
وفجأه وبلا مقدمات سمعنا صرخة ... واي صرخة ... نعم صرخة لانعلم حتى الآن اسبابها ولانعلم حتى الآن اهدافها ولكن الذي نعلمه من تلك الصرخة مصدرها ... مصدرها تلك العائلة التي كانت في ذلك المسطح الأخضر والمكونه من الأبن الأكبر "بدر" مايقارب 22 عاما والأبن الأصغر "ياسر" ما يقارب 18 عاما والطفلة الصغيرة مايقارب السبع سنوات والأم المكلومه
فأذا ابصارنا تتجه الى العائله فما ان سمعنا كلمة (فارقيني) حتى لم نعد نعلم انحن في حقيقة ام خيال ....
يا الله .............. يا الله ............ يا الله ياحليم يارحمن يارحيم ... لطفك ... لطفك ... لطفك ورحمتك يارب وما ان هدات عاصفة تلك الكلمة الا وجائت العاصفة الأقوى والأمر والأدهى والأقسى ... واذا بالأبن الأكبر بدر يقوم بشتم امه بكلمات لا اريد ذكرها في هذا السرد واذا بالأم المكلومه المسكينه المطعونه تمسك برأسها وكأن شيئ ماء سيحدث وكان حالة اغماء لها ستحدث وما ان قامت تلك الطاهره حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها
يا الله...... يا الله....... يا الله.......واذا ابنها الأكبر بدر يحدث نفسه بكلمات لانفهمها وذهب بضعة امتار واخرج السيجارة واخذ يدخن "وامه ملقاة على الأرض" وحال الأبن الأصغر ياسر والطفلة الصغيرة يبكون ... ويبكون واي بكاء على حال والدتهم وقد قمنا بمهاتفة الأسعاف وبعد فترة حضرت سيارة الأسعاف وبدأت الأم تستفيق بعد اعطائها الأسعافات الأولية بمشيئة الله واذا بي اسمع الابن الاصغر يقول "ادعي عليه يا امي ادعي عليه افعليها ولا تجزعي" وماذا كان جواب الأم ؟ وهي ملقاة على الأرض لا لا لا هذا ابني وانت ابني وانا احبكم جميعا ......................
وبعد ان هدئت الأمور وهدأت العاصفة ذهب الابن الاكبر بدر الى السيارة وقام يصرخ في اهله هل سترافقونني ام اترككم ؟!!!
فبدئت الأم تستجمع قواها وتجمع بعض مستلزمات الرحلة على عجل وتقول في داخلها عفى الله عنك ياولدي
وهاهي طيور النورس وقفت شاهده على ماحدث وهي تردد مع الأمواج افعليها امي ولا تجزعي ... افعليها امي ولا تجزعي
وهاهي اكواب متناثرة على البساط الأخضر وبقايا طعام شواهد على آلام تلك الرحلة وآلام الأم المكلومة التي قابلها ابنها بالجحد والنكران ولم يلقي بالا لحبها له وتضحيتها بأغلى ماتملك لأجله
وهي التي يوما ما ذرفت دمعة لأجله ...... جعلها تذرف دمعة بسببه
ولم يتبقى من تلك الحادثة الا اكواب متناثرة...........
وطيور نورس باكية..................
وامواج بحر ثائرة................
وتلك السحابة راحلة...............
فهنيئا لها بأنها لم تفهم تلك اللغة القاسية
وهاهي الشمس للغروب دانية..............وهاهي انوار القمر آتية
وهاهي عيون صاحبي بأمر ربها باكية..............
وها انا ذا اقف غير قادر على السرد ثانية............
وهاهو ذا قلم برق يودعكم ثانية
اوراق الخريف